"اليوم السابع" فى زيارة لقبرص.. الأهالى يواجهون الانهيار الاقتصادى بالمشروعات الصغيرة وتحويل منازلهم إلى مصانع ..نماذج مصرية تعمل بعيدا عن الأضواء ويفتشون عن مصر الأخرى التى تتجاهلها الحكومات

الأحد، 22 سبتمبر 2013 02:20 م
"اليوم السابع" فى زيارة لقبرص.. الأهالى يواجهون الانهيار الاقتصادى  بالمشروعات الصغيرة وتحويل منازلهم إلى مصانع ..نماذج مصرية تعمل بعيدا عن الأضواء ويفتشون عن مصر الأخرى التى تتجاهلها الحكومات زياة قبرص
رسالة ترودوس.. قبرص .. علا الشافعى وتصوير محسن جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل الأشياء هى تلك التى لا تخطط لها، تأتيك فجأة وتقرر أن تستسلم خصوصا عندما يكون شيئا بعيدا عن مجال تخصصك، ولكن تقرر أن تشارك وبحب لتعرف جزءا من عالم قد يبدو مجهولا بالنسبة لك أو تناسيته فى زحمة الحياة، تجربة تحمل قدرا كبيرا من التحرر، جاءت بعد أن هاتفتنى الصديقة داليا صالح مهندسة مدنية وتعمل فى مجال المقاولات وسألتنى عما إذا كنت أرغب فى الذهاب مع وفد من رجال الأعمال المصريين، إلى قبرص حيث يقومون برعاية عدد من شباب الحرف التقليدية من البدو، ومتخصصى الأعشاب الطبية النادرة، وأجبتها بنعم على الفور ودون تردد وهى الزيارة التى نظمتها مؤخرا جمعية موارد للتنمية البشرية يرأسها "طارق الباز"، أحد أبرز العاملين فى مجال التنمية البشرية، وأيضا واحدا من عشاق سيناء وتحديدا سانت كاترين والوادى الجديد، والذى قضى جزءا كبيرا من حياته فى اكتشاف مصر الأخرى، مصر البعيدة عن الإعلام وصخب الحياة فى القاهرة، مصر التى تمتلك بكارة الأشياء والرغبة الحقيقية فى الإنجاز، وتمثل هدف طارق الباز رئيس جمعية «موارد»، من وراء تلك الرحلة فى إقامة معرض مشترك للصناعات والحرف التقليدية المصرية والقبرصية، والترويج لذلك - من خلال أصدقائه المسئولين ورجال الأعمال والعاملين فى المجتمع المدني، مصريين وقبارصة - إلى واحدة من أجمل وأهم الأراضى فى مصر وهى سيناء، خصوصًا فى ظل تناقص أعداد السائحين الوافدين إليها.

وهى الرسالة التى أمن بها عدد من رجال الأعمال المصريين وأساتذة الجامعة وبعض العاملين فى الأمم المتحدة والمشاريع التنموية، ومنهم رجل الأعمال جورج عياد وشوقى مهنا ومنير ويصا وسيدة الأعمال منى الجزار، وداليا صالح وخبير التنمية البشرية مصطفى مراد ووزير البيئة السابق الدكتور خالد فهمى، ووزيرة البيئة الدكتورة ليلى إسكندر، وعدد كبير من المهتمين والمؤمنين بمصر الأخرى.

ويبدو أن عددا من رجال الأعمال أصر على أن يحول تلك الرحلة إلى حدث، حيث اتفقوا مع الملحق التجارى المصرى بقبرص منال عبدالتواب - والتى تشبه النحلة فى حركتها الدءؤب والتى لا تتوقف عن السعى والعمل والإشراف على كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة الخاصة بالوفد المصرى ونظرائه القبارصة - على تنظيم وعقد عدد من اللقاءات بينهم وبين العديد من رجال الأعمال القبارصة على هامش افتتاح معرض الحرف اليدوية والأعشاب الطبية، فى محاولة لتبادل الخبرات فى ظل الوضع المتأزم فى الاقتصاد المصرى والقبرصي، ومن مفاجآت تلك الرحلة والتى بدأت فكرتها من جبال سانت كاترين أنها أيضا كانت فى إحدى القرى القبرصية فى مقاطعة "ترودوس"، ذات الطبيعة الخضراء الساحرة والمسماة بقلب قبرص الأخضر، وذلك لعرض منتجاتهم الفنية التقليدية وأعشابهم بمشاركة نظرائهم القبارصة.

ومن خلال تلك القرية الصغيرة، أخذنا الدرس الأول فى كيف يكون العمل الجاد، وأن أطراف المدن قد تمثل نقطة انطلاق لتنمية المجتمعات، حيث استقبلنا محافظ ترودوس "بانايوتى" النشط والذى لم يتركنا منذ لحظة وصولنا وحتى مغادرتنا من مطار "ليماسول"، حيث شاهدنا نظافة ونظام القرية إضافة إلى قيام المحافظ باصطحابنا إلى منازل القرية والتى يقوم أصحابها بعمل مشروعات صغيرة تحولت إلى سمة مميزة لتلك القرية وغيرها من القرى المجاورة، وكانت البداية مع أسرة صغيرة حولت جزءا من منزلها إلى مصنع مصغر لتصنيع المربات والحلويات من المنتجات الطبيعية، حتى الباذنجان الأبيض يتحول إلى مربي، أما المشروع الثانى فكان لمنزل آخر يقوم أصحابها باستخلاص العطور من وردة أصلها سورى، ويتم استخدام عطرها فى صناعة الشمع والصابون برائحة الورود، والنبيذ من الورد وأيضا مستحضرات التجميل الطبعية والخالية من الكيماويات.

ويعرض أصحاب هذه المشاريع منتجاتهم فى جزء صغير ومنظم ومنمق أمام المنازل، وبحماس شديد يرد أصحاب هذه المشروعات على أسئلة المشاركين من الوفد المصرى، لأنهم يؤمنون بصدق ويخلصون لما يقومون به، حيث أصبحت منتجاتهم تصدر إلى العديد من دول العالم، وأيضا يؤمن محافظ تلك المقاطعة بأهمية تواجده وتحمسه لما يحدث فى مقاطعته من مشروعات صغيرة تمثل بوابة وبداية التنمية الحقيقية ورافد مهم فى اقتصاد الدول إذا تم الالتفات له، وفى اليوم الثانى من الزيارة تم افتتاح معرض الحرف والمنتجات المصرية القبرصية المشتركة، بمشاركة أصحاب معروضات ومنتجات طبيعية من قبرص وفتيات وشباب سانت كاترين إضافة إلى عدد من مصممى الحقائب اليدوية والإكسسوارات.

وحرصت السفيرة المصرية فى قبرص الدكتورة هبة صلاح الدين على المشاركة فى افتتاح المعرض، ومعها وزيرتا الزراعة والبيئة القبرصيتان، خصوصا وأن حجم التبادل التجارى بين مصر وقبرص خلال عام 2011 قد بلغ نحو 92.6 مليون يورو، محققًا زيادة بلغت نسبتها 24.3%، مقارنة بعام 2010 والذى بلغ فيه حجم التبادل التجارى نحو 74.5 مليون يورو، كما بلغت الصادرات المصرية عام 2011 ما قيمته 71 مليون يورو بزيادة 19% عن عام 2010. وترجع هذه الزيادة، حسب منال عبد التواب مسئولة التمثيل التجارى بالسفارة المصرية، إلى ارتفاع الصادرات المصرية من المنتجات البترولية، خصوصًا وقود النفاثات.

وأكدت القنصل التجارى منال عبد التواب أنه على الرغم من الزيادة الملحوظة التى تحققت فى حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال السنوات الثلاث الأخيرة واحتلال قبرص المرتبة العاشرة ضمن قائمة دول الاتحاد الأوروبى المستثمرة فى مصر، فإنه يوجد مجال لتنمية تلك العلاقة، نظرًا إلى اتجاه الواردات القبرصية من العالم للزيادة عامًا بعد آخر واتجاه قطاع البنوك فى قبرص نحو التوسع الخارجى، حيث قام أكثر من بنك قبرصى بشراء بنوك فى روسيا واليونان وبلغاريا ورومانيا خلال العامين الأخيرين، ويمكن تنمية تلك العلاقات من خلال محورين، هما القطاع الخاص ممثلًا فى الاتحادات وتجمعات وجمعيات رجال الأعمال والمستثمرين، والقطاع الحكومى من خلال الجهات المعنية بالتجارة الخارجية والاستثمار والتى تعتمد على تبادل الزيارات والوفود التجارية، وتشجيع عقد ندوات للتعريف بمناخ الاستثمار فى مصر والأوضاع الاقتصادية الحالية.

كما ألقى بعض رجال الأعمال المصريين العاملين فى مجال العقارات والمقاولات الضوء على التعاون بينهم وبين نظراء لهم فى قبرص من يعملون فى مجال إنشاء المدن الجديدة أو المدن الساحلية مثل مارينا وغيرها، أما وزيرة البيئة الدكتور ليلى اسكندر فشددت على الدور التنموى للمجتمع المدنى وما يمكن أن يقوم به من نقلة حقيقية فى المجتمعات التى تعرف قدره.

وتحتاج تلك الرحلة إلى العديد من الكتابات عن النماذج المصرية التى تعمل بجد، لأجل مصر بعيدا عن الإعلام والأضواء ويبحثون ويفتشون عن مصر الأخرى التى تجهلها أو تتجاهلها الحكومات، رغم الكنوز التى توجد فى بيئتنا، ومن أهم ما خرجت به من تلك الرحلة هو تعرفى إلى العديد من النماذج لسيدات من مصر مشرفات ويعملن فى مجالات مختلفة ويرغبن فى دور حقيقى وفاعل فى نهضة المجتمع المصرى منهن سيدة الأعمال منى الجزار والتى جعلت جزءا مهما من نشاطها اكتشاف ورعاية الحرف اليدوية التقليدية فى مصر تدور فى المحافظات المختلفة تجمع منها وتعمل مع الفتيات والشباب، من أجل الحفاظ عليها وتطوير بعض خطوطها لتلاءم العرض والبيع فى أوروبا.

ولا تتردد فى الذهاب والسعى من دولة إلى أخرى للتعريف بتلك الحرف وكل حلمها أن تلتفت الدولة الى هذه الصناعات والتى تحتاج إلى رعاية حقيقية بدلا من أن تندثر ومنها صناعات "الشيلان" وصناعات النول وغيرها، وأيضا داليا صالح المهندسة الشابة، مهندسة مدنية، خريجة الجامعة الأمريكية والتى تسعى جاهدة لإنشاء أكاديمية تدريبية من أجل رفع المستوى التدريبى للمهندسين حديثى التخرج وأيضا العمالة المصرية، حيث ترغب فى تغيير مفاهيم تلك العمالة وعلاقتها بحرفتها وبرب العمل الذى تعمل عنده، وغيرهن من نماذج السيدات المصريات المتميزات.














































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة