هشام يحيى يكتب: الباحثون عن قضية

السبت، 21 سبتمبر 2013 05:31 م
هشام يحيى يكتب: الباحثون عن قضية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنه يحارب لأجل شىء ما .. الفكرة ليست ذلك الشىء الذى يحارب لأجله وإنما الفكرة أنه يحارب .. فقط .

أخيرًا وجد قضية يدافع عنها ويموت ويحيا لأجلها .. لا يهم ما هو مضمون القضية يكفى إنه وجد شيئًا يموت لأجله وسيترك البحث فى المسميات لوقت لاحق! لقد وجد سببًا كافيًا ليصبح بطلا، وسيفوز حتمًا بتعاطف الجميع .. ومن السهل أن يتعايش فى تمثيل الدور ومن الأسهل أن يصدق نفسه لدرجة اليقين، فما أجمل دور البطولة وما حقر البطل والممثلين ولسان حالهم يقول: تموت القضية .. ويموت السبب وتحيا بطولتنا.

إنها لعبة البحث عن المقعد .. إنها أشبه بلعبة الكراسى الموسيقية، إن الإنسان كمن يركب القطار بلهفة قبل أن يتحرك .. ويستمر بالسعى داخل القطار بحثًا عن مقعد خال وفى مكان مميز .. وبعد إيجاد أحد المقاعد الخالية بمحض الصدفة تبدء رحلة الدفاع المستميت عن ذلك المكان، وكأنه قد خلق ليكون ملكه، ومحفور علية اسمه وصورته.
وما أقصر الرحلة وما أحقر المقعد وما أرخص القطار وجميع ركابه الموهومين!

لقد نسى الجميع أنهم يريدون الوصول، بل وربما لا يعرف الكثير منهم إلى أين يتجه! إنه يريد المقعد فقط.

ألم تفكر لحظه فى الهروب؟ ألم يخطر ببالك أن تترك مقعدك للمتلهفين علية وتقفز من نافذة القطار؟ ربما لن يهتموا لأمرك كثيرًا فالأهم لهم هو الهجوم علي مقعدك الذى يبدو كقطعة لحم دسمة سترميها على كلاب شرسة كانت تستهدفك فى البداية!

ماذا سيحدث لو تنازلت عن البطولة المزعومة؟ ومزقت أوراق قضيتك المزيفة التى كنت تدافع عنها بقلب من حديد! وتركت أرض المعركة التى يتحارب فيها طرفان من الجنود المرتزقة على أرض لا يمتلكوها ولا يستحقون حتى أن يدفنوا فى ترابها
فليموت الهدف إن كان بلا معنى حقيقى، وتموت القضية إن كانت لا تستحق الترافع، وليكن مصير القطار المتكدس بالملهوفين على مقاعدة كمصير قطاراتنا المصرية المنكوبة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة