فى مثل هذا اليوم من عام 1997 رحل الموسيقار وعازف العود العراقى الشهير منير بشير بعد مسيرة فنية حافلة بالإبداع الموسيقى والمناصب التى خدم بها الحركة الفنية خدمة فائقة.
ولد منير بشير عام فى 1930 فى الموصل فى عائلة يعلو بين جنباتها صوت الموسيقى، آلياً على العود، حيث كان الوالد عازفاً قديراً وصانعاً لبعض آلات الوترية، التى من بينها العود, وغنائياً، على صوت حناجر الوالد أيضاً، الذى كان يتمتع بصوت رخيم شفاف ساعده كثيراً فى أداء تراتيل كنيسته السريانية الأرثوذكسية ،والده الشمّاس بشير ابن القس عزيز ،كان يعمل نجاراً ويعزف العود وأيضاً شقيقه الفنان المعروف جميل بشير كان من كبار الملحنين والعازفين على آلة العود.
وعندما أصبح منير بشير فى سن التاسعة انتقلت عائلته إلى بغداد ومن ثم دخل معهد الموسيقى ودرس فيه لمدة ست سنوات وتخرج على يد الشريف محى الدين حيدر ،كما تولاّه بالرعاية أيضاً أخوه الأكبر جميل بشير، وفى عام"1948" مارس العمل الفنى فى إذاعة بغداد، وفى تلفزيون العراق بعد تأسيسه عام 1956، عازفاً ورئيساً لفرقتها الموسيقية ومخرجاً موسيقياً، ومن بعد رئيساً لقسم الموسيقى. كما مارس التدريس فى المعهد. وأسس له معهداً خاصاً باسم " المعهد الأهلى للموسيقى"، وصار رئيساً لجمعية الموسيقيين العراقيين.
ذهب إلى اسطنبول وبعد ذلك ذهب إلى بيروت حيث تعرف على الأخوين رحبانى، وسجّل بعض الأغانى مع السيدة " فيروز" كعازف على آلة العود، ثم سافر إلى بريطانيا ليدرس الإخراج، وخلال وجوده فى لندن سجّل للإذاعة البريطانية "56" مقطوعة موسيقية، لكنه لم يتابع دراسة الإخراج فى بريطانيا بعدما اكتشف أنّه يجد ذاته فى الموسيقى وبالأخص العزف على آلة العود.
سافر إلى هنغاريا فى عام 1962، دارساً لعلوم الموسيقى المقارنة (Comparative Musicology) حاصلاً على درجة الدكتوراه فى التأليف الموسيقى.
ابراهيم
فى أيامه الأخيرة فكر بإنشاء بيت لمعالجة المرض بالموسيقى ،وكان رأيه فى تلحين الأعمال الغنائية أنه يجب على الملحن أن يضع الموسيقى أولاً ثم يأتى الشاعر بنظم الكلمات وليس كما هو السائد.