قال فيليب غانم، نائب الرئيس، والمدير العام لـ"إى دى إس سيكيوريتيز"، شركة الاستشارات المالية العالمية، إن العالم بدأ يتجه نحو العملات الناشئة باعتبارها ملاذا أمانا، وهو ما يمثل طفرة واعدة لاقتصاديات منطقة الشرق الأوسط.
ويحظى سوق تداول العملات الأجنبية بقدر كبير من الأهمية كونه يدعم المعاملات المالية ويعززها.
ففى كل مرة يتم فيها بيع حصة ما أو استكمال اكتتاب عام أو إنهاء عملية اندماج واستحواذ فى الصفقات الدولية، فإن عملية تداول للعملات الأجنبية تحدث فى مرحلة من هذه المراحل.
ويظهر التقرير الأخير لبنك التسويات الدولية، الذى يتابع أنشطة الإقراض المصرفى والتداولات المالية فى أنحاء العالم، أن حجم التعاملات بسوق تداول العملات ارتفع من 4 تريليون دولار إلى 5.3 تريليون دولار فى اليوم الواحد، وهو ما يعد إشارةً واضحة على أن الأسواق المالية لا تزال مستمرة بالتوسع والنمو رغم الأزمة المالية العالمية.
وأضاف غانم، فى بيان صحفى، وصل وكالة الأناضول نسخة منه، "منطقة الشرق الأوسط تستفيد كثيرا من نمو أسواق العملات.. المنطقة بمثابة جسر لتداول العملات من آسيا إلى أوروبا".
وأشار إلى أن الموقع الجغرافى، والزمنى لمنطقة الشرق الأوسط يقدم حلاً استراتيجياً للمستثمرين العالميين وشركات التداول التى تبحث عن تقليل المجازفة، وإطالة ساعات تداولها إلى أقصى حد ممكن.
ويظهر تقرير بنك التسويات الدولية أيضاً أن الدولار الأميركى كان طرفاً فى 87% من الصفقات، مما يعنى أن العملة الأمريكية ستبقى العملة المرجعية للسوق العالمية، كما أن الدولار هو العملة المختارة للتداول حالياً، وقد أثبت قوته كملاذٍ استثمارى آمن.
إلا أننا نشهد ارتفاعاً كبيراً أيضاً فى التداول بالعملات الناشئة كاليوان الصينى والين اليابانى والتى بدأت تستخدم فى الأعمال اليومية كإدارة حساب الأرباح والخسائر إلى جانب الاستثمارات.
ويظهر التقرير الذى نشره بنك التسويات الدولية منتصف الشهر الجارى أن تداول العملات الأجنبية لا زال يتمركز فى الأسواق الرئيسية، حيث تمثل طوكيو، سنغافورة، لندن ونيويورك 71% من حجم التداول مقارنةً بـ66% قبل 3 سنوات، ما يرجعه غانم، لتعرض مراكز التداول الأصغر لخسارة فى أحجام تداولها، فيما تكتسب الأسواق الرئيسية على الطريق المالى العالمى السريع مزيداً من القوة.
وأضاف غانم، "لكن فى ظل تراجع المراكز المالية الأخرى فقد شهدت عمليات التداول المنطلقة من منطقتنا صعوداً دراماتيكياً، لا سيما تلك التى تنطلق من الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بفضل كوننا جسراً بين التدفقات القادمة من سنغافورة إلى لندن، وبفضل السيولة المالية الفريدة فى المنطقة."
وتابع، "الإعلان الأخير عن إعادة تصنيف مورجان ستانلى كابيتال إنترناشيونال للإمارات لتصبح سوقاً ناشئاً وتأسيس سوق أبوظبى العالمى، التى سوف يصبح صانعاً للسوق، سوف يسرعان من هذا التطور".
ومن المقرر أن يبدأ سوق أبوظبى العالمى بتصدير أسعار العملات بين الساعات 07.00 و11.00 (بتوقيت الإمارات) بحيث تتركز أنظار العالم على أبوظبى خلال تلك الفترة من كل يوم.
وأوضح أن الصعود فى تداول العملات الناشئة سوف يبرز بوضوح القيمة التى يمكن أن يضيفها الشرق الأوسط إلى الطريق المالى العالمى السريع.
وقال غانم، إنه فى غضون ثلاث سنوات من الآن، سيرصد بنك التسويات الدولية ارتفاعا فى أحجام تداولات العملات الأجنبية المنطلقة من الإمارات.
وأضاف، "الإمارات لن ينافس لندن أو نيويورك بالتأكيد، لكننا سنحجز مكاناً لنا على الخارطة وسوف نتحول إلى نقطة محورية جديدة لعمليات التداول، وهو ما يمثل تطوراً رائعاً بالنسبة للدولة وللمنطقة عموماً".
بنك التسويات الدولية:حجم تداول العملات يرتفع لـ5.3 تريليون دولار يوميا
الأحد، 22 سبتمبر 2013 08:38 م