ماذا جرى لنا؟ ... نسير فى أماكننا دون حراك. نسافر دون أن نصل إلى أى مكان. الخوف يسيطر علينا ويشل حركاتنا. نرتعب من كل شىء خوفًا من المجهول أو من التعرض للمزيد من خيبات الأمل.
يحاصرنا الملل من كل جانب. نرسم على شفاهنا ابتسامة باردة أو ضحكة باهتة، لنقنع أنفسنا بأن كل شىء على ما يرام !. . فنبقى فى أماكنا التى شيدنا حولها جدار يمنعنا من الخروج إلى حيث نريد.
إلى حيث سعادتنا المسلوبة. وهكذا تمضى بنا الحياة، لا نشعر بأن أى ثمة جديد سوى انتظار شىء ما، لن يأتى أبدًا دون أن نذهب إليه.
ماذا جرى لنا؟ نعيش كالغرباء داخل أنفسنا، بعد أن فقدنا الحماسة والسعى فى الحياة الرحبة. رضينا أن نبقى فى نفس الدوائر المفرغة التى سلبتنا أبسط حقوقنا. أحببنا من لا يستحقون حبنا. ونسينا أن نحب من أحبونا بصدق. أعطينا من لا يقدرون عطاءنا. وتجاهلنا من أعطونا دون حساب. ظلمنا أنفسنا بعد أن رضينا بأن تفوتنا أجمل أوقات العمر. وعندما انتبهنا كان الوقت قد مضى. فتمنينا وقتًا إضافيًا. لكن صافرة الحياة أعلنت انتهاء الحكاية. حكاية تمنينا أن نعيشها، لكن زيف خوفنا المرضى كان حائلا. لتنتهى الحكاية ونحن مازلنا قابعين فى أماكنا. لتتسرب من بين أيدينا سعادتنا بعد أن رضينا أن نجلس فى مقاعد المشاهدين.
ماذا جرى لنا؟. . نسعى بكل طاقتنا إلى السلبية كنهج أو إننا ننفذ اتفاقًا غير مكتوب مع اللامبالاة. . فتخور قوانا بحثًا عن لا شىء!. لم نكلف أنفسنا عناء البحث عن حلول ترضينا، برغم أنها ليست صعبة المنال. لقد استعذبنا العيش فى أماكنا المغلقة التى أنهكت أعمارنا دون طائل يُذكر سوى البحث عن شماعات لنعلق عليها فشلنا الذريع.
ماذا جرى لنا؟ . . نخاف من السعادة والضحك والابتسامات. فتحاصرنا الأحزان وتختفى قدرتنا على التواصل مع حقيقة الحياة. وحقيقة الأمر أن ما يحدث لنا هو صنيعة أفعالنا التى نتبناها يوميًا دون أن نقف مع أنفسنا لنراجعها. كأننا نعيش فى عبث لا متناهى من لا شىء. وبعدها نندهش ونلعن الظروف والأشياء.
ماذا جرى لنا؟ . . نتجول بحرية فى خيباتنا المثيرة للشفقة، نبتعد عن كل وجوه محددة الألوان، وجوه تحكى لنا بصدق حقيقتنا دون أن تنتظر أى عطاءات. . كأننا نقاوم كل ما يجرنا إلى الأمام. . وبعدها نندم لكن بعد فوات الآوان.
