يبدو أن المثل الشهير الذى نردده دائما (الطيور على أشكالها تقع) قد تحقق وتجلى فى أحد الفصول الدراسية بإحدى المدارس الابتدائية بمحافظة قنا وهى مدرسة (قنا الابتدائية)، فقد جمع ذلك الفصل الدراسى أربعة أطفال صاروا فيما بعد من أهم مبدعى مصرفى مجالات إبداعية مختلفة ما بين الشعر والأدب والفن فقد جمع فصل واحد هؤلاء الاطفال الأربعة وقتها وهم فى عمر الزهور التى تتفتح على العلم والثقافة بتلك المدرسة.
الفنان صلاح السعدنى وصف هذا الفصل الدراسى الذى جمع هؤلاء بفصل العظماء، لأنه جمع الكاتب الراحل محمد صفاء عامر والشاعر العبقرى أمل دنقل والروائى الكبير بهاء طاهر والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فلم يتوقع أحد بأن هؤلاء الرباعى الذين جمعهم فصل واحد سوف يكون لكل طفل منهم شأن كبير عندما يكبر، وللأسف رحل عن عالمنا مبدعان هما أمل دنقل وصفاء عامر، وندعو الله أن يطيل فى عمر شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى وأديبنا الكبير بهاء طاهر.
وبرغم أن صفاء عامر لم تبدأ ملامح الكتابة الدرامية عليه منذ الصغر مثله مثل بقية رفقائه الأبنودى ودنقل وطاهر، لأنه درس القانون بكلية الحقوق وعمل فى السلك القضائى حتى أصبح مستشارا لكنه كانت بداخله الطاقات الإبداعية كامنة، ولذلك اتخذ قراراه بالاستقالة والتفرغ للكتابة، واستفاد كثيرا من جذوره الصعيدية ومن عمله بالقضاء فقد كان ذلك الثنائى الصعيد والقضاء مصدرا مهما لموضوعاته وقضاياه التى ناقشها فى أعماله التليفزيونية والسينمائية فقد عالج قضايا الثأر والعادات القبلية فى الصعيد فى (الفرار من الحب) و(أفراح إبليس) و)ذئاب الجبل) و(الضوء الشارد) و(حدائق الشيطان)، كما تناول موضوعات عدم كفاية الأدلة والضبطية القضائية وصراع القاضى الداخلى قبل الحكم فى قضاياه.
الراحل مثله مثل رفقائه فى درب الإبداع فى مدرسة قنا الابتدائية كانت له طقوسه الخاصة فى الكتابة كما روتها لنا زوجته السيدة (مها)، فى كونه كان لا يكتب إلا وحوله بقية أفراد أسرته فقد كان يستأنس بعائلته فى مراحل إبداعه عند كتابة عمل درامى وقبل رحيله كان سعيدا برحيل الإخوان.
وتضيف، كنا عندما نخبره بتطورات الأحداث أثناء وبعد ثورة 30 يونيو كان يبتسم برغم أنه كان فاقدا القدرة على الكلام.