غادة عطا تكتب: سأرى النور

إن أردت أن تجعلونى أرى الظلام فسأرى شعاع النور الذى يقتحم خيوط الظلام. إن أردتم أن تجعلونى أرى السواد الحالك الذى تقذفون بنا إليه فسوف أرى بياض قلوب تقاوم الظلم والشر.
ان أردتم أن أرى الجانب الناقص من الصورة والجزء المظلم فيها فاستبشر بنقاء نفوس عزمت على إصلاح كل فساد وإزالة كل قتامة وإعادة الأمل والحلم لقلوب أعيتها وطحنتها هموم الحياة.
سأرى الحالمون الذين لا يعيشون فى أبراج عاجية ولا يتاجرون بآلام وآمال ولا يستمتعون بانتقاد كل شيء، وتشويه كل شيء وإنما يلقون بأجسادهم وسط الوحل والنار، ليصنعوا لنا جسورًا نعبر بها نحو غد أبهى وأجمل.
ان أردرتم أن أرى القبح الذى يطل بخسته من هنا وهناك عبر سنوات طوال فسأرى أيدى تحمل مشاعل النور وتمضى قدمًا فى طريق الحق تحاول جاهدة أن تزيل العثرات من زوايا وثنايا الطريق وسأرى أبطالا بسريرة نقية طيبة لا يبالون بدمائهم التى تسيل ويخطون بعزم وجلد حتى يفتحوا لنا الطريق ويعيدوا إلينا الأمان والبسمة والقدرة على الحلم.
إن أردتم أن أعيش بين براثن الماضى وأن لا أستطيع الفكاك من أسر الذكريات الأليمة وأن تنكسر إرادتى وعزيمتى أمام المصاعب والأزمات التى تقذفون بها فى الطريق فسأضع الماضى كله خلف ظهرى، وسأعبر بسفينة الأمل نحو المستقبل. وسأواصل الليل بالنهار إخلاصًا فى عملى، وسألقى كل قيود وأغلال الماضى البائس عن كاهلى حتى أتحرر وأمضى نحو شمس تشرق على وطنى العزيز الشامخ الذى أحلم به.
سنصنع من خيوط العز ثوبا وسنغزل من نسج الصبر والمجد علمًا وستتشبك بالعمل والأمل الأيادى. سأرى وطنى كريمًا عظيمًا بشعبه وجيشه بكل أولاده المخلصين نبنى مستقبلنا ونصنع إرادتنا الحرة، وأثق أننا بالحب سنصل إلى بر الأمان.