علق مجموعة من الخبراء على الكلمة التى ألقاها اليوم الرئيس الأمريكى، بارك أوباما، خلال الدورة الـ86 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ونُقسم الخبراء حول مغزى الكلمة، فمنهم رأى أنها إيجابية فى صالح المرحلة الحالية التى تمر بها مصر، ومنهم من رأى أنها سلبية.
وقال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، إن الكلمة إيجابية للغاية، وتؤكد على أن الولايات المتحدة سلمت بما جرى فى مصر، مع توجيه لوم شديد اللهجة إلى الرئيس المعزول محمد مرسى.
وأضاف "جاد" لـ"اليوم السابع"، أن الكلمة أيضًا أعطت أملا فى أن تؤيد واشنطن الرئيس القادم لمصر، وكذلك البرلمان، مؤكدًا أن هذا أيضًا دليل على تراجع حدة التوترات التى شهدتها العلاقات بين القاهرة وواشنطن عقب ثورة 30 يونيو.
وأشار جاد إلى أن أهم ما يلاحظ فى الكلمة، أن واشنطن لم تعطِ أى دعم للنظام الحالى فى مصر، لا من قريب أو من بعيد، موضحًا أنه لا يتوقع أن يحدث لقاء قريب بين الرئيس المؤقت عدلى منصور وأوباما.
ومن جانبه، يرى السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الكلمة لا تعد إيجابية بشكل كبير، واصفًا أوباما بأنه أمسك العصا من النصف؛ حيث إنه قال إن الرئيس المعزول محمد مرسى انتخب بشكل ديمقراطى، رابطًا ذلك بوقف المساعدات الاقتصادية لمصر، الأمر الذى يثير بعض القلق لأنه ألقى الكلمة أمام أكثر من 192 دولة أكثر من 60 سفيرًا حول العالم.
وأضاف "هريدى"، أن كلمة أوباما وضعت السم فى العسل عندما عاد، وقال إن الرئيس المعزول حكم مصر بأداء سيئ أدى إلى الثورة عليه، موضحًا أن موقف أوباما مبهم حتى الآن.
وأضاف "هريدى"، أنه ربما ينتظر أوباما تشكيل برلمان ورئيس منتخب حتى يظهر موقفًا مؤيدًا لمصر، معتبرًا كلمة أوباما بمثابة تهديد واضح لمصر، ولم يكن هذا بالجديد؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكى من قبل أن العلاقات مع مصر لن تعود مرة أخرى.
وعقب الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على الكلمة بأنها إيجابية، ولكن غير مطمئنة؛ حيث إنه قال إنه يتعامل مع مصر دون ذكر اسم الحكومة الحالية أو الرئيس المؤقت، لكن بين السطور يعطى رسالة طمأنينة فى الاستمرار من أجل تنفيذ خارطة المستقبل والتحول الديمقراطى.
وأضاف "فهمى" أن أوباما لم يذكر سلبيات تتعلق بالفترة الانتقالية وهذا فى صالح مصر دون شك، كما أنه نفى وجود أى تعاون مع التيارات السياسية فى إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد أنه من المبكر اعتبار الكلمة بمثابة تأييد للحكومة الحالية، لكن يمكن وصف الكلمة بشهادة حسن سير وسلوك، منحها أوباما لمصر، والأهم هو أنه أقر فيما بين السطور أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابًا، لكنه لم يطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بما جرى فى مصر.
وأضاف أنه لم يطالب كذلك بمساعدة مصر اقتصاديًا أو عسكريًا فى حربها ضد الإرهاب، وكأن ما يحدث فى سيناء نزهة، فى الوقت الذى تقدم فيه القوات المسلحة كل يوم شهداء من أجل القضاء على الإرهاب فى هذه المنطقة الغالية من أرض الوطن.
وأكد أن الكلمة فى النهاية تعد تحولا "دراماتيكيًا" من قبل الإدارة الأمريكية إزاء الأحداث فى مصر.
الخبراء يحللون كلمة أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ..جاد: واشنطن سلمت بما جرى فى مصر وأصبحت تلوم مرسى على ما بدر منه.. هريدى: الرئيس الأمريكى أمسك العصا من النصف ودس السم بالعسل
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013 09:49 م