«أنا مش إخوان، ولكن...» هكذا يبدأ كل عضو تنظيمى «كادر» فى جماعة «الإخوان المسلمين» التى استعادت لقبها «المحظورة» بحكم قضائى أو حتى كان ينتمى لخلاياها «التى لم تعد نائمة»، وما اكتشفه الأمن من تلك الخلايا لا يتجاوز %10 فقط من أولئك الذين تحسبهم شتى، لكن الأيام أثبتت أنهم على قلب رجل واحد، من أقصى اليمين الدينى الإرهابى ممثلًا فى جماعات «السلفية الجهادية» الذين تلاحقهم قوات الجيش والشرطة فى «معركة سيناء»، وصولاً لأكثرهم خُبثًا ومكرًا سيئًا، وأقصد جماعة الإخوان المجرمين الذين أعلنوها حربًا على مخالفيهم، وبالطبع سلطات الأمن والجيش فى معركة خبيثة، يوسوس لهم شيطانهم الرجيم أن بوسعهم إعادة عقارب الساعة للخلف، وحمل رئيسهم «المعزول» للقصر، بينما يُلقى بالسيسى وصدقى بالسجن.
العقل والدين يا ربى، كيف يُفكر هؤلاء؟ أم تُراهم لا يفكرون بل يتوهمون أن هناك قوة فى العالم يُمكنها تحقيق تلك الخزعبلات التى تسكن «الإخوانجية»، وحتى بعدما أعاد الغرب لهجته لأن مصلحتهم مع مصر مدنية. لكن تثور تساؤلات وجيهة، منها مثلاً: ماذا سنفعل بوقود الجماعة من الشباب المخدوعين المأزومين، الذين يشكلون «فائض التطرف» ويقدرون بالملايين، خاصة فى ريف الصعيد والدلتا، حيث تجد قرى كاملة تجذر فيها نفوذ الإخوان والسلفيين، وأشهرها: قرية «دلجا» بالمنيا، حيث احتلوا نقطة الشرطة، وأجبروا الضباط على مغادرتها تحت تهديد السلاح، واعتدوا على المسيحيين، وأحرقوا كنائس القرية، وممتلكات المسيحيين وفرضوا عليهم الإتاوات حتى اقتحمتها القوات، وألقت القبض على بعض المتهمين، لكن الأزمة ما زالت حيّة فى الأذهان.
وبحكم جذورى الصعيدية سمعت ورأيت عشرات القرى من المنيب حتى أسوان تحمل سمات «دلجا» التى اجتمع عليها التطرف بالشعور بالظلم والتهميش، فضلاً عن تاريخ طويل من الانخراط بجماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسى وتعتبر «كرداسة» بمثابة «حالة نموذجية» تكشف مدى تجذر «فيروس الأخونة» فى القرية التى خاضت كل مواجهات الإخوان مع السلطات منذ الستينيات حتى الآن، فهناك عائلات بالقرية تتوارث الانتماء للجماعة، فضل عمن ينتمى للإخوان ممن يعملون بها، لكن لا يقيمون فيها، وهؤلاء يشكلون نسبة ليست قليلة.
كانت تستحق «كرداسة» القابعة فى حضن أهرامات الجيزة موقعًا بارزًا على خريطة مصر السياحية، خاصة وأن أهلها اشتهروا بإنتاجهم اليدوى الفطرى، فاشتهرت بصناعة النسيج بكل أشكاله، خاصة الجلابيب بمختلف أنواعها، لكن أغلب سكانها يعانون الفقر والبطالة والتهميش، فماذا كنا ننتظر منهم؟
ولو كانت أنظمة الحكم المتعاقبة أولتها اهتمامًا لأصبحت القرية إحدى أهم المعالم السياحية، التى يُفترض أن يزورها السياح العرب والأجانب، لكنها ضحية تتطلب اهتمام الدولة، وأيضًا فليراجع «إخوانها» أنفسهم، ليُقدّموا مصلحة قريتهم ووطنهم على «جماعتهم».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Know him
حصانة البلطجة باسم الدين