لم أكن أتخيل أنه سيأتى يوم يكون فيه العداء الأساسى فى حياتنا بين المصريين وبعضهم، بل بين المسلمين وبعضهم.. بين من اختاروا العنف والتطرف والإرهاب من جانب، ومن اختاروا أن يقاوموا كل ذلك بقلوبهم ثم بأيديهم على الجانب الآخر.
ولم أكن أتخيل أيضًا أن يدخل تاريخنا أسماء مواقع على أرضنا مثل رابعة العدوية.. والنهضة وكرداسة ويسجلها التاريخ كمعارك تسيل فيها دماء أبناء الوطن ويسقط شهداء، ويتحالف فيها من أسموا أنفسهم "الإخوان المسلمون" مع أجانب عن هذا الوطن يحملون اسم "حماس" ويحملون جنسية فلسطين التى ضحينا من أجلها بكثير من أبنائنا فى ثلاث حروب.
نعم حصل كل ذلك واليوم يتخصص "الحماسيون" فى حرفة القناصة ليقتلوا بخسة رجال الشرطة المصرية، الذين نزلوا إلى الساحة فى معركة كرداسة ببسالة وشجاعة وبطولة بلغت حد الاستشهاد وتابع شعب مصر على شاشات التليفزيون وقلبه يعتصره الحزن والألم سقوط الشهيد والبطل والقائد اللواء نبيل فراج على أرض كرداسة التى قاد معركة تحريرها من مصريين اختاروا العنف والقتل والغدر والكراهية، بل والكفر بدين السماحة والمحبة والإخاء.
اللواء نبيل فراج
لم يعط المجرمون والجبناء وأعداء الوطن للشهيد نبيل فراج أو لأهله ومحبيه فرصة الاحتفال بترقيته إلى رتبة اللواء وتعيينه مساعداً لمدير أمن الجيزة أيامًا فقط قبل اغتياله.
اللواء نبيل فراج كان قائداً بمعنى الكلمة يتقدم الصفوف مع رجاله لدعم معنوياتهم فى معركتهم مع الإرهاب.. وكان أيضاً بطلاً لأنه كان يحرص بشدة على تحقيق الأمن وحماية الأطفال والسيدات والشيوخ بنفسه وروحه وجسده حتى أصيب بالطلق النارى من قناص جبان وخائن.
بعد كل هذه الكلمات، التى خرجت من قلبى قبل عقلي.. بقى أن أطالب بسرعة إلقاء القبض على القاتل وتقديمه للمحاكمة أمام قضائنا العادل فيطبق القانون وأن ينفذ فيه حكم الإعدام فى كرداسة مكان وقوع الجريمة ليشفى غليل شعب مصر وزوجة الشهيد وأبنائه.
لابد أن يكون توقيع الجزاء فى الجرائم الكبرى، التى تهز مشاعر وقلوب وعقول شعبنا متناسباً مع بشاعة وجسامة تلك الجرائم.
بعد أن نأخذ حق الشهيد ونثأر لأهله وزملائه ووزارته، تبقى نظرة طويلة الأمد أود أن نستوعبها جميعاً وهى ثقافة مقاومة الإرهاب.. من خلال الدوائر الأربعة للحياة.
الدائرة الأولى: الأسرة التى هى مطالبة بتنمية وعى وإدراك الأبناء بما يمثله الإرهاب من خطر على حياتهم وحياة ذويهم ووطنهم، وأن يعلموهم ببساطة معنى كلمة الإرهاب وأنه تهديد غير مشروع لأمنهم وحياتهم وأن ذلك مناف لدينهم وأخلاقهم.
والدائرة الثانية: المدرسة التى هى مطالبة بإدراج موضوع الإرهاب ومخاطره وأساليب مقاومته ضمن المناهج الدراسية، وأيضاً تاريخ الإرهاب وصدامه مع الدولة وأن يهتم الكتاب المدرسى أيضاً بمعنى هيبة الدولة وضرورة احترامها.
أما الدائرة الثالثة: فهى المؤسسات السياسية الحزبية المهتمة بالشباب بأن تعقد لهم الندوات لتثقيفهم وتنمية الوعى لديهم بخطر الإرهاب الفكرى والعملى وكيفية مقاومته.
والدائرة الرابعة: هى مؤسسات الثقافة بكل أنواعها كالمسرح والسينما فيجب دعم الإمكانيات وتشجيع كتابة وتأليف المسرحيات والأفلام التى هى أهم الطرق التى تضرب الإرهاب فى مقتل.. فلا يمكن أن ننسى المسرحيات والأفلام الهادفة، التى تناولت قضية الإرهاب لعمالقة السينما والتليفزيون مثل عادل إمام وإلهام شاهين ويسرا ومديحة يسرى وغيرهم.. إذاً محاربة الإرهاب هى مسئولية مجتمع بأكمله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة