كريم عبد السلام يكتب: لماذا يشارك حزب النور فى لجنة «الخمسين» بمنطق الشريك المخالف؟.. الحزب يعرف أن شعبيته والإخوان فى الحضيض.. لكنه يراهن على انسحاب إعلامى والحشد للتصويت بلا فى الاستفتاء

السبت، 21 سبتمبر 2013 02:35 ص
كريم عبد السلام يكتب: لماذا يشارك حزب النور فى لجنة «الخمسين» بمنطق الشريك المخالف؟.. الحزب يعرف أن شعبيته والإخوان فى الحضيض.. لكنه يراهن على انسحاب إعلامى والحشد للتصويت بلا فى الاستفتاء كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان عنده كل الحق، الرئيس الراحل أنور السادات فى عبارته الشهيرة التى يحلو للفضائيات إذاعتها هذه الأيام «مفيش فرق بين الإخوان والجماعات الإسلامية، كلهم واحد»، ورغم أنه هو من حضر لنا هذا العفريت وأدخله حياتنا السياسية من أوسع الأبواب ليضرب الناصريين واليساريين، فإنه كان يتصور- خطأ طبعا- أن الجماعات المتطرفة عموما عندما تأخذ فرصتها فى العمل تحت الضوء ستنسى العمل السرى والعنف وتقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية و تداول السلطة.
هذا التعميم الصحيح الذى افترضه الرئيس السادات يحضر بقوة هذه الأيام كمرآة تعكس طبيعة مشاركة حزب النور فى لجنة الخمسين لتعديل دستور الغريانى المشوّه، طبقا لخارطة الطريق للمرحلة الانتقالية، الأمر الذى يقودنا لسؤال ضرورى: «لماذا قرر حزب النور أصلا المشاركة فى خارطة الطريق وفى خطواتها التنفيذية؟».
حتى نعرف كيف يتحرك «النور» فى لجنة الخمسين، لابد أن نذكر بأن مشاركته فى خارطة الطريق كانت مرتبطة بأمرين، الأول استخباراتى، بحكم كونه حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والإخوان وسائر أطياف ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، والثانى كونه الأداة السياسية التى يمكن بواسطتها لـ«الإخوان» والمتحالفين معها من الجماعات المتطرفة أن تربك المشهد السياسى فى لحظة تراها مناسبة لإحياء شعبيتها فى الشارع ومحاولة الانقضاض على السلطة مرة أخرى.
هذه المشاركة المشبوهة فى خارطة الطريق والتى فضحتها تسجيلات كشفتها الأجهزة المصرية فى توقيت مناسب وتعرضت بسببها لضغوط هائلة حتى لا تكشف محتواها التفصيلى والدور الذى كان يلعبه حزب النور تحديدا لتعطيل تشكيل الحكومة، حتى ينفذ الإخوان عمليات دموية بالاصطدام بالجيش، أسفر فشلها عن ضغوط مضادة حكمت وما زالت تحكم مشاركة حزب النور فى لجنة الخمسين وخارطة الطريق عموما، لكنها لم تستطع تقويم مشاركة الحزب حتى تكون خالصة لوجه الله والوطن.
حزب النور ُمجبر لا بطل على المشاركة والاستمرار فى لجنة الخمسين، ولو تُرك الأمر لقيادات الحزب لكانوا كلهم خالد علم الدين الذى وصف اللجنة بالعلمانية الإقصائية، أو بسام الزرقا الذى ينصب نفسه مدافعا عن مواد الهوية متعنتا، وكأنه تجسيد للإسلام بينما هو من هو فى «سماع الكلام» من آن باترسون وأضرابها، قبل أن ينتهى به الأمر للانسحاب متعللا بظروفه الصحية.
الحرص من عمرو موسى رئيس اللجنة أن تضم وجوها محسوبة على الأحزاب الإسلامية هو ما دفعه للقاء يونس مخيون رئيس حزب النور أكثر من مرة وتصعيد المرشح الاحتياطى للحزب بديلا لبسام الزرقا المنسحب، إثر خلاف فى لجنة المقومات الأساسية حول حذف المادة 219 التى وضعها الغريانى و«ألاضيشه»، مقابل الإبقاء على كلمة مبادئ الشريعة الإسلامية فى المادة الثانية من الدستور.
لكن حرص عمرو موسى على مشاركة النور فى اللجنة لن يغير من طبيعة مشاركة الحزب الذى يصر أن يلعب دور الشريك المخالف، وأن يفتعل معركة رمزية داخل اللجنة حول ما يسمى بمواد الهوية رغم وجود ممثلين للأزهر الشريف فى اللجنة لا لشىء إلا لتغطية انسحاب ممثلى الحزب فى اللحظات الأخيرة، ثم الانضمام رسميا لمعسكر الإخوان وإدارة معركة جديدة فى الشارع قبل الاستفتاء قائمة على الاستقطاب الدينى المباشر وتوجيه خطاب للبسطاء، يقوم على أن تعديلات الدستور ضد الإسلام، وأن الصيغة المعدلة صيغة علمانية، ويجب التصويت عليها بالرفض لنوال مرضاة الله ورسوله.
إذن، خارطة الطريق الحقيقية التى يشارك فيها حزب النور، هى خارطة طريق الإخوان والبناء والتنمية، وهى خارطة تقوم أساسا على إعاقة الاستفتاء على الدستور والحيلولة دون إتمام الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومن ثم الإبقاء على المرحلة الانتقالية مفتوحة بأى ثمن، حتى يمكن تغيير الوضع المستقر على الأرض مع المراهنة دوما على العامل الخارجى، سواء الإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوربى.
لكن حسابات حزب النور والإخوان ليست دقيقة ولا تعترف بالتغير الجذرى الذى طرأ على الشارع المصرى، فالجيوب المتطرفة فى المناطق العشوائية لن تستطيع أن تفرض إرادتها عدديا على الكتلة الصامتة التى تكلمت فى 30 يونيه، وما بعدها وأبدت رفضها الواضح لكل ما يمثله الإخوان وحلفاؤها، وهذه الكتلة الصامتة أيضا هى من سيضع خارطة طريق الإخوان والنور فى حجمها الحقيقى فى الاستفتاء على تعديلات الدستور، وسيخسر النور كما سيخسر الإخوان بعملية الحشد المضادة للتعديلات فى الشارع لكنها على العموم ستكون فرصة طيبة قبل الانتخابات البرلمانية حتى تفصح عن نفسها الوجوه وحتى يختبر المرشحون ثقلهم الجماهيرى، وحتى هذا الحين ليهنأ ممثلو النور بدور الشريك المخالف فى لجنة الخمسين، وباعتقادهم أن لا أحد يرى ألاعيبهم وصفقاتهم المشبوهة خارجيا وداخليا.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

حزب الضلمة بينفذ اوامر ان باترسون

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

نعم للاستقرار

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي

حزب النور يطبخ لعبة كبيرة مع الاخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة