التزمت دولة جنوب السودان الصمت، حتى عصر اليوم "الخميس"، إزاء الاحتجاجات التى يشهدها السودان من يوم الاثنين الماضى على قرار رفع الدعم عن الوقود، فيما بدا حرصا منها على استمرار التقارب الذى لاح فى الأفق بين البلدين مؤخرا، بحسب تصريحات محللين سياسيين وقيادى فى الحزب الحاكم بجوبا لوكالة الأناضول.
وشهدت العلاقات المتوترة بين جوبا والخرطوم مؤشرات إيجابية على تحسنها فى الفترة الأخيرة، ظهرت فى توقيعهما اتفاقية الحريات الأربع، وزيارة سلفاكير، رئيس جنوب السودان، للخرطوم، واستبعاده الشخصيات المناوئة للخرطوم من التشكيل الوزارى الجديد.
وجاءت الاحتجاجات الشعبية المستمرة لليوم الرابع على التوالى فى الخرطوم وعدة مدن بالسودان على قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود، وما صاحبها من اضطراب أمنى، لتثير التساؤل حول مستقبل نظام الرئيس عمر البشير، وكيف تنظر جوبا إلى تلك الاحتجاجات.
المحلل السياسى الجنوب سودانى قبريال جوزيف شدار رأى أن جوبا ترى على الأرجح، أنه ليس من مصلحتها تغيير النظام الحاكم فى الخرطوم.
وقال شدار وهو عضو هيئة تحرير بإذاعة مرايا التابعة للأمم المتحدة بجنوب السودان، إنه "إذا تم تغيير فى نظام الخرطوم سينعكس على العلاقة بين البلدين، وتكون كلفته عالية لجوبا؛ لأنه ربما يتم تجميد حل القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان لفترة طويلة، خاصة أن الاتجاه السياسى الجديد فى الخرطوم لن يكون معروفاً، وربما ينقسم الحزب الحاكم هناك لفئات".
وأوضح، أنه إذا نجحت الاحتجاجات الحالية فى الإطاحة بنظام البشير "فسيأتى آخرون للسلطة، من الممكن أن يكونوا متشددين تجاه جنوب السودان إذا جاءوا من الحزب الحاكم، أو أقل حدة إذا كانوا من المعارضة.. المهم فى الأمر أن أى حراك فى الخرطوم سيعيد خلط الأوراق والتفاوض من جديد حول القضايا العالقة".
وبحسب شدار، فإن حكومة الخرطوم "بكل تأكيد لم تستخدم أسلحتها الدفاعية بعد؛ وهو ما يرجح إمكانية استمرار النظام الحاكم لفترة من الزمن؛ لأنه إن استطاعت حركة الشارع إزاحة النظام فسيقود ذلك لتجميد غالبية الاتفاقات الموقعة بين جوبا والخرطوم، مثل اتفاقية وقف العدائيات".
