كلما قرأت عن أعداد أطفال الشوارع، والأعمال الإجرامية للبلطجية، والعنف غير المسبوق فى تاريخنا، تذكرت على الفور أن «جوهر المشكلة» هو الزيادة الكمية فى عدد السكان مع انخفاض النوعية فى ذات الوقت، فلقد تضاعف عددنا فى العقود الأربعة الأخيرة، وكانت هذه الزيادة السكانية فى معظمها لدى الأسر الأكثر عددًا والأشد فقرًا، والتى لا تنال رعاية تعليمية ولا عناية صحية ولا اهتمامًا بالمستقبل، فخرجت الملايين الجديدة من العشوائيات والأحياء الفقيرة والقرى المسحوقة، فكانت النتيجة هى ما نشهده اليوم.. كمٌ هائل من البشر، وتراجع واضح فى نوعية الإنسان المصرى تعليمًا وصحة وتربية وخلقًا، لذلك فإنه يتعيّن علينا أن نمسك بـ«جوهر المشكلة» قبل أن نعالج الأمور سطحيًا، ودون بحث فى الجذور إذا كنا نريد مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.