أثارت دراسة أحزاب اليسار الخروج من جبهة الإنقاذ الوطنى وخوضها للانتخابات البرلمانية القادمة تحت مظلة التحالف الديمقراطى الثورى الذى آثار إنشائه، موجة من ردود الأفعال داخل أحزاب الجبهة، فبالرغم من إعلان حزب التجمع أنه مستمر فى الجبهة ولن ينضم إلى تحالف اليسار، إلا أن المصرى الديمقراطى توقع أن تنقسم التحالفات الانتخابية بين الانحيازات الثورية التى تربك المواطن البسيط فى الاختيار، وكان للمصريين الأحرار رأى مختلف بالتأكيد على أن الجبهة ستواجه الفلول والإخوان مهما تعددت التحالفات المدنية أو حتى خروج أحزاب من الجبهة.
من جانبه، أكد المهندس باسم كامل، القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أنه يتوقع مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، ألا تكون جبهة الإنقاذ الوطنى مستقرة على قائمة للمنافسة فى الانتخابات، بل ستكون قائمتين أو أكثر.
وأضاف القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، لـ"اليوم السابع"، أن جبهة الإنقاذ قامت بدور وطنى هام لمواجهة استبداد حكم الإخوان، ولا يمكن تحميلها مهام أكثر من ذلك، وليس بالضرورة خوض الانتخابات بقائمة موحدة، مؤكداً انه لا يمكن المزج بين الأحزاب الرأسمالية والاشتراكية فى قوائم واحدة.
وأشار "كامل"، إلى أن تجربة الكتلة المصرية فى الانتخابات البرلمانية الماضية، مزجت بين اليسار والليبراليين، ولكنها لم تكن نموذجاً جيداً، لأنه من الضرورى الدمج بين أحزاب قريبة فى الأفكار والأيديولوجية، متسائلاً: كيف يمكن أن يشكل حزب رأسمالى وأخر يسارى حكومة، فى الوقت الذى يختلفون فيه من ناحية البرامج الاقتصادية؟
وأوضح "كامل"، أن الوضع الحالى ينبئ بتشكيل تحالفات فى اتجاهين الأول هو الانحيازات الاقتصادية، والثانى فى إطار الانحيازات الثورية، لافتاً إلى أنه فى حال إقرار لجنة الخمسين للنظام الفردى، فإن دور التحالفات سيكون ضعيفاً، وسيقتصر الأمر على بعض التنسيق والاتفاقات على المنافسة فى الدوائر.
فيما أكد شهاب وجيه، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، أن جميع الأحزاب يحق لها خوض الانتخابات بتشكيل التحالفات القريبة من توجهاتها، وذلك تعقيباً على اتجاه أحزاب اليسار لخوض الانتخابات بقوائم منفصلة عن جبهة الإنقاذ.
وأضاف المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، لـ"اليوم السابع"، أن جبهة الإنقاذ ليست تحالفاً انتخابياً فى الأساس، وأن هدفها فى الفترة الحالية هو تحقيق خارطة الطريق، مؤكداً أن خروج أى أحزاب منها لن يؤثر على مواجهة التيار المدنى للإخوان أو الفلول.
وأشار إلى أن التيار المدنى يسعى لتأسيس حياة مدنية ديمقراطية، ويحق لأى حزب فيها اختيار التكتل أو التحالف الذى يتشابه مع أفكاره، لافتاً إلى أن إقرار لجنة الخمسين للنظام الانتخابى سيغير كثيراً من خريطة التحالفات، مؤكداً التزامهم بالنظام الذى ستقره اللجنة سواء فردى أو قوائم.
يأتى هذا فيما قال المهندس عمرو على، أمين سر لجنة الانتخابات بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن تبرير أحزاب اليسار والأحزاب القومية، ميولهم لخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة خارج جبهة الإنقاذ، بدعوى أن تمثيلهم على قائمة الجبهة ضعيف، أمر لا أساس له، مؤكداً أنهم نسبة تمثيلهم فى القوائم قوية، وليس لديهم مبررات لهذا.
وأضاف أمين سر لجنة الانتخابات بجبهة الإنقاذ الوطنى، لـ"اليوم السابع"، أن الأحزاب اليسارية والقومية، دائمة التغيب عن حضور اجتماعات لجنة الانتخابات، والتى بلغ عددها 46 اجتماعاً حتى الآن، لافتاً إلى أن هذا يعكس نيتهم بالتوجه لخوض الانتخابات بقوائم خاصة.
وأكد "على"، أنه فى حال خروج تلك الأحزاب من الجبهة، سيضعف موقف التيار المدنى، ولكن لن يضر أو يؤثر على جبهة الإنقاذ ككيان، لأن بها أحزاب قوية تستطيع أن تكمل المسيرة، دون أن تتأثر بخروج بعض أحزابها.
وأشار إلى أن الأحزاب داخل الجبهة مقسمة لـ 3 فئات، الأولى لحزب الوفد منفرداً، والثانية لأحزاب المصريين الأحرار، المصرى الديمقراطى المؤتمر، أما الفئة الثالثة فتضم باقى أحزاب الجبهة، بما فيهم أحزاب اليسار، موضحاً أن الأحزاب اليسارية والقومية، تحظى بالنصيب الأكبر على قوائم تلك الفئة.
وأوضح "على"، أن حزب "التجمع"، لديه قناعه بأن اليسار لن يستطيع خوض الانتخابات منفرداً، ويعمل فى إطار مما يتم الاتفاق عليه داخل الجبهة، كما أنه يحظى بتمثيل قوى على قوائمها.
وعن النظام الانتخابى للانتخابات البرلمانية المقبلة، قال أن الجبهة مازالت متمسكة بمطلبها بإجراء الانتخابات بالقوائم، أو النظام المختلط، وليس النظام الفردى، مضيفاً أن النظام الفردى "إرث استعمارى" من الاستعمار البريطانى، ويقتل الحياة الحزبية فى مصر.
وحذر "على"، من أن إصرار لجنة نظام الحكم، بلجنة الخمسين، على إجراء الانتخابات البرلمانية بالنظام الفردى، يوقعها فى فخ تغليب النظام الرئاسى على النظام البرلمانى، والقضاء على الحياة الحزبية، بالإضافة إلى إنتاج نواب خدمات فقط، وتشكيل حكومة ائتلافية لن تستمر إلا شهور.
وتابع: ما يثار حول وجود تخوفات من عودة سيطرة الإخوان وتيار الإسلام السياسى، على الحياة النيابية، حال إجراء الانتخابات بنظام القوائم، ما هى إلا تخوفات عن جهل، موضحاً ذلك بأن التيار الإسلامى حصل فى الانتخابات البرلمانية السابقة على نسبة 86% على مقاعد الفردى، فيما حصل على نسبة 59% على القوائم.
بدوره، أكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، والقيادى بجبهة الإنقاذ، أن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة الجبهة، ولن يتجه للمشاركة فى قوائم التحالف الديمقراطى الثورى، الذى يضم جميع أحزاب اليسار.
وأضاف رئيس حزب التجمع، لـ"اليوم السابع"، أنهم متمسكون بمطالبهم فى النظام الانتخابى الذى سيجرى على أساسه الانتخابات المقبلة، بإقرار نظام القوائم وليس النظام الفردى.
وعن الانتخابات الرئاسية، أوضح عبد العال، أن هذا الملف لم يتم مناقشته خلال الاجتماعات الماضية للجبهة، ولم يستقر الأمر على مرشح ممثل للجبهة حتى الآن، مؤكداً أن التركيز الآن مقتصر على الانتخابات البرلمانية.
ردود أفعال واسعة على دراسة أحزاب اليسار الانفصال عن "الإنقاذ".. الديمقراطى: التوجه الاقتصادى السبب.. "المصريين الأحرار": الجبهة ليست تحالفاً انتخابيا.. التجمع: لن نشارك فى قوائم الديمقراطى الثورى
السبت، 28 سبتمبر 2013 01:08 ص
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magda
صرخة الغلبان الادنى العدل