"حكاوى العشق فى بر المحروسة" آخر أمنيات صفاء عامر

الخميس، 26 سبتمبر 2013 08:11 م
"حكاوى العشق فى بر المحروسة" آخر أمنيات صفاء عامر الراحل محمد صفاء عامر
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شرع الكاتب الكبير محمد صفاء عامر قبل رحيله بشهور، فى توثيق قصص الحب الشهيرة التى وردت بالتراث الشعبى المصرى، فى أعمال درامية، اختار لها اسم "حكاوى العشق فى بر المحروسة"، وبدأ تنفيذ أمنياته بكتابة السيناريو والحوار لمسلسل "شفيقة ومتولى"، ثم قرر أن يتبعه بـ "ياسين وبهية" و"أيوب وناعسة" و"حسن ونعيمة"، لكن حال القدر دون تحقيق أمانيه ورحل قبل أن يكملها.

كان الراحل الكبير يعتقد أن قصص الحب جميعها مآس، ونهايتها الموت إما بالانتحار أو القتل، ودائما ما يؤكد أن أغلب أحداثها تدور فى فلك التراجيدى والشجن، لا الرومانسية والسعادة كما يتخيل العامة، لذلك تمنى أن يؤرخ فى "حكاوى العشق فى بر المحروسة" عن العقبات التى عارضت أشهر قصص الحب والصراع المستحكم بين العائلات بسبب ما سموه بـ"العشق" والغزل.

وكشف الكاتب الراحل عن تعلقه الشديد بكتابة تلك القصص لدرجة جعلته يدعو دائما أن يمتد به الأجل ليكملها ثم يموت، ولعل هذا الشغف الشديد الذى استهوى الكاتب بحكاوى العشق جاء بعد أن عايش مفردات القصص من خلال قراءته لها ووجد فيها منعطفات درامية متشابكة اختلط فيها الألم بالحب بالمأساة، لذلك قرر أن يفتح باب مصارع العشاق المصريين فى عصر ما بعد الإسلام فقط، حيث إن هناك كتابا فى التراث يسمى "مصارع العشاق" يحكى عن أبطال العشق فى عصر الجاهلية وعصر الإسلام كان الكاتب قد استوحى منه بعض المعلومات.

وقبل مرضه الأخير بدأ صفاء عامر فى كتابة عمله الثانى "ياسين وبهية"، حيث كان يعتبر هذه القصة من أسمى قصص الحب فى التاريخ لارتباط بهية بقصة غرام طويلة مع ياسين على الرغم من كونه مجرما وخارج عن القانون، لكن مدى التضحية التى صنعتها بهية من أجل إنقاذ ياسين من الطريق الذى سلكه جعلته يغوص فى أعماق القصة التى أكد قبل وفاته أنها حدثت بالفعل فى الفترة من 1903 وحتى 1905 فى مدينة إدفو بأسوان ثم انتقلت بعد ذلك بهية إلى مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا والتقت ياسين وبدأ المشوار بينهما، كما كان ينتوى الراحل عند كتابة سيناريو "حسن ونعيمة" إظهار مدى تلقائية الحب وعفويته الذى نشأ بينهما وكيفية منع وصد أهلها الارتباط منه لكونه يعمل مغنيًا بالموالد والأفراح وشروعهم فى قتله وانتهت قصتهما بمأساة.

ورغم روائع الكاتب الراحل التى قدمها فى الدراما الصعيدية والاجتماعية طوال مشواره الفنى الثرى، إلا أنه كان يؤكد فى النهاية أن أفضل عمل كتبه هو مسلسله "شفيقة ومتولى" الذى لم ير النور إلى الآن، وكان دائما يراهن على نجاحه لكونه مكتوبا وفق رؤية درامية حقيقية لأحداث القصة التى حرص على نقلها من زمن محمد على باشا إلى عصر الملك فؤاد الأول ليخلق روحا درامية تضيف إبداعا لأحداث العمل.

موقف الراحل الكبير صفاء عامر الرافض للأصولية الدينية لم يتغير، حيث كان واحدا من المعارضين للتيارات الإسلامية المتشددة طوال حياته، ورفض وصولهم إلى الحكم تحت أى ضغط، وانتقد عهد محمد مرسى ووصفه بأنه أسو من نكسة عام 67، ورغم مرضه الشديد أثناء ثورة 30 يونيه، إلا أنه قام وصفق وهلل للشعب المصرى بنجاح ثورته واستردادها من عصابة الإخوان، واستبشر بخارطة الطريق التى وضعها الفريق أول السيسى بعد طرد الإخوان من الحكم، ورحل محمد صفاء عامر بعد أن شاهد وطنه يتحرر من قبضة الإنجليز فى 73 ومن الاحتلال الإخوانى عام 2013.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة