الدور الروسى يعود ليلعب دورا فاعلا وقويا على الساحة الدولية بشكل عام وعلى ساحة الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.. ومعه تعود التوقعات بعلاقات قوية بين القاهرة وموسكو التى كانت محطة لزيارة وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى خلال الأسبوع الماضى.
عن تلك الزيارة والموقف الروسى من الأزمة السورية، يتحدث سيرجى كيربيتشينكو، سفير روسيا لدى القاهرة لـ«اليوم السابع» مشيرا إلى أن الزيارة ستفتح مجالا أوسع للعلاقات بين البلدين، مؤكدا على اهتمام روسيا بمصر عقب ثورة 30 يونيو، وعلى أهمية وجود تعاون بين البلدين خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب.
وقال كيربيتشينكو: إن بلاده لم تخطئ حينما صنفت جماعة الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية، لافتا إلى أن الرئيس السابق محمد مرسى طلب من موسكو رفع الجماعة من القائمة الإرهابية، إلا أن روسيا ردت عليه بأن الأمر يحتاج إلى وقت.. وإلى نص الحوار..
بداية كيف ترى نتائج زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى موسكو الأسبوع الماضى؟
- أنا على يقين بأن الزيارة فى غاية الأهمية، كما أن الظروف كانت مناسبة جدا، فقد التقى وزير الخارجية المصرى بوزير الخارجية الروسى «سيرجى لافرورف» وجرت مباحثات مهمة ومعمقة ومطولة، والتقى أيضا بسكرتير مجلس الأمن القومى الروسى «نيكولاى باتروشيف»، ومن مميزات هذه الزيارة أنها كانت أول اتصال على المستوى الحكومى بين روسيا ومصر بعد تولى الحكومة الجديدة فى مصر زمام السلطة بعد 30 يونيو، وهذا فى الواقع يعطى الزيارة أهمية خاصة، ومن خلال ما جرى من تبادل الآراء سيحدث تقارب شديد بين مواقف البلدين تجاه الأمور السورية، وفى أمور أخرى شرق أوسطية يمكن تحديدها فى عدة محاور.
وما أهم هذه المحاور؟
- أول محور هو أننا نرى أن القيادة المصرية الحالية تقف فى أقرب مسافة من الموقف الروسى تجاه سوريا، وهذا أمر مهم جدا، ونحن نؤكد على أهمية الدعم المصرى خاصة فى مجال تسوية الأزمة السورية، ونحن بحاجة إلى دعم مصر مع الجامعة العربية، أما المحور الثانى فيتمثل فى أهمية تسوية الوضع فى الشرق الأوسط بالتعاون بين مصر وروسيا، وهناك تقارب شديد بين وجهات النظر الروسية والمصرية.
ثالث محور هو تنسيق روسيا فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فموسكو والقاهرة يتشاركان فى هدفهما الداعى إلى إزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط وإقامة منطقة خالية من الأسلحة المدمرة، وهناك استراتيجيات محسومة بين مصر وروسيا فى هذا المجال، ويجب أن يكون هناك تقارب تكتيكى بين البلدين أقرب من الموجود حاليا.
والحقيقة أن ما يجعل زيارة وزير خارجية مصر تختلف عن سابقاتها من الزيارات فى السنوات الماضية هو أنه لأول مرة تكون النوايا حقيقة من جانب مصر للاعتماد الأكبر على روسيا وتطوير التعاون الثنائى يما يتعدى مجال النوايا، حيث هناك رغبة مصرية لهذا التطوير، ومن المؤكد أنه سيكون هناك تعاون اقتصادى وتجارى فعلى وفى مجالات عديدة.
ما هو الفارق بين زيارة الرئيس السابق محمد مرسى لروسيا وزيارة فهمى الأخيرة؟
- الرئيس السابق «محمد مرسى» كانت لديه نوايا ويمكن أن تكون نوايا صادقة، لكنها بقيت مجرد تمنيات ولم يتحقق منها شىء، لكن الآن مع زيارة وزير الخارجية المصرى نجد أنفسنا انتقلنا إلى ترجمة التمنيات إلى حقيقة.
