علماء الأزهر والأوقاف من الأقصر عن "توقير العلماء": موتهم مصيبة تستوجب الصبر لأن العلم يُقبض بقبضهم ثم يتخذ الناس رؤساء جهالا يضلون ويُضلون... الأمة التى لا تقدر علماءها لديها خلل

الخميس، 26 سبتمبر 2013 07:19 م
علماء الأزهر والأوقاف من الأقصر عن "توقير العلماء": موتهم مصيبة تستوجب الصبر لأن العلم يُقبض بقبضهم ثم يتخذ الناس رؤساء جهالا يضلون ويُضلون... الأمة التى لا تقدر علماءها لديها خلل علماء الأزهر والأوقاف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظمت مديرية أوقاف الأقصر عدة ندوات بمساجد المحافظة لعلماء قافلة الأزهر والأوقاف الدعوية التى وصلت، ظهر اليوم الخميس، تحت عنوان توقير العالم والكبير.

وقال الدكتور محمد عبد العاطى عباس، أستاذ العقيدة والفلسفة ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة، ذكر فى بداية حديثه أن سلفنا الصالح كانوا يهتمون بتطبيق مبادئ الدين تطبيقًا عمليًا ولا يكتفون بمعرفتها معرفة نظرية، وكان الواحد منهم يحفظ عشر آيات من القرآن الكريم ولا يتجاوزهن إلى حفظ غيرهن إلا بعد أن يعمل بهن، فتعلموا العلم والعمل معًا، وكان نتيجة ذلك تربعهم على عرش الريادة والقيادة والسيادة للأمم سنوات عديدة، ثم خلف من بعدهم خلف تهاونوا فى التطبيق العملى لمبادئ الدين واهتموا بالتنظير له، واهتموا بالشكل والمظهر وتركا المضمون والجوهر، فتخلفوا عن الركب وصاروا عالة بعد أن كانوا قادة، ولا يمكننا أن نعود إلى ما كان عليه أسلافنا إلا إذا عدنا إلى جوهر ديننا وطبقنا مبادئه الأخلاقية ومثله العليا تطبيقًا عمليًا، فالدين خلق فمن زاد عليك فى الخلق زاد عليك فى الدين، فبالأخلاق امتدح الله نبينا ومن أجلها ابتعثه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".

و أضاف أن من مكارم الأخلاق التى يجب أن نتحلى بها احترام الكبير واحترام وتوقير العلماء، مشيرًا إلى أن مدلول كلمة " الكبير" مدلول واسع فيشمل كبير السن وكبير المقام وإن كان صغيرًا كالعالم العامل والإمام العادل. مستشهدًا بأحاديث تبين بجلاء قيمة احترام الكبير والعالم من بينها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذى الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط"، وقوله صلى الله عليه وسلم "ما أكرم شاب شيخًا لسنه إلا قيض الله تعالى له من يكرمه عند سنه".

ثم عرج فضيلته على مكانة العلماء فى الإسلام، وكيف أن الله مدحهم فى غير آية من كتابه، ومدحهم رسوله صلى الله عليه وسلم، وكيف أن وجودهم رحمة ونعمة تستوجب الشكر وموتهم مصيبة تستوجب الصبر، لأن العلم يقبض بقبضهم ثم يتخذ الناس رؤساء جهالا يضلون ويُضلون.

ومن جانبه، قال الدكتور عبد المنعم أبو شعيشع، وكيل كلية أصول الدين بطنطا، إن الإسلام دين الأخلاق والإحسان والاحترام، من ذلك أنه دعا إلى توقير العلماء والكبار فالعالم يوقر لعلمه ومكانته عند الله تعالى، فالناظر فى القرآن الكريم يجد أن الله تعالى رفع مكانة العلماء، وأعلى شأن الفقهاء وأمر بالرجوع إليهم وسؤالهم والاستئناس بعلمهم وفكرهم والكبير يوقر لسنه وخبرته وضعفه.

واستشهد بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف حق عالمنا"، مشيرًا أن من أهم صور توقير العلماء والكبار هى التواضع لهم وعدم التكبر عليهم، وعدم التقدم عليهم فى مطعم ولا مشرب ولا مشى ولا جلوس ولا كلام ولا حوار، وإيثارهم بالجلوس فى وسائل المواصلات وعند الزحام والمواقف والاجتماع، وحسن مجالستهم ومجاورتهم ومخالطتهم، وحمل أمتعتهم وتوصيلهم بها إلى ما يريدون وتقديمهم للإقامة إذا لم يوجد من هو أحفظ لكتاب الله، وبدؤهم بالسلام والتبسم فى وجوههم.

وقال الشيخ محمد عبد الرازق عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم المؤتمنون على دعوة السماء بعد الرسل الكرام، يعلمون الجاهل، ويرشدون الضال، ويقوّمون المنحرف المعوج، وهم أهل الخشية، مشددًا على أن الخوض فى لحوم العلماء من الغيبة المحرمة شرعًا، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:هَلْ تَدْرُونَ مَا الغيبة؟ قَالَ: قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ لَهُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ لَهُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ

وأضاف أن احترام علماء الإسلام وتوقيرهم دليل على صحة إيمان الأمة وسلامة إسلامها، فالأمة التى لا تقدر علماءها ولا تجعلهم فى أسمى وأعلى مكانة؛ هى أمة لديها خلل فى تفكيرها وتراجع فى قيمها ومبادئها وأخلاقها.

ومن جانبه، قال الشيخ علاء الدين عقل شعلان، مدير الإدارة العامة للتفتيش العام بوزارة الأوقاف، لقد ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة فى تقدير العلماء وتوقيرهم ومعرفة حقهم عَنِ الشَّعْبِى؛ قَالَ: رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا. فَقَالَ زَيْدٌ: أَرِنِى يَدَكَ فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَقَبَّلَهَا زَيْدٌ وَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأضاف جاء هارون الرشيد خليفة ونزل فى بيت الإمارة فيطلب مالك، ليأتى بموطئه ليقرأه عليه وعلى الأمين والمأمون ابنى هارون الرشيد، فينظر إليه مالك ويقول: يا أمير المؤمنين إن العلم يؤتى إليه ولا يأتى؛ فجاء هارون وقف على باب مالك واستأذن، فأخبرت الجارية مالك بأن هارون أمير المؤمنين على باب البيت، ذهب واغتسل وارتدى خير ثيابه وتطيب، كل هذا وهارون على الباب، أذن له، فلما دخل قال: ما هذا يا مالك؟ طلبناك فامتنعت علينا، جئناك حبستنا على بابك؛ قال: أفدتك أن العلم يؤتى إليه ولا يأتى، أما أنى حبستك على الباب فصحيح، لأنى حينما أخبرت أنك تأتى ولم أكن أعلم فى أى وقت، علمت أنك لا تأتى لمالك، لا لمال ولا لجاه ولا لشىء إلا للعلم، فأردت أن أكون على أحسن هيئة وأنا أدارسك العلم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة