"بعد وفاة المرحوم جوزى لقيت نفسى وحيدة مع طفلين صغيرين.. وكنا محتاجين لواحد يراعينا ويحمى أولادى.. ورغم أن أخواتى البنات كانوا بيساعدونى بس كنت محتاجة راجل فى ضهرى.. وتعرفت على واحد قال إنه هيتجوزنى وهيربى الطفلين.. ومع مرور الوقت ما خدتش منه غير ورقة عرفى وكمان لما زهق منى حاول يقطعها فقتلته"، كانت هذه الكلمات للمتهمة بقتل زوجها فى أوسيم.
وأضافت المتهمة "فاطمة.ع"، 35 سنة، ربة منزل.. قصيرة القامة.. نحيفة الجسد.. فى حديثها لـ"اليوم السابع"، "أنا متدينة وحاصلة على مؤهل عالى وأصلى جميع الأوقات.. وزى ما حضرتك يا بيه شايف أنا لابسة حجاب أهوه، وكنت أحلم مثل جميع نساء الدنيا أن يكون لى منزل ولو بسيط يجمعنى مع رجل تقى يخاف الله ويحمينى، فلم أحلم بالزواج من رجل معه سيارة فارهة أو قصر وإنما إنسان متدين بيصلى الخمس أوقات".
"تزوجت من أحد الجيران- المتهمة تواصل حديثها- ومرت السنوات الأولى من الزواج برداً وسلاما علينا، وكان زوجى رجلا فقيراً إلا إننى لم أعبأ بفقره، فطالما نحن "مستورين" نقول الحمد لله على كل حال، ومع مرور السنوات شعرت بأن جنين يتحرك بأحشائى، وأنجبت طفلى الأول ثم الطفل الثانى بعده بعامين تحديداً، وكنت مشغولة فى تربية الأطفال بمساعدة زوجى، وبالرغم من الظروف القاسية التى كنا نعيشها فى منزل بأوسيم، إلا أن طعم الحياة كان ممتعاً مع وجود طفلين فى مقتبل العمر، فكانت ابتسامة الطفلين تشرح القلب، وحرصنا أنا وزوجى أن نربيهما على الأخلاق والقيم وأن نجعلهما نافعين للمجتمع وحلمنا أن يصبح الطفلين فى المستقبل طبيب وأستاذ جامعى".
وأضافت، "مات زوجى قبل أن تتحقق الأحلام، وبقيت أنا والطفلين والأحزان، واسودت الدنيا أمامى، وقررت أن أسخر ما تبقى من عمرى للطفلين، ورفضت جميع ما تقدم للزواج منى بعد وفاة "المرحوم" بالرغم من أنى عمرى كان وقتها لا يتخطى الـ33 سنة، حتى تعرفت على شاب أقل منى فى العمر بـ 8 سنوات يدعى "محمد"، حيث كان يحب الطفلين ويزورنا فى منزلنا فى بعض الأحيان، ومع مرور الوقت حاول "محمد" أن يروادنى عن نفسى إلا إننى رفضت بشدة، وقررت أن أمنعه من دخول المنزل مرة أخرى، ومرت أيام ولم يتردد علينا ثم حضر بعد ذلك وأكد لى بأنه يريد الزواج منى، وبالرغم من أننى رفضت أكثر من شخص، إلا إننى وافقت على هذا الشاب لعدة أسباب أبرزها أنه كان يحب الطفلين مثل والدهما، بالإضافة إلى أنه جاد فى عمله، كما أنه يصغرنى فى العمر بسنوات".
وقالت المتهمة، "كان مشروع الزواج مهدداً بالفشل قبل أن يتم، حيث طلب منى الشاب أن نتزوج عرفيا، وهو الأمر الذى رفضته تماما، وأكدت له بأن هناك كثيرون طلبوا منى الزواج شرعيا ورفضت، لكن مع إصرار الشاب وجدت نفسى أوافق عليه دون أن أدرى بنفسى، وكأننى تزوجته تحت مفعول السحر، حيث حضر فى إحدى الليالى ومعه ورقتين وكتب بهما أننا تزوجنا عرفيا وأعطانى ورقة واحتفظ بالأخرى، وتناول بعد ذلك العشاء معنا، وتجاذبنا أطراف الحديث حتى راح الطفلين فى النوم، وحاول "محمد" أن يقترب منى، فرفضت وطلبت منه تأجيل هذا الأمر حتى أخبر شقيقاتى بأمر هذا الزواج، إلا أنه كان مُصرا، ويؤكد بأننى أصبحت زوجته وأن هذا الأمر شرعيا واعتراضى وابتعادى عنه مخالفا للشرع، وبعد إلحاح شديد منه، بدأت أترك نفسى شيئا فشىء، حتى قضى معى على سريرى ليلته الأولى".
وأوضحت المتهمة، "بالرغم من أننى كنت غير موافقة على الدخلة فى هذا اليوم إلا إننى شعرت بسعادة غامرة، ومن ثم بدأ هذا الأمر يتكرر كثيرا، بل وأصبح زوجى الثانى متواجدا معنا فى المنزل بصفة مستمرة".
وأضافت، بدأ "محمد" يتوقف عن الذهاب للعمل ويقترض منى الأموال، لدرجة أنه كان يشترى السجائر من "فلوسى"، ومع تكرار هذا الأمر طلبت منه أن ينزل مرة أخرى للعمل، خاصة أن هذه الأموال خاصة بالأطفال اليتامى، لكنه لم يعبأ بكلامى، وكان شغله الشاغل أن يشترى المنشطات الجنسية ويأتى كل مساء ليشبع رغباته الشهوانية، وكان يتعامل معى بقسوة وبمجرد أن يفرغ شهوته يتركنى ويغادر المكان، فكان لا يأتى إلا من أجل هذا الأمر، وكأنه استباحنى من خلال الورقة العرفى".
وعن يوم الحادث تقول المتهمة، "حضر "محمد" كعادته إلى المنزل متأخرا، ودخل المطبخ وتناول العشاء، ووجدنى أجلس أمام التليفزيون فطلب منى أن أذهب معه إلى غرفة النوم لكننى رفضت فى هذه المرة، وأكدت له أننى لست حيوانة يحضر كل ليلة ليفرغ شهوته معها وينصرف، ودارت بيننا مشادات كلامية حاول من خلالها التعدى على بالضرب، وأكد لى بأنه أبرم عقد الزواج العرفى من أجل معاشرتى فقط، فأكدت له بأننى لن أسلمه نفسى حتى يتزوجنى شرعيا، فجن جنونه وأسرع إلى "الدولاب" وأحضر الورقة العرفى ومزقها، وقال لى "إنت كدا مش مراتى" وأدركت أننى أفعل شيئا "عيب" مع هذا الرجل، فأسرعت إلى المطبخ ووجدت سكينا أخذتها وطعنته بها، فسقط على الأرض وسالت دماؤه، وطلب منى أن أستدعى له سيارة الإسعاف قبل أن يموت لكننى رفضت، فوعدنى أنه لو عاش سوف يتزوجنى رسميا، فاتصلت بشقيقاتى حيث حضرن وحملن "محمد" وذهبن به إلى المستشفى بعدما أكد لى بأنه لن يتهمنى بمحاولة قتله، وبالفعل حضرت الشرطة لتحرير محضر وسألوه عن سبب الإصابة فأكد أنه شاهد شباب يحاولون معاكسة فتاة وعندما تدخل لحمايتها طعنوه بمطواة، ومن ثم بدأت خفقات قلبى تهدأ مرة أخرى، وغادرت المستشفى لأحضر له مأكولات من المنزل وأعود إليه مرة أخرى، إلا أننى عندما عدت وجدت ضباط شرطة حضروا مرة أخرى لسماع أقواله، وبعدما حضروا من عنده سألوا عنى ثم اصطحبونى معهم إلى المركز بحجة إنهاء المحضر، وعرفت منهم لدى وصولى بأن "محمد" اعترف علىّ قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة".
تصرخ المتهمة فجأة عندما أكدت لها أنها قاتلة، وتقول، "ما حدش يقول أنا قاتلة هو عمره انتهى فى هذه اللحظة، أنا كنت سبب بس فى موته، كان هيموت هيموت يعنى، أنا مش عارفة مقبوض عليا ليه"، ثم تبكى وتقول، "كان يتعدى على بالضرب وأنا أجريت عملية "الزايدة" بعد دخولى للحجز، وقلقة على الطفلين".
كان المقدم عصام نبيل، رئيس مباحث أوسيم، قد تلقى إشارة من مستشفى إمبابة العام بوصول "محمد.م"، 27 سنة، عامل، مصاب باشتباه بنزيف داخلى وجرح طعنى بالبطن، وأفاد بأن 3 أشخاص تعدوا عليه بآلات حادة كانت بحوزتهم أثناء سيره بشارع المطار بإمبابة بسبب معاتبته لهم لمعاكستهم إحدى الفتيات، ثم عدل عن أقواله، مؤكداً أن من أحدث إصابته زوجته "فاطمة.ع"، 35 سنة، ربة منزل، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة عقب ذلك، متأثراً بجراحه.
وتمكن الرائدان "أحمد نصر"، و"محمد إدريس"، معاونا مباحث أوسيم، بإشراف اللواء محمد الشرقاوى، مدير مباحث الجيزة، وقيادة اللواء حسن عبد الهادى، وكيل فرقة شمال الجيزة، من القبض على المتهمة، وانهارت أمام ضباط المباحث، معترفة بارتكابها الواقعة، حيث أكدت أنها تزوجت من القتيل بموجب عقد عرفى، إلا أنه حاول سرقة العقد، واندلعت بينهما مشادات كلامية تعدى من خلالها عليها بالضرب، فأسرعت إلى المطبخ، واستلت سكينا للدفاع عن نفسها فقتلته، وتحرر المحضر 3889/2013 جنح المركز بالواقعة، وأحال اللواء كمال الدالى، مدير أمن الجيزة، المتهمة للنيابة لمباشرة التحقيقات.