سعيد الشحات يكتب: فى محاولة فهم مواقف أبوالفتوح.. ابحث عن التناقضات التى أسقطته فى انتخابات الرئاسة.. لم يتوقف بعمق أمام الموقف الغربى ولم يع أن اللحظة التى تعيشها مصر لا تحتاج إلى «رمادية» الرؤية

السبت، 21 سبتمبر 2013 02:43 ص
سعيد الشحات يكتب: فى محاولة فهم مواقف أبوالفتوح.. ابحث عن التناقضات التى أسقطته فى انتخابات الرئاسة.. لم يتوقف بعمق أمام الموقف الغربى ولم يع أن اللحظة التى تعيشها مصر لا تحتاج إلى «رمادية» الرؤية سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين أعلن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ترشحه لانتخابات الرئاسة الماضية، كان جواز مروره «الدعائى» أنه من مرشحى الثورة، وخلال عام مضى يأتى السؤال: ماذا حدث لهذا «الجواز المرورى؟».
أيده ثوار ويساريون وليبراليون وقوميون، فأصبح لهذا «الجواز المرورى» مفعول السحر، وبالغت شخصيات مؤيدة له فى الحديث عن قدراته، إلى حد أن شخصية بوزن الدكتور وحيد عبدالمجيد قال إنه يجد فيه شخصية مصر المتنوعة، وعدد الدكتور حسن نافعة مزاياه السياسية، وكذلك فعل الكاتب والأديب جمال الغيطانى، والدكتور عمرو الشوبكى، وتسلطت مصابيح الإنارة بإبهار على وائل غنيم وهو يسير فى اتجاه المسرح المعد لمؤتمر كبير فى الإسكندرية، ليعلن تأييده لـ«المرشح الذى يعبر عن الثورة»، وهاجم الدكتور يوسف القرضاوى جماعة الإخوان بعنف لأنها دفعت بمرشح لها ضده، ولنفس السبب أعلن الدكتور كمال الهلباوى استقالته على الهواء مباشرة من جماعة الإخوان، وبعد اجتماعه مع الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، وإعلان تأييده، قال الشاعر عبدالرحمن يوسف أكبر مؤيديه: «مبروك لعبدالمنعم أبوالفتوح رئاسة مصر».. أما حزب الوسط فلحس تأييده للدكتور محمد سليم العوا الذى جاء بتصويت فى صناديق زجاجية، وتحول فى اندفاع كبير إلى تأييد أبوالفتوح، ولعب الثنائى أبوالعلا ماضى رئيس الحزب ونائبه عصام سلطان، دورًا ملحوظًا فى الحرب الإعلامية و«السرية» ضد حمدين صباحى من أجل تفريغ الساحة لـ«أبوالفتوح».
هل كان أبوالفتوح «سياسيًا» على مستوى هذا الزخم من التأييد الذى كان يزداد يومًا بعد يوم حتى وضعته استطلاعات الرأى فى المقدمة، وأدت به كما يقول وسطاء حاولوا الجمع بينه وبين حمدين صباحى فى صيغة نائب ورئيس: كان يتحدث بغرور كبير، واستعلاء يؤكد على تربيته الإخوانية!
يمكن أن نحصل على الإجابة من النتيجة النهائية التى حصل عليها أبوالفتوح، والتى جعلته فى المرتبة الرابعة بـ4 ملايين صوت، يسبقه حمدين صباحى بـ 5 ملايين صوت، أطل هذا الفشل برأسه قبل الانتخابات بفترة قليلة، بدءا من مناظرته الشهيرة مع عمرو موسى والتى ساهمت فى تخفيض شعبية الاثنين، وكانت هذه المناظرة كاشفة لحقيقة مهمة أظن أنها هى كلمة السر التى زادت من ضعف عبدالمنعم أبوالفتوح فيما بعد، ووصلت إلى الذروة فى الأسابيع الماضية، فماذا عن هذه الحقيقة؟
أعطت نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية، حقيقة أظن أنها لم تأخذ حقها فى التقييم، وهى أن الناخبين أعطوا أصواتهم بقوة للمرشحين الواضحين وأصحاب الرؤى الجذرية، مهما كان حجم الغضب لفئات أخرى منها، وكان فرسان هذا المنحى ثلاثة هم: محمد مرسى، وأحمد شفيق، وحمدين صباحى، الأول كان يمثل جماعة الإخوان بمشروعها التقليدى، وأحمد شفيق كان ي مثل نظام مبارك دون مواربة، وحمدين كان يحمل مشروع العدل الاجتماعى والكرامة الوطنية برؤيته الناصرية المتطورة، أما مشروع أبوالفتوح فكان هو إرضاء الجميع، فمع السلفيين يتحدث عن ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ومع الليبراليين يتحدث عن الدولة المدنية، ومع الإخوان، يتحدث عن أنه ترك التنظيم إداريًا لكنه ابن فكرته، ومع اليساريين يتحدث عن العدل الاجتماعى، ومع الثوار يتحدث عن الثورة.
أراد أبوالفتوح أن يرضى الجميع لكن ذلك كان هو الفخ الذى صنعه لنفسه، والذى فهمه الناخبون بذكائهم فتحولوا عنه، ولم يعد يقنعهم مسألة أنه الرجل المطرود من جنة الإخوان، وأن الوقوف إلى جانبه يعنى الثأر من الجماعة، ويوما بعد يوم تأكدت حقيقة جوهرية وهى أن لعبة السير على حبل «إرضاء الجميع» لم تقم على أعمدة مشروع فكرى وسياسى حقيقى، وأعتقد أن هذا هو سر أزمة عبدالمنعم أبوالفتوح حاليًا وحزبه «مصر القوية».
فى تقسيم الكتل التصويتية التى تذهب إلى أى مرشح، هناك من ينتخب مرشحه اقتناعا بمشروعه السياسى دون الالتزام بالتنظيم، وهناك من ينتخب التزاما بالتنظيم حتى لو لم يكن هناك مشروع سياسى، وهناك من ينتخب تأثرا بالدعاية، وهناك من ينتخب التزاما بتحالفات جماعته السياسية، وفى حالة عبدالمنعم أبوالفتوح، كانت كتلته التصويتية خليطا من مطاريد الإخوان، وتحالف مع قطاع من السلفيين، وناخبين تأثروا بدعاية رموز ليبرالية لصالحه، ولما انتهى مولد الانتخابات بحث هذا الخليط عن تفرد مرشحهم الذى يقودهم إلى الاندماج معه فى مشروع سياسى يكون بديلا لما هو قائم، فلم يجدوا، ومع مرور الأيام ترقبوا فلم يجدوا.
بين هذا وذاك، أصبح مشروع عبدالمنعم أبوالفتوح باهتًا وحتى يذكر الناس بأنه موجود، اتخذ طريقًا «ثالثًا» بين حكم الإخوان، والمعارضة التى احتشدت ضدها ممثلة فى جبهة الإنقاذ، والأصل يأتى من اللحظة التى أراد أن يرضى فيها الجميع، رغم المسارات الفكرية المتناقضة بين هذا «الجميع»، وأدى ذلك إلى الوقوع فى تخبط الرؤى، والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، خذ مثلًا موقفه من الإعلان الدستورى لمرسى، حيث سارع بتأييد مبادئ فيه، ورفض أخرى، متناسيًا أن الأصل فيه هو الروح الديكتاتورية التى أصدرته، خذ مثلا حكم مرسى، فبعد انتقاده له تصاعد هجومه إلى درجة أنه كان من أوائل الذين طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة، وأكد على ذلك أكثر من مرة، لكن تناقضاته تجلت فيما بعد، بدءًا من حديثه عن الاستفتاء حول ذلك، ثم موقفه المتذبذب حول خروج ملايين الشعب المصرى يوم 30 يونيو، ومساندة الجيش مما أدى إلى عزل مرسى وسقوط حكم الإخوان، وطرح خريطة طريق جديدة، وتحول التذبذب إلى تناقض، حيث وصف عزل مرسى بالانقلاب، لكنه مع خريطة الطريق، فكيف يأتى ذلك؟، أما فض اعتصامى رابعة والنهضة فوصفهما يومها بأنه «يوم أسود» فى تاريخ مصر، وطالب باستقالة رئيس الجمهورية عدلى منصور والفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وقفز بذلك على حقائق مهمة، فالاعتصام كان أكبر من مجرد اعتصام يجمع مؤيدى مرسى، وإنما كان يهدف إلى شق مصر، والدخول بشعبها إلى حرب أهلية، والغريب فى ذلك أن أبوالفتوح لم يلفت نظره مثلًا، كل هذا الغضب الأمريكى والغربى مما حدث فى 30 يونيو، ثم فض اعتصامى رابعة والنهضة، لم يستوقفه أن «الحظيرة» الغربية لا تفعل ذلك بكاء على حقوق الإنسان والديمقراطية، وإنما لتخوفها من أن تكون مصر قد عثرت على لحظتها التاريخية فى معركة شعبها من أجل الاستقلال الوطنى، تلك اللحظة التى سلم مفاتيحها حكم الإخوان للغرب. لم يتوقف أبوالفتوح بعمق أمام هذا الموقف الغربى، ولم يع أن اللحظة التى تعيشها مصر لا تحتاج إلى «رمادية» الرؤية، مما أدى إلى اتهامه من البعض بأنه «الخيار» الأفضل للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وتلك مبالغة، لكن لو بحثت عن أصولها ستجد أنها بدأت من اللحظة التى تصور فيها أن مبدأ إرضاء الجميع سيصعد به إلى سدة الرئاسة، متناسيًا أن إرضاء الجميع يغضب الجميع، طالما يقوم على أعمدة هشة، وطالما يفتقد إلى برنامج سياسى ينفع الناس.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

3 ستات خربوا مصر

ابو ايمن وباكتنجان وابو الفتوح

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد أبو الدهب

*** المعادلة واضحة جداً: أبو الفتوح = إخوان ***

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة