مصطفى الفقى: يجب أن يقوم الإخوان بمراجعات فكرية بعد اصطدامهم بالشعب

السبت، 21 سبتمبر 2013 08:48 م
مصطفى الفقى: يجب أن يقوم الإخوان بمراجعات فكرية بعد اصطدامهم بالشعب مصطفى الفقى
كتبت سمر سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المفكر السياسى، الدكتور مصطفى الفقى على ضرورة أن يكون هناك مراجعات فكرية لجماعة الإخوان المسلمين قائلا: "لو كنت المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أو أحد القيادات الفاعلة فى مكتب الإرشاد لدعوت إلى مراجعةٍ شاملة لفكر الجماعة ودورها على أن يكون ذلك بكل موضوعية بعيداً من الأوهام والهواجس كى تتحوَّل الجماعة إلى حزب سياسى عصرى يخرج من عباءة الماضى وينبذ العنف".

وتابع الفقى: "بدءاً من أن الأمة هى مصدر السلطات مع قبول كامل لمبدأ تداول السلطة ودوران النخبة والكف عن استخدام الإسلام الحنيف فى السياسة، مع الاعتراف الكامل بالآخر والتوقف عن ترويع الغير أو اللجوء لممارساتٍ تتسم بالعنف مهما كانت الظروف".

وقال الفقى فى تغريدات ليه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "لقد كنت أقول دائماً فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك إننى ضد فكر جماعة الإخوان المسلمين بمئة وثمانين درجة تقريباً لكننى أيضاً مع حقهم فى ممارسة الحياة السياسية بالدرجة نفسها شريطة الخروج من الشرنقة التى دخلوا فيها منذ ثمانين عاماً ولم يخرجوا منها قط فاصطدموا بالسلطة فى كل عهود الحكم منذ نشأة حركتهم ولما جاءتهم السلطة بعد طول انتظار كان لا بد لهم من صدام جديد وهو الصدام مع الشعب بمعظم طوائفه وفئاته وقطاعاته".

وأضاف الفقى، "لم نرَ المصريين يحتشدون من قبل بعدد يفوق الثلاثين مليون بشهادة المواقع المعترف بها دولياً التى أكدت ذلك الرقم إلا احتجاجاً على حكم الإخوان فلقد أثبتت سنة واحدة فى حكمهم لمصر أنهم لا يعترفون بالآخر ولا يؤمنون إلا بجماعتهم حتى قبل وطنهم تلك هى المأساة الكبرى فى فكر الجماعة وفعلها لأنها تشير بوضوح إلى أن البعد الوطنى والدافع القومى لا يمثلان إطاراً فكرياً لهم فذلك آخر همهم، ولكن الذى يعنيهم هو الجماعة ودورها فى التنظيم العالمى للإخوان المسلمين، ولقد اكتشف المواطن المصرى ورجل الشارع فى العاصمة والدلتا والصعيد وأطراف البلاد كلها أننا أمام تجربةٍ غير مسبوقة فى السلطة المصرية".

وتابع: "كثيراً من التنظيمات السياسية والتجمعات الفكرية عندما انتكست وتعرضت لصفعة كبيرة، تعاملت مع الواقع بشجاعة وجديّة وبدأت سلسلة من المراجعات والنقد الذاتى فى تجرد يصل إلى حد القسوة أحياناً من أجل ميلاد جديد يتلافى أخطاء الماضى ويتحاشى سيئاته، لقد وصل الإخوان إلى السلطة بعد شوق طويل ومعاناة كبيرة خصوصاً أن جزءاً كبيراً من عملهم كان عملاً سرياً يخضع للمتابعة والمراقبة والتعقب".

وقال: "كان من المتوقع أن يمثل وصولهم ذلك نقطة تحول حقيقية فيها مصارحة ومكاشفة وتعامل أمين مع الواقع، ولكن ذلك لم يحدث وجاء بديلاً عنه نوع من العزلة والاستعلاء غير المبرر فضلاً عن حالة التقوقع التى يفضلون العيش فيها فلا يتحمسون كثيراً لغيرهم ولا يعملون إلا فى ذلك الإطار الذى يقوم على الإيمان المطلق بالجماعة والجماعة وحدها تأثرت الجماعة عند قيامها فى نهاية عشرينات القرن الماضى وبداية الثلاثينات منه بالحركة الماسونية فى جانب والتنظيمات الأوروبية الصارمة فاعتنق المؤسسون الأوائل مفهوم الولاء المطلق والإيمان الكامل والطاعة العمياء كأسلوبٍ للتعامل فى ما بينهم مع حدود قاطعة وفكر لا يقبل الآخر ولقد عانت الجماعة كثيراً بسبب الشعور بالإقصاء والاستبعاد".

وقال الفقى: "يتساءل الكثيرون عن مستقبل العلاقات المصرية الروسية بعد سقوط حكم الإخوان فى مصر، وهنا نلفت النظر إلى أن روسيا القيصرية والسوفيتية والاتحادية تنظر بقلق إلى حركات الإسلام السياسى بسبب ما تعانيه فى الشيشان وغيرها".


وأضاف الفقى قائلا: "فضلاً عن التاريخ المتوتر بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والتيارات الإسلامية المتشددة عبر مراحل التاريخ المختلفة، حتى أن قيصر الروس قد عرض فى القرن التاسع عشر أن يكون حاميًا لأقباط مصر".


وتابع الفقى قائلا: " كما أن ما يجرى فى سوريا يضيف بعدًا آخر لمحاولة الروس البحث عن بديل لاحتمال سقوط النظام فى دمشق، وهناك عامل ثالث هو عودة أجواء الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن حتى ولو فى إطارها الاقتصادى فقط، فالقوى الكبرى تبحث عن موقع قدم فى الشرق الأوسط الجديد، يجب أن نفكر فى مستقبل علاقات موسكو والقاهرة فى ضوء هذه الاعتبارات".









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة