أحمد ماهر

كيف تنتصر الثورة؟ (2)

الخميس، 26 سبتمبر 2013 06:15 م


كل الثورات على مستوى العالم مرت بفترات عصيبة، بعض الفترات الانتقالية طالت لخمس أو عشر سنوات إلى أن تم ترسيخ نظام ديمقراطى وعادل حقيقى، واستطاع بعدها الشعب فى تلك الدول قطف ثمار الثورة بعد صراع طويل مع الأنظمة الديكتاتورية التى صارعت بشدة لتعود للحياة مرة أخرى، وبعض التجارب فشلت للأسف ونجحت الأنظمة القمعية والفاسدة فى العودة للحكم مرة أخرى بعد التلون بلون الثورة أو خداع الشعب من خلال التحكم فى وسائل الإعلام، وإن تتبعنا تجارب شرق ووسط أوروبا مثلا لأدركنا أن الأمر لم يكن سهلا، وأن الصراع بين قوى الماضى وقوى المستقبل استمر لسنوات عديدة.
ولكى تنتصر الثورة المصرية لابد من تذكر الأخطاء التى حدثت والحديث عنها والتذكير بها، ربما نستطيع تجنبها.

اعذرنى فى حديثى المتكرر، قد تعتبر حديثى هذا مكررا ومملا أو ربما تعتبره رثاء لا داعى له، ولكن حاول التذكر والتفكير، وإن وجدت حديثى لا فائدة منه فلك الحق أن ترميه فى البحر.
أخطاء كثيرة وقعنا فيها جميعا منها على سبيل المثال وليس الحصر، لأنها ربما تكون أكثر من الحصر، أننا لم نفكر جيدا حول سيناريوهات ما بعد مبارك، ولم نحدد جيدا كيف تتم كتابة دستور جديد، وكيف يتم تغيير نظام الحكم وكيف يتم تطهير النظام وكيف تتم قيادة البلد بعد مبارك، وأيضاً من ضمن الأخطاء التى على سبيل المثال وليس الحصر، أن شركاء الثورة تناحروا واختلفوا بشكل طفيف أثناء الثورة وبشكل ضخم بعد رحيل مبارك، وهذا أدى إلى زيادة الموقف صعوبة، ففشل الجميع فى تشكيل كيان يمثل ثورة 25 يناير ويتفق على خريطة طريق واضحة، وتولى المجلس العسكرى السلطة ودفعنا إلى خارطة طريق بها الانتخابات البرلمانية أولا ثم يشكل البرلمان جمعية تأسيسية لصياغة الدستور - معلش فيه ناس بتحاول تنسى - لكن الحقيقة أنه تم دفع الجميع لهذا المسار وسنخدع أنفسنا إن تناسينا، فالمجلس العسكرى قاد بلادا بهذه الطريقة وكان له من دافعوا عنه وساعدوا فى إدخالنا فى هذا المسار بمنتهى الانتهازية وعلى رأسهم طبعا جماعة الإخوان المسلمين، هل تذكرت الآن؟ فاكر جدال الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟

تشرذم المجموعات التى شاركت فى الثورة من البداية وزيادة تشرذمها مع الوقت وانتهازية البعض مثل جماعة الإخوان، ثم خطاب التخوين بين البعض واستجابتهم لهذه الأجهزة الأمنية، هو ما أدى إلى قيادة المجلس العسكرى للمرحلة منفردا فى 2011، وكان فى ذيله طبعا جماعة الإخوان المسلمين الذين شاركوا فى شيطنة الثورة والثوار.

ليس هذا فقط، بل يجب أن نتحدث أيضاً عن انتهازية بعض الأحزاب واهتمامهم فقط بالكراسى والسلطة والمحاصصة فى الانتخابات البرلمانية أو الدستور، وانتشار التخوين بين الجميع، فالتخوين والانقسام والتشرزم والانتهازية وعدم التنظيم أدى لعدم خلق بديل فانفرد المجلس العسكرى بالسلطة وغياب البديل الثورى ساعد الإخوان على الفوز بأغلبية البرلمان ثم انحصار المنافسة فى الانتخابات الرئاسية بين مرسى وشفيق.

ستنتصر الثورة عندما يعترف الجميع بأخطائهم، شباب وشيوخ، أحزاب وحركات، سلطة ومعارضة، عسكر ومدنيون، ستنتصر الثورة عندما نخلص النوايا لتجنب الأخطاء ونسعى بجدية للتوافق، وندرك أن الجميع عليه التنازل من أجل التوافق، ستنتصر الثورة عندما نتذكر مطالب وأهداف الثورة الأصلية ونسعى لاستعادتها والانتصار لها.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة