محللون صوماليون: هجوم نيروبى يكشف عن تنسيق بين القاعدة والشباب المجاهدين

الأحد، 22 سبتمبر 2013 01:31 م
محللون صوماليون: هجوم نيروبى يكشف عن تنسيق بين القاعدة والشباب المجاهدين جانب من هجوم نيروبى
مقديشو- الأناضول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال محللون سياسيون صوماليون إن الهجوم المسلح على مركز تجارى بالعاصمة الكينية نيروبى، أمس السبت، كشف عن وجود تنسيق بين تنظيم "القاعدة" وحركة "الشباب المجاهدين" الصومالية التى تبنت الهجوم.

ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنها وزير الداخلية الكينى، جوزيف أولى لينكو، اليوم الأحد، فقد بلغت حصيلة ضحايا الهجوم 59 قتيلا و175 مصابا، بينما لا يزال هناك عدد من المسلحين والمدنيين داخل المركز.

وقال فى تصريحات للصحفيين، إن مئات من أفراد الأمن من وحدات مختلفة لازالوا يحاصرون المركز التجارى، مشيرا إلى أنه يتم إدارة العملية الأمنية بشكل "دقيق" لتجنب سقوط مزيد من الضحايا.

ويعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذى تشهده نيروبى منذ سنوات، كما يعد أكبر هجوم تشهده كينيا منذ توغلها فى الأراضى الصومالية أكتوبر الماضى عام 2011 لمساعدة النظام الصومالى ضد حركة "الشباب المجاهدين".

وتبنت حركة "شباب المجاهدين" المسؤولية عن الهجوم، وهو ما رأى فيه المحللون، إثباتا لقدرة الحركة على شن هجمات رغم إجبارها على الانسحاب من عدة مدن بالصومال وكذلك الخلافات الأخيرة التى تعصف بقياداتها.

وفى تصريحات لوكالة الأناضول قال الإعلامى الصومالى، محمد الشيخ إن الهجمات السابقة لحركة الشباب داخل الأراضى الكينية كانت تتمثل فى إلقاء قنابل على مراكز الشرطة بالمناطق الحدودوية، لكن تنفيذ هجمات من هذا النوع فى عمق العاصمة "دليل على التنسيق القوى بين حركة الشباب وعناصر القاعدة فى المنطقة".

واعتبر أن طرد الحركة من العاصمة الصومالية مقديشو وبعض الأقاليم الجنوبية مؤخرا لا يعنى هدم قوتها العسكرية لأن فلولها لايزالون يقومون بتفجيرات واغتيالات فى قلب العاصمة مقديشو مستهدفين المقار الحكومية والمكاتب الأجنبية والسياسيين، مرجحا أن ينعكس هجوم نيروبى الأخير سلبا على المستثمرين الأجانب الذين يقصدون الدول الواقعة فى منطقة القرن الأفريقى.

وذهب "الشيخ" إلى أن الهجوم هو "أكبر ضربة" تتعرض لها نيروبى منذ العام 1998، حيث تعرضت السفارة الأمريكية لتفجيرات شنها تنظيم القاعدة وأسفرت عن أكثر من 200 قتيل، وربط بين الهجوم وتواجد القوات الكينية فى مدينة كسمايو، جنوب الصومال.

متفقا معه، قال الكاتب الصحفى الصومالى بمركز "الآفاق للخدمات الإعلامية"، عبد الرحمن عثمان، إن هذه الهجمات "أقسى ضربة تتلقاها نيروبى"، التى قالت أكثر من مرة إنها قضت على حركة الشباب فى المناطق الحدودية بينها وبين الصومال.

وحول تداعيات الهجوم على الصوماليين المقيمين فى كينيا قال إنهم "سيدفعون ثمن هذا الهجوم بالتأكيد"، متوقعا تعرضهم لعمليات "انتقامية" فى هذا البلد.

ودعا "عثمان" السلطات الكينية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الصوماليين على أراضيهم، لأنهم ليسوا مسئولين عن تصرفات القاعدة فى المنطقة، كما أن هناك قبائل صومالية تعد جزءا من النسيج الوطنى الكينى ولهم ممثلين عنهم فى السلطة التنفيذية والبرلمان.

كما نوه إلى أن كينيا يقيم فيها أكبر جالية صومالية فى المنطقة حيث لجأت إلى هناك عقب اندلاع الحرب الأهلية فى الصومال 1991، وتمارس الجالية أنشطة تجارية عملاقة وتتمركز فى منطقة "أسلى" بالعاصمة نيروبى.

بدوره يقول عبد الستار حسن، المحلل السياسى الصومالى، إن هذا الهجوم يثبت أن "الخلافات بين قيادات حركة الشباب لم تؤثر على قدرتها على توجيه ضربات ضد العواصم التى تعادى الحركة".

واعتبر "عبد الستار" أن الحركة تهدف من وراء هذه الهجمات إلى "زعزعة استقرار نيروبى وأن تبعث برسالة قوية إلى الدول المتحالفة معها- وعلى رأسها الولايات المتحدة- التى تدعم دول المنطقة فى مواجهة خطر القاعدة" المتمثل فى حركة الشباب الصومالية.

ورجح المحلل الصومالى أن يؤثر الهجوم سلبا على رعايا الدول الأجنبية فى نيروبى، وكذلك السياحة، مشيرا إلى أن الحركة السياحية فى بعض المناطق الكينية ضعفت بسب هجمات أقل قوة فى السابق، وبينها عمليات اختطاف واغتيالات، مردفا "هذا الهجوم النوعى قد يزيد الوضع السياحى سوءا".

وكانت القوات الكينية قد توغلت فى الأراضى الصومالى فى أكتوبر عام 2011، على خلفية اختطاف حركة الشباب سياح أجانب من أراضيها، وهو التوغل الذى قاد إلى أن تتوسع القوات الكينية وتسيطر على المدينة الإستراتيجية كسمايو جنوب الصومال، ومنذ ذلك الحين يهدد قادة حركة الشباب بتنفيذ ضربات عسكرية فى عمق الأراضى الكيينية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة