سمر يزبك: نظام الأسد يستهدف المدنيين ويتجنب الجهاديين وإسقاطه محسوم

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013 10:05 م
سمر يزبك: نظام الأسد يستهدف المدنيين ويتجنب الجهاديين وإسقاطه محسوم الروائية السورية سمر يزبك
كتبت إيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد يومياتها الشهيرة "بوابات أرض العدم" التى كتبتها فى الداخل السورى تحت وقع قذائف الصواريخ والأسلحة البيضاء ونالت عليها جائزة بنتر هارولد للشجاعة الأدبية، استأنفت الروائية السورية سمر يزبك فصلا جديدا من يومياتها داخل الأراضى السورية بعنوان "عليك الدخول فى هذا الجحيم كى تكونى شاهدة أيتها الروائية" وهى اليوميات التى تنشرها صحيفة "واشنطن بوست" عن الروائية السورية التى توثق الواقع السورى الدامى أدبيا من أرض الحدث.
وترصد الروائية سمر يزبك فى يومياتها الجديدة تفاصيل اقترابها من الجماعات الجهادية وما يطلق عليهم تنظيم القاعدة وجبهة النصرة فى سوريا وما يمارسوه من قواعد جديدة على بعض الأحياء التى وقعت تحت سيطرتهم، حيث تمنع النساء من الخروج للفضاء العام وتمنع الفتيات من الخروج بدون حجاب ساتر فضفاض يستوى فى ذلك أصحاب الديانات من المسلمات وغير المسلمات.
فتقول: "أقف مدهوشة أمام ممارسات بعض الكتائب المحسوبة على المعارضة، وهى تقوم فى بعض المناطق، بمنع النساء من التواجد فى الفضاء العام، وتقوم بالاعتقال والتهديد والقتل، باسم الإسلام. لكنّ المرأة الأخرى التى تمشى على الأرض بين الناس وترى بأمّ عينها وجود مقاتلين معتدلين، لا يتلقون الدعم المطلوب، وناشطين مدنيين أبطالاً، وهى تذكر تفاصيل جلساتها الطويلة مع النساء السوريات تحت القصف، واللواتى يعملن فى جبهة خلفية للاحتفال بالحياة وسط الموت، ويذهبن مع أطفالهن ليستمرّوا فى تلقيهم التعليم، بالرغم من قذائف الطيران الأسدي، بعدما بلغت نسبة الأطفال المحرومين من التعليم الآن 60 بالمائة، بسبب قصف النظام للمدارس" .
وعن سوريا التى أصبحت مرتعا للغربان من كل جنس تروى يزبك تفاصيل سماعها للمحادثات بين الجنود باللغة الفارسية التابعين للحرس الثورى الإيرانى وتستنكر يزبك على إثر هذه المحادثات موقف المثقفين ممن استنكروا الهجمة الأمريكية ولم يستنكروا الدخل الأجنبى فى الشأن السورى من قبل روسيا وإيران وتتساءل : ما هو مفهوم السيادة الوطنية؟
وتسرد يزبك "سمعت كلام الجنود عبر جهاز اللاسلكى يتحدثون باللغة الفارسية، وقال أحد المقاتلين: ما شأن إيران بنا، أليس هذا تدخلاً خارجياً؟ الآخر يقول: لمَ استنفر العالم أمام إمكان ضرب الآلة العسكرية للنظام، والقضاء على رأس الوحش فيه، بينما يتركون روسيا وإيران تساعدان الأسد فى قتلنا؟ ثم ما هو مفهوم السيادة الوطنية .
وتؤكد يزبك على ضرورة سيادة السيادة الشعبية ما دام مفهوم السيادة الوطنية اختلط مؤخرا وتدخلت فييه أيادى خارجية حتى أصبح مفهوم السيادة مرادفا لسيادة بشار الأسد وسيادة السلاح الأسدى فى قمع المعارضة السلمية والمدنيين ، فتقول يزبك : هل السيادة تعنى قتل شعب وإبادته وتهجيره وإحداث الانقسام الأهلى فيه؟ وهل ترتبط سيادة الوطن ببقاء مجرم لا ينفك عن إبادة شعبه؟ سورية ليست نظام الأسد. سورية هى الشعب السوري.
وتستكمل يزبك فى معرض حديثها عن الجماعات المسلحة فى سوريا أن التسليح والعنف الذى طال المعارضة هو نتاج عنف النظام واستمرار عنف الجماعات المسلحة مرهون باستمرار عنف نظام بشار الأسد ، فتقول يزبك : سطوة الكتائب الجهادية مستمدة من عنف النظام. النساء والرجال يقاومونها الآن، ويعرفون أنّ القضاء على نظام الأسد فى شكل حاسم، هو الحل الوحيد والكفيل بإنقاذهم من التطرف الديني.
واعتبرت يزبك السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية وتقليل الحرب الدائر وطيسها على رقاب المدنيين هو سقوط الأسد فالعنف الذى يمارسه هو الذى يشرعن للجماعات المسلحة الجهاد المسلح فتقول : " أنّ الحل الوحيد لرحيل هذه المجموعات هى فى سقوط الأسد، فالعنف الذى يمارسه يزيد من شرعية وجودها، والخلاص الحاسم من الأسد، هو الخطوة الأولى لتبدّد كل هذه المخاوف.
الروائية التى تعرف الأرض السورية جيداً فى الشمال، تؤكد أن قوات بشار الأسد تتجنب استهداف الجهاديين باعتبارهم غطاءا سياسيا لها وشرعنة لاستمرار بقاءه فى الحكم ويضرب فى المقابل مواقع المدنيين والعزل ، وتتساءل يزبك أمام مقار الكتائب التابعة للقاعدة، كيف تبقى بعيدة عن قصف النظام؟ وهى كانت شاهدت بعينيها كيف يقصف طيران الأسد وراجماته، بيوت المدنيين وكيف تُترك كتائب الجهاديين على حالها، بينما المرأة الأخرى التى تراقبها تسخر منها، وهى تقول: الأسد لن يقصف الجهاديين، لأنهم حماته وغطاؤه الدولى الذى يتمسّح به .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة