قال المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية، إن القوى الوطنية دفعت القوى دولية لتعديل موقفها من القاهرة خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى التغير الذى طرأ على موقف الولايات المتحدة الأمريكية، والذى عبّرت عنه تصريحات الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، التى اعترف فيها ضمنًا بخارطة الطريق وبشرعية النظام القائم بمصر الآن، فضلاً عن اعترافه بفشل حكم جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى طيلة العام الماضى.
وأكد قورة فى تصريحات صحفية على أن الإرادة المصرية القوية والتفاف المصريين نحو السلطة الحالية وإصرارهم على تنفيذ خارطة الطريق بكامل تفاصيلها بعيدًا عن مُخططات ومطامع أنصار المعزول، هو الذى دفع القوى الدولية إلى ذلك.
وثمّن قورة المجهودات التى بذلتها الدبلوماسية الشعبية التى تواكبت مع جهود عدة بذلتها وزارة الخارجية عبر كافة مستوياتها، من أجل تصدير حقيقة أن ما حدث بمصر ليس انقلابًا عسكريًا بالشكل الذى يروج إليه أنصار المعزول، لكن ما حدث هو ثورة شعبية حقيقية شارك فيها الملايين الذين أعلنوا رغبتهم فى إسقاط الإخوان من السلطة، وقد انحازت القوات المسلحة للإرادة الشعبية الصلبة والقوية.
وأشار قورة إلى أن صلابة القيادات المصرية الآن وعدم انصياعهم لرغبات الغرب المناهض لـ30 يونيو أجبرت أعتى القوى الدولية على مراجعة موقفهم إزاء الأوضاع فى مصر، وأوجدت حالة من "الاضطراب" والتخبط داخل العديد من القيادات الدولية إزاء تقييم الأوضاع فى مصر، مؤكدًا على تقديره للدعم العربى المُقدم لمصر، سواء الدعم السياسى أو الاقتصادى أو اللوجيستى الذى دفع القوى الدولية كذلك لمراجعة موقفها.
وثمّن القيادى بالحركة الوطنية المجهودات التى تبذلها حكومة الدكتور حازم الببلاوى من أجل التخفيف على المواطنين، ومحاولة تنفيذ أحد أبرز وأهم مطالب ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، وهو مطلب "العدالة الاجتماعية" مرحبًا بالحد الأدنى للأجور الذى تم تحديده، فضلاً عن محاولة ضبط إيقاع السوق والأسعار عبر فرض "التسعيرة الجبرية"، بالإضافة إلى القرارات المُهمة التى تم اتخاذها تخفيفًا من على عاتق المواطن المصرى وأبرزها إلغاء المصروفات المدرسية هذا العام، وإلغاء مصروفات التحاق الطلبة المغتربين بالمدن الجامعية.
وأوضح قورة أن الحكومة المصرية على الرغم من بطئها فى تنفيذ القرارات إلا أنها نجحت بنسبة كبيرة جدًا فى أن تكسب المواطن المصرى لصفها عبر تلك القرارات التى تخفف من الأعباء عليه، مُطالبًا بالمزيد من القرارات التى تنتصر إلى محدودى الدخل وتخفف عن كاهل المواطنين فى ظل الظرف الاقتصادى الراهن، قائلاً: "الببلاوى حقق نجاحات ملحوظة، رغم التحديات التى تواجه حكومته خلال الفترة الحالية، ورغم الضغوط التى يمارسها أعضاء الجماعة المحظورة فى الشارع المصرى لعرقلة الدولة والتضييق على أداء الحكومة".
ورحّب قورة بقرار القضاء المصرى القاضى بحظر نشاط تنظيم الإخوان المحظور فى مصر، مؤكدًا على ضرورة أن يتم الانتهاء من تشكيل لجان حكومية وشعبية أيضًا من أجل تنفيذ الحكم "واجب النفاذ" الخاص بالتحفظ على أموال قيادات التنظيم الإخوانى المحظور فى مصر، قائلاً: "أنصار المحظورة تتسم تحركاتهم الآن وخاصة عقب قرار الحظر بالعشوائية والاضطراب، ولديهم مخططات قد يدفعون بها، تزامنًا مع بدء عام دراسى جديد، فى محاولة من جانبهم للرد على الضربات القاصمة التى يتعرضون إليها الآن".
وطالب قورة الأجهزة الأمنية بالتعاون من اللجان التى تشكلها حكومة الببلاوى للتحفظ على أموال الإخوان، من أجل الكشف عن كافة القيادات وأموالهم وممتلكاتهم.