جدد خصوم الرئيس السورى بشار الأسد تأييدهم لائتلاف المعارضة السورية فى الجمعية العامة للامم المتحدة على مدى الأسبوع الماضى، لكن مع انقسام قوات المعارضة وبطء وصول الأسلحة إليها يبدو الائتلاف مهمشا بدرجة متزايدة.
وبعد أسابيع من الإحباط عندما حول المجتمع الدولى اهتمامه إلى التفاوض على اتفاق للتخلص من الترسانة الكيماوية للأسد كان الائتلاف الوطنى السورى يأمل فى استخدام الاجتماع السنوى للجمعية العامة لحشد التأييد لقضيته.
وقال أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطنى السورى فى مؤتمر صحفى أمس الجمعة انهم توجهوا إلى الأمم المتحدة ليعلنوا شعور الشعب السورى بالإحباط من تقاعس المجتمع الدولى وتخليه عن التزاماته الإخلاقية والسياسية والقانونية نحو شعب "يتعرض للذبح كل يوم".
ورغم سلسلة اجتماعات ثنائية فى الأسبوع الماضى من بينها أول اجتماع للائتلاف مع الوسيط الدولى الأخضر الإبراهيمى إلا أن الأنباء التى ترددت عن انفصال بعض فصائل المعارضة عن الجيش السورى الحر المدعوم من الغرب طغت على جهود الائتلاف.
والجيش السورى الحر مظلة تضم العديد من الألوية التى يجمعها اتحاد فضفاض ويعترف بالقيادة السياسية للائتلاف المدعوم من الغرب.
وأعلنت جبهة النصرة المتصلة بتنيظم القاعدة وهى من فصائل المعارضة الكبيرة وأكثرها نفوذا رفضها للائتلاف ودعت إلى إعادة تنظيمه وفقا لإطار إسلامى.
وتعانى قوات المعارضة السورية من انقسامات متزايدة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد منذ أكثر من عامين ونصف العام والتى تحولت إلى حرب أهلية، وتتصاعد حدة التوتر أيضا بين الجماعات الإسلامية التى تزداد قوة وتلك التى تؤيد رؤية علمانية لمرحلة ما بعد الأسد.
وقال وزير الخارجية السعودى الامير سعود الفيصل الذى أرسلت بلاده أسلحة إلى جماعات معارضة أمام وفود من 100 دولة يطلق عليها "أصدقاء سوريا" يوم الخميس أن الائتلاف السورى والجيش السورى الحر فى أمس الحاجة إلى شىء يزيد إيمانهم بالمجتمع الدولى وقناعتهم بأن جميع الأطراف تقف معهم.
ورغم أن الأمير سعود الفيصل دعا الأطراف الداعمة للجيش السورى الحر إلى زيادة دعمهم العسكرى له لتغيير ميزان القوة على الأرض إلا أن الانقسامات التى حدثت مؤخرا ستزيد على الأرجح من صعوبة إقدام الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة على إرسال أسلحة إلى المعارضين خشية سقوط هذه الأسلحة فى أيدى إسلاميين متطرفين.
وقال الأمير سعود أن أفضل وسيلة لمنع المتطرفين من التأثير على مستقبل سوريا هو زيادة دعم المعتدلين إلى أعلى مستوى مضيفا أن التعبير عن القلق من سقوط الأسلحة فى أيدى متطرفين أصبح "ذريعة" لعدم التحرك.
وبسبب هذه الانقسامات اضطر قائد الجيش السورى الحر سليم أدريس إلى قطع اجتماعاته مع مسؤولى الدفاع والمخابرات الفرنسيين فى باريس ليتوجه إلى سوريا للتحقق من أسباب رفض هذه الفصائل للائتلاف الوطنى السورى والجيش السورى الحر.
وقال دبلوماسى غربى "عليهم أن يرو مدى ما لهذا الأمر من سوء".
وأمضى مسؤولون من الائتلاف الوطنى السورى فى نيويورك معظم الأسبوع الماضى فى الرد على أسئلة بشأن انفصال معارضين عن الائتلاف مع التأكيد على "نضالهم الشاق".
وقال دبلوماسى غربى آخر "بالطبع هذا يؤدى إلى زيادة المضاعفات. وأضاف "هذا لا يغير حقيقة انه يوجد جماعات معتدلة عملنا معها. على العكس يجب أن يزيد عزمنا على مساعدتهم."
وكرر زعماء الائتلاف مطالبهم بالإسراع فى إرسال الأسلحة قائلين أن الولايات المتحدة وفرنسا وهما الداعمان الرئيسيان من الغرب لا تفعلان ما يكفى وركزا كثيرا على قضية الأسلحة الكيماوية.
وقال الجربا إن الأسلحة الكيماوية قتلت 2000 شخص أما الأسلحة التقليدية فقتلت 100 ألف. وتساءل هل من المسموح القتل بالأسلحة التقليدية.
وتعهد البيت الأبيض فى يونيو حزيران بتقديم مساعدات عسكرية إلى المعارضين فى سوريا وقال الائتلاف الوطنى السورى هذا الشهر أن قوات المعارضة تسلمت مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة. لكن المعارضين عبروا عن الأسف لعدم حصولهم على أسلحة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات من الدول الغربية من أجل تحويل دفة الحرب ضد قوات الأسد.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنه يجرى إرسال بعض الأسلحة الصغيرة إلى جماعات المعارضة بعد التحقق من أن هذه الأسلحة لن تسقط فى أيدى متطرفين إسلاميين. لكن الولايات المتحدة مترددة فى تزويد المعارضين بأسلحة ثقيلة.
الانقسامات تبدد جهود معارضى سوريا لحشد التأييد فى الأمم المتحدة
السبت، 28 سبتمبر 2013 06:07 م
أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطنى السورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة