طيبة أنتى حواء تسيرى فى الحياة بفطرتك وبرائتك، وبحثك الدائم عن من يستمع إليك ويحنو عليك، جعلك تقعى فى الشرك الذى نصبه لك آدم، الذى صدر لنا فى السنوات الأخيرة إنه يميل إلى المرأه المثقفة المستقلة المنفتحة على المجتمع، وواقعك الذى رأى آدم سافر للخارج ودرس وعمل فى المجتمعات المتحضرة جعلك تثقى فى عقلية آدم الجديدة التى تحقق أمنيتك فى أن يكون آدم صديقك الذى تبوحى له بكل شىء وتشاركيه عالمك الخارجى والداخلى، ولكن للأسف لم تكمل فرحتك وبدأت تتوالى عليك الصدمات، فلقد اكتشفت أن آدم مهما كان رقى تفكيره وثقافته لم ولن يقبل بوجود تجارب سابقة فى حياتك حتى لو تجارب شرعية، ولن يقبل بانفتاحك على المجتمع وأبدًا لن يسمح لأجنحتك أن تعلو فى براح السماء حتى لو تحت رعايته.
ولفهم هذا التناقض تعالى معى حواء نذهب فى رحلة داخل آدم، ونكتشف كيف يرانا آدم أم كيف يتمنانا آدم، أنتى بالنسة له ثلاث مراحل بثلاثة ألوان، فعندما يراكى آدم ويعجب بك ويتمنى أن يتحدث إليكى أنتى فى اللون الأصفر فهذا هو الشكل الذى يحبه، وعندما يقترب منك سيهتم فقط أن يلفت نظرك له ويبعث إليكى كل الأمان، كى تطلقى العنان لأفكارك وأسرارك ولن يعترض آدم أن تكون لك تجارب سابقة أو لكى نشاطك فى المجتمع ومنفتحه على كل ما هو حديث، لأنك بالنسبة له مجرد شكل حلو لا يعلم بما داخله فماضيك ومستقبلك لا يهمه فى شىء فهو يعيش حاضرك فقط.
ولكن إذا اقترب منك آدم ووجدك خفيفة الظل شقية ناعمة ذكية وقتها سيتعلق بك ويتعود أن يراك دائمًا وهنا أنتى وصلتى للون الأخضر فى حياة آدم، وفى هذه المرحلة لن يهتم آدم بماضيك، بل سيجد نفسه مهتم بمستقبلك فالراحة التى يجدها معك ستمنحك الخصوصية داخله، ويبدأ فى نشر هاله حولك من الحماية والأمان.
وهذا الأمان بالنسبة له لن يسمح بانفتاح المجتمع عليكى، وسيجد فى نفسه غضاضة من وجود أى آدم فى حياتك غيره، ولكنه سيغلف هذه الغضاضة بتقبل مزيف للواقع الذى فرضته عليه الظروف الاجتماعية، وسيدقق معك فى كل كبيرة وصغيره تحت ستار الحماية والخبرة لا الغيرة والتفرد، وهنا أهمس إليك حواء بأن تغلقى صندوقك الأسود ولا تشاركى آدم طموحك وتفتحك وبساطتك وتلقائيتك وإلا بدأ ينفر منك ويدب القلق داخله فاستقلالك يمنعك من الصمود داخل اللون الأخضر فى آدم للون الاستقرار والراحة والأمان، وإذا حافظتى على تواجدك داخله سينجذب آدم أكثر لك وإذا وجدك مطيعة هادئة ودودة حنونة صالحة وقتها ستخترقى المنطقة المحظورة داخله المنطقة الحمراء ( قلب آدم)، وهذه المنطقة لا تصل إليها أى حواء لذلك ستمرين باختبارات قاسية دون أن تشعرى وسيفرض آدم سيطرته على حاضرك ومستقبلك وماضيك أيضًا، فآدم لا يقبل أى شريك له فى حواء حتى لو ماضى لذا قال رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، إن من صفات المرأه الجيدة التى لا تذكر زوجها السابق أمام شريك حياتها، وهذا يجعلنا لا نظلم آدم لأنها طبيعته التى خلق عليها، لذا انتبهى حواء رغم انتصارك بوصولك هذه المرحلة إلا أن الحفاظ عليها أصعب بكثير فأنتى داخل عرين آدم، إما أن تحترمى قوانين هذا العرين أو سيلفظك آدم، فوجودك فى قلبه يمثل خطر عليه فلن يسمح لك بالعبث فيه، وإذا كان آدم يحلم ويتمنى أن يرتبط بباربى الجميلة الرشيقة المثيرة، إلا أنه لا يهب سمعته وشرفه وماله وأولاده إلا لأمينة لذا كلهم يفضلونها أمينة.
أشجار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hashmat alnoby -face boook
تحياتي امينة
عدد الردود 0
بواسطة:
عثمان
انا ادم يا حواء
عدد الردود 0
بواسطة:
صفصف
هو يريد أمينة.. وأمينة تريد من؟