لا يزال الأستاذ فهمى هويدى يطالعنا كل صباح بمقالاته التى يتحسر فيها على زمن الإخوان الزاهر، والخسارة التى منيت بها مصر برحيلهم، ثم لا يفوته فى كل مرة الإشارة إلى اللعنة التى أصابتنا جراء "الانقلاب العسكرى" الغاشم الذى أطاح بالرئيس المنتخب.
وينسى أو يتناسى الأستاذ فهمى أهم وأروع حقيقة فى المشهد كله، وهى خروج ملايين الناس يمثلون كل أطياف الشعب المصرى ضد الرئيس المنتخب، بعدما رأت منه فشلا وكذبًا وإخلافا للوعود وانحيازًا بغيضًا لجماعته وقتلا للمصريين فى الاتحادية وبورسعيد، وانتهاكًا صارخا للقانون وإرهابًا للقضاة وحصارًا للمحكمة الدستورية كى لا تصدر حكمًا لا يريده.. إلخ.
يترك كاتبنا الكبير هذه الحقيقة الواضحة لأى منصف، ويحدثنا عن شرعية الصندوق التى انتهكها "الانقلاب"، ويتجاهل أن "الصناديق" بنفسها خرجت فى المدن والقرى ضد الرئيس وبأعداد أضعاف من خرج فى 25 يناير، فما معنى الحديث عن الصناديق هنا؟!
لكن يبدو أن الأستاذ فهمى لا يرى أهمية لهذه الملايين التى خرجت، وفى أفضل الأحوال يراهم "فئة" أو "فصيل" من المجتمع خرج ضد الرئيس، على اعتبار أن كل هذه الملايين فى كل محافظات مصر مجرد "فصيل" لا يمثل غالبية المصريين!!. فأى فصيل خارق هذا الذى يحشد كل هذه الأعداد فى محافظات مصر كلها!! إذا لم تكن هذه هى غالبية الشعب المصرى فما هى إذن؟! إلا إذا كان يرى الأستاذ هويدى أن الأعداد التى جاءت إلى الصالة المغطاة هى من يمثل الشعب المصرى.
وحتى تكتمل سلسلة المغالطات والأكاذيب يتحدث دراويش الإخوان عن أمريكا التى تعاديهم وأوباما الذى يدعم " الانقلاب" ويتناسوا أن أوباما ساندهم لآخر لحظة، وهدد بقطع المعونة العسكرية وأوقف المناورات العسكرية ومارس كل الضغوط الممكنة من أجلهم، ولما لم تفلح هذه المحاولات باعهم كما باع مبارك من قبل وهذه هى سياستهم الثابتة مع حلفائهم، لكنه الكذب والتضليل الذى برع فيه الإخوان ولم يفلحوا فى غيره.
