عصام كرم الطوخي يكتب:الحياة كل لا يمكن تجزئته

السبت، 21 سبتمبر 2013 07:11 ص
عصام كرم الطوخي يكتب:الحياة كل لا يمكن تجزئته صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعوبة الحياة تفقدنا الكثير من التوازن المطلوب فيها بين كثير من الأدوار المطلوب أداءها بطريقة طبيعية، فنجد العديد منا قد يسير في مجال واحد فقط حدده لنفسه، ويتجاهل أشياء رائعة فى حياته، قد لا يكون ذلك بمحض إرادته مع إنه كان فى أشد الاحتياج لتناغم تلك الأشياء، وبالفعل قد نحقق نجاحات مبهرة فى مجال بعينه، ولكن قد نفقد معها الصحة والأسرة والأصدقاء.

فقد يجد الإنسان نفسه بدون أن يشعر مشدود فى كثير من الاتجاهات، لا يعرف كيف يوفق بينها، وكأنه فى متاهة، وقد لا يستطيع الخروج من دائرة المعتقل التى كان هو ضحيتها، ولا يستطيع فك قيودها منها بسهولة، فيفقد التوازن بين هذه الأدوار يقول غاندى: "لا يمكن للمرء أن ينجح فى قسم من حياته، بينما هو لا يحسن صنعًا فى باقي الأقسام، فالحياة كل لا يمكن تجزئته. "

لذلك تجد البعض وقد تبرمج على أداء عمله بطريقة آلية، وقد يؤديه بامتياز نتيجة تدريبه على أسلوب ونهج معين، وإذا خرج عن ذلك الإطار الذى يتبعه لأداء شىء آخر يفشل كونه لا يدرك كيفية التعامل مع الأدوار الأخرى، ولا يستطيع تخطى الحواجز التى تواجهه.

فما نواجهه هو تجزئة النظر إلى الأشياء كونها منفصلة عن بعضها البعض، والأسلوب الفكري المتبع تجاهها.
لا شك أننا نعيش في بيئة متكاملة رغم صعوبتها، وكل دور فيها لو حدث فيه خلل يؤثر على الآخر، ويفقدنا التوازن المطلوب في الحياة من الناحية الشخصية والعاطفية والأسرية والصحية والاجتماعية.

فما نمر به هى حواجز وعوائق نحن صنعناها وفرضناها على أنفسنا، وقد لا تستطيع التوافق بين جميع الأدوار فى وقتها نتيجة تشابك الخيوط بها، ولكن حاول أن تجد حالة من التناغم بينهم كونها ضرورية لك فيما بعد.

تذكر دائمًا أن القليل جدًا من يدرك حقيقة ذاته، ويعيد النظر فيها من آن إلى آخر، ويعيد ترتيبها من الداخل، فالكثير منا غرباء بعيدون كل البعد عنها، فالإنسان فى صراع مستمر مع ما لذة وطاب من أوهام الحياة، ومع إنه يدرك حقيقة فناء من عليها وقصر الحياة، إلا إنه مصر على طمس معالم الخير بداخله، والوصول بأقصر الطرق إلى ما يريده ويبرر لنفسه ما يفعله ويعيش أوهام اغترابه عن نفسه وعن الحياة.

حاول أن تحسس الدفء الروحانى والكونى بجوار سعيك تجاه أحلامك، حاول أن تبتعد عن صراعاتك أو تأخذ هدنة مع نفسك لترى عن قرب الحقيقة المؤلمة التي نعيشها، برغبة قاتلة لقتل أجمل ما في عمرنا من ثوابت ومبادئ الحياة، وكأننا نتلذذ بتعذيب أرواحنا بالبعد عنها، فالأشياء المادية ليست كل شىء.
فالعمر قصير جدًا وقد لا يتسع لكل ما نفكر فيه ونحلم به، وكل ما نسعى إليه ونحاول أن ندركه ونتعلمه نجده قليل جدًا .

لذلك قد لا تكلفك أفعال أو كلمات بسيطة شىء، ولكن أثرها في حياة من حولنا لها مفعول السحر, تفاعل مع أصدقائك وجيرانك وأهلك ومجتمعك وصحتك وأسرتك ....، واجعل لهم قدرًا مهمًا فى حياتك على قدر حبك واستطاعتك، فكل من تقابله يخوض هو الآخر معركة لا تقل أهمية عما تواجهه أنت فى الحياة، فمد يدك وأقبل على الحياة بيقين ثابت لعله هو الآخر يستجيب لنداء الكون وتناغمه معك، فبدون ذلك سنظل كما نحن فى دائرة مفرغة، ومتاهة نتوارثها ونقحم من حولنا أن يسيروا مثلنا ونكرر مأساة الحياة بصورة مخزية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة