قد يحلم الإنسان ويظل متمسكًا بحلمه إلى أن يصطدم بالواقع المؤلم، لكن حلمه يظل كامنًا بداخله ينتظر الفرصة المناسبة لينطلق فى طريق تحقيقه باذلا قصارى جهده ليصل إلى ما تصور فى يوم من الأيام، أنه يستحقه ويرى نفسه كفء له، لكن المصيبة الكبرى هو أنه بعد أن يقطع كل هذه المسافة يكتشف أنه مخدوع، فى حين يظل خادعوه يماطلونه بالوعود الكاذبة والمسكنات الواهية، الأمر الذى يقضى تدريجيًا على عزيمته وعزة نفسه، ومن ثم يتحول إلى كائن أليف لا حول له ولا قوة يرضى بما يُعطى وإن كان فتاتًا.
إن ما يعبر عنه الصراع الدائر الآن لا يخرج فى حقيقته عن خدعة تستتر ورائها أغراضًا ومطامع تحقق لأطراف الصراع مصالحهم الخاصة بما يضمن لهم البقاء والاستمرار، لا أن يحقق أحلام البسطاء من الناس ممن لا تتخطى أحلامهم مجرد العيش بكرامة أو حتى الإحساس بها، فما بالكم بمن يحمل قلبًا عامرًا بالطموحات والأحلام.
إن ما يمكن أن يُقال للإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات والتشكيلات والهيئات المجتمعية والجبهات وآخرهم الأحزاب المتميعة عديمة اللون والطعم والرائحة، إذا كان لديهم بقية مما ضحكوا به علينا وما زالوا؛ من الوعود الكاذبة والمشاريع الوهمية والتصريحات المؤملة الواعدة فى ظاهرها بالعيش فى حياة كريمة، أقول لهم وبكل بساطة:
ارحمونا. ....عسى أن يرحمكم الله لا لرحمتكم بنا، ولكن لأنه يدخر لكم الحساب العدل فى الآخرة. لأننا مغلوبون على أمرنا. ... بمزاجنا أو.....غصب عنا!!!!.