وما هى نوايا موسكو ونظرتها تجاه مصر؟
- نوايا موسكو تجاه مصر مستقيمة ومنذ فترة بعيدة ننظر إلى مصر على أنها دولة محورية فى الشرق الأوسط، والحديث عن وجود روسيا فى منطقة الشرق الأوسط دون علاقتها القوية وثقلها فى مصر كلام فارغ، لذلك نحن نسعى لتوطيد العلاقة معها منذ فترة بعيدة، والآن تجاوزنا منذ فترة انقطاع العلاقات التى حدثت أيام السبعينيات والثمانينيات، وماضون قدما لزيادة هذا التعاون إلى مستوى جديد أعلى.
وهل ترون أن بلادكم يمكن أن تكون بديلا للولايات المتحدة الأمريكية فى علاقتها مع مصر؟
- لا بالعكس.. لا يمكن أن تكون روسيا بديلا للولايات المتحدة، ووزير الخارجية المصرى «نبيل فهمى» أكد بنفسه أن القاهرة لا تبحث عن بديل لواشنطن، ولكن هناك تعددا لخيارات ولا نطلب أن نكون بديلا لأحد.. نحن نريد أن نكون قطبا مهما فى سياسة مصر.
البعض رأى فى دعم روسيا لثورة 30 يونيو بأنه يمثل مؤشرا لعودة محور موسكو القاهرة من جديد.. هل تتفقون مع ذلك؟
- الحديث عن هذا المحور خطير، وأتصور أن المحاور مصطلح خاطئ أحيانا وتجاوزه الزمن، والقضية لا تتعلق بمحور لكن موضوع تفاعل صادق بين موسكو والقاهرة، وأعتقد أن سبل هذا التفاعل كبيرة وأساليبه متوفرة.
وبالنسبة لثورة 30 يونيو فروسيا لديها نظرة إلى المستقبل وتنظر إلى سلامة العملية الديمقراطية فى مصر وليس إلى الوراء، ونحن مجتمعون على أن القيادة المصرية إذا سارت على نهج خارطة الطريق وبرنامج الإصلاح السياسى ستنجح، بل إن فرص نجاحها كبيرة، وروسيا ستدعم هذا النجاح، وأستطيع التأكيد على أن القيادة الجديدة فى مصر هى جوهر الموقف الروسى حاليا، أما تقييم لما حدث أثناء فترة حكم الرئيس السابق «محمد مرسى» فإنه يعود إلى شعب مصر وليس القيادة الروسية.
كيف رأيت وأنت سفير لموسكو لدى القاهرة دلالة رفع صور الرئيس «بوتين» فى المظاهرات المصرية؟
- كانت لافتة بشكل كبير ومقدرة من طرفى، وهذا الأمر يدل على أن روسيا فى أذهان المصريين، وهذا أمر جيد ونفس الأمر يعود على الروس لأنهم ليسوا غائبين عن الأحداث المصرية وأكيد أن رفع الصور أوصل إلينا رسالة معينة وهى أن مصر بحاجة إلى دعم روسيا وهذا أمر طبيعى.
كانت روسيا تصنف جماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية.. كيف تعاملتم مع محمد مرسى المنتمى لهذه الجماعة؟
- روسيا تضع جماعة الإخوان فى هذا التصنيف، لكنها كانت مضطرة إلى التعامل مع الرئيس المعزول «محمد مرسى» لأنه يرأس مصر ليس أكثر، وليس كأحد قادة جماعة الإخوان.
هل طلب مرسى منكم رفع الجماعة من القائمة الإرهابية خلال زيارته لموسكو؟ وهل ما يحدث فى مصر بعد 3 يوليو يثبت وجهة نظر روسيا تجاه «الإخوان»؟
- هذا الأمر كان مطروحا، وبالفعل طُلب منا ذلك، لكن جاء ردنا أن الموضوع يبحث فى روسيا ولم يكن لدينا وقت كاف لبحث هذا الموضوع، ثم حدثت الثورة فى مصر، وما يحدث فى مصر الآن يؤكد أن روسيا كانت محقة فى ضم جماعة الإخوان إلى الجماعات الإرهابية.
هناك تسريبات عن عرض قدمه الرئيس السابق لموسكو برفع الإخوان من قائمة الإرهاب مقابل «تحجيم مسلمى الشيشان»؟
- لا علم لى بهذا الأمر، وإن كنت أرى أنها متاجرات ليس لها أى قيمة.
كيف يمكن أن تساعد روسيا مصر فى مكافحة الإرهاب؟
- هذا مجال واعد جدا للتعاون بين الطرفين ولابد من رفع درجة التنسيق فى هذا المجال، لأن البلدين لديهما مخاوف كبيرة من الإرهاب وبصراحة فى كل الفترات الماضية كان التنسيق بينهما فى هذا المجال غير كاف، والآن روسيا لديها وعد قاطع وثابت من القيادة الجديدة فى مصر أن التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب بلا رادع، ومن الممكن أن يكون هناك تعاون عن طريق تبادل المعلومات لمكافحة الجماعات الإرهابية.
وصف الرئيس بوتين الوضع فى سيناء بأنه خطير جدا.. فى رأيكم كيف يمكن التغلب على هذا الوضع؟
- حتى الآن كما يبدو وبحسب المعلومات الرسمية لا يزال الوضع فى سيناء مقلقا، ونتمنى أن يهدأ فى هذا الجزء من مصر، لأن سيناء بقعة استراتيجية بكل المعايير، وخصوصا القسم المخصص للسياحة العالمية والروسية، وهذا الجزء يهمنا فى سيناء أكثر من أى منطقة فى مصر، ونتمنى أن تجد السلطات المصرية حلا لهذا الأمر، وأميل إلى الاعتقاد أن الحكومة الجديدة ستعمل على رفع مستوى المعيشة فى سيناء لإحداث بيئة اقتصادية واجتماعية جديدة، وستكون أكثر فائدة من الوسائل الأمنية، وفى نفس الوقت فإن الوسائل الأمنية ضرورية.
متى ستعود السياحة الروسية إلى مصر مرة أخرى بعدما سافر معظم السياح خوفا من عدم استقرار البلاد؟
- أتوقع أن يعود السياح مرة أخرى لأن الوضع يميل إلى الاستقرار بشكل كبير، وهذا أمر واضح ونحن نتمنى أن تستطيع مصر تجنب مظاهر العنف والإرهاب، وإذا حدث ذلك فستعود السياحة الروسية إلى مصر بقوة مرة أخرى.. صحيح أن مناطق مثل شرم الشيخ والغردقة بعيدة عن العنف، لكن الحكومات الأجنبية لديها مخاوف كبيرة ولابد لها من اتخاذ تدابير احتياطية لأنه إذا حدث شىء ما لمواطن أجنبى داخل مصر فستكون هناك مشاكل عديدة.
وهل يمكن أن تعود صفقات الأسلحة الروسية إلى مصر مرة أخرى؟
- التعاون بين روسيا ومصر قائم على مدى عشرات السنين مع وجود بعض الانقطاعات البسيطة، لكن فى السنوات الأخيرة لم ينقطع هذا التعاون، وهو قائم حسب العقود، وتقوم روسيا بتوريد أسلحة معينة إلى مصر، وليس لدى روسيا مانع من زيادة هذا التعاون نوعا وكما، ولن تكون هناك مشكلة إذا لم ترغب مصر فى التعاون العسكرى لأننا نعلم أن مصر دولة مسالمة ولا تستخدم الأسلحة إلا فى الحالات القصوى للدفاع عن نفسها فقط.
وكيف ترى آفاق التعاون الاقتصادى بين البلدين؟
- أكيد سيكون هناك تعاون بين البلدين لأنه نظريا وعلى مدى السنوات العديدة الماضية كنا ندرس مع الحكومات المصرية هذا الموضوع بشكل جدى، لكن فى مرات عديدة لم نستطع ترجمة بعض الأفكار الاقتصادية إلى الحقيقة لوجود بعض الظروف الخاصة نتيجة نقص الأموال لدى الطرفين.
أى المجالات أقرب لكى تكون قاعدة للتعاون الاقتصادى بين البلدين؟
- مجال الطاقة هو المجال الأكثر أهمية بالنسبة للطرفين، والطاقة تعنى جميع أنواعها بما فيها الطاقة النووية لأغراض سلمية، ويوجد عدد من الشركات الروسية فى مصر تعمل من أجل استخراج النفط والغاز وأتصور أن مجال الطاقة هو أوسع مجال للتعاون بين البلدين، لأن الطاقة هى مستقبل أى عمل اقتصادى، وروسيا لديها خبرة للعمل فى جميع أنواع الطاقة المختلفة ومصر بحاجة إلى هذه الخبرة.
وهل يمكن لروسيا أن تساعد مصر فى إنتاج النووى السلمى؟
- طبعا من الممكن أن تساعد روسيا مصر فى إنتاج النووى السلمى لأن مصر بحاجة إلى هذا، لكن سيكون هناك تكلفة كبيرة نتيجة هذا الإنتاج وستكون هناك العديد من المخاطر التى تتعرض لها مصر.
إذا ما انتقلنا للملف السورى، هل حققت المبادرة الروسية لحل الأزمة تقدما خلال الفترة الماضية؟
- لم يحقق بعد الاقتراح الروسى اختراقا، لأن المبادرة هى وليدة أيام قليلة سابقة، ونحن فى مرحلة حساسة ودقيقة جدا، والوضع حول سوريا وداخلها معقد والوضع يتطلب مزيدا من الجهد من روسيا أو الدول الأخرى لإيجاد حل للمشكلة وما حصل حتى الآن مهم، ولكن لابد من الخطوات العملية للمضى قدما.
هناك من يرى أن هذه المبادرة ستضعف الأسد لأنها ستجعله يتخلى عن إحدى ركائز قوته وهى السلاح الكيماوى؟
- هذه المبادرة ليست ضد الأسد أو المعارضة، وهى تهدف لتخفيف حدة الوضع فى سوريا كوسيلة للانتقال إلى حل سلمى، وإذا ترجمت المبادرة إلى الواقع وتم إتلاف السلاح الكيماوى سنتمكن من عقد جينيف 2 حول التسوية السورية، وإذا حاولت الولايات المتحدة الأمريكية الإخلال بالمبادرة فسيكون هذا مؤسف جدا، لكن نحن نتصور أن يكون هناك حلول أخرى غير المبادرة، ودول الخليج لديهم بعض التحفظات حول المبادرة الروسية، ونرى أن هذه التحفظات غير مبررة، لكن عندما زار ولى عهد أبو ظبى ومدير المخابرات السعودية موسكو وجدنا ليونة فى مواقف البلدين لأن الدول العربية تعلمت من أخطائها فى معالجة موقف ما، ونحن لا ندعم بشار الأسد، بل نقف على مسافة من النزاع بين الحكومة والمعارضة لمنع سفك الدماء، وهدفنا إيجاد سبل للتسوية السياسية فى سوريا، ولكن ليس على حساب المعارضة.
سفير روسيا بالقاهرة: رفضنا طلبا لمرسى برفع «الإخوان» من قائمة الجماعات الإرهابية.. سيرجى كيربيتشينكو: الحديث عن دور فاعل لروسيا فى الشرق الأوسط دون علاقات قوية مع القاهرة «كلام فارغ»
الخميس، 26 سبتمبر 2013 11:31 ص
جانب من الحوار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامر
شكرا روسيا
عدد الردود 0
بواسطة:
سامر
شكرا روسيا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
لأننا نعلم أن مصر دولة مسالمة !!! تصريح عريب جداا من السفير
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
اعتقد السيسي الان مع روسيا
كما قال محمد مرسي السياسة في مصر ................
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
اللهم احمي مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
احترم الشعب الروسي و بحبه جداااااااااااااااااااااا
لكني ارفض تدخل حكومة روسيا في مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الشعب الروسي طيب