بير شتاينبروك الاشتراكى الديمقراطى، الذى يحلم بالفوز على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى الانتخابات التشريعية غدا، الأحد، خطيب بارع يتسم بحس فكاهة لاذع غير أن ما يبقى عالقا فى الأذهان عنه هو الهفوات التى ارتكبها خلال حملته الانتخابية.
ولا يحظى خبير الاقتصاد المنتمى عائلة ميسورة من هامبورغ (شمال) بأى فرصة فى الفوز على المستشارة، التى تشير التوقعات إلى بقائها فى السلطة لولاية ثالثة، وهى تتمتع بشعبية قياسية وتتقدمه بفارق هائل فى استطلاعات الرأى.
وأول صورة تتبادر إلى الأذهان عن شتاينبروك (66عامًا) هى صورة مرشح يرفع إصبعه الأوسط فى إشارة بذيئة على غلاف إحدى المجلات قبل أسبوع من موعد الانتخابات.. وإن كانت هذه الصورة أثارت ما يشبه صدمة، إلا أنه بررها فى وجه الانتقادات الشديدة قائلا "إنها إشارة ساخرة" خلال جلسة تصوير بعيدة عن الرسميات، داعيا مواطنيه إلى التحلى بروح الفكاهة.
وهذه القصة التى يمكن أن تكون مضحكة ولم يتضح تأثيرها الحقيقى على الرأى العام، تختزل حملة انتخابية تورط فيها مرشح الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى سلسلة من السجالات على حساب النقاشات الفعلية حول قضايا جوهرية سعى إلى فرضها فى صدارة الجدل السياسى.
وعاد شتاينبروك، وزير المالية السابق، فى حكومة ميركل (2005-2009) المعروف بجدارته وحسن إدارته للأزمة المالية، وتقدم بعض الشىء فى استطلاعات الرأى خلال الأيام الأخيرة إثر مداخلات تليفزيونية ناجحة، غير أن ذلك لن يكون له تأثير على نتيجة الانتخابات من شدة فشل حملته.
فبعد شهرين بالكاد على تعيينه مرشحا للحزب الاشتراكى الديمقراطى فى سبتمبر 2012، نقلت عنه صحيفة بيلد الواسعة الانتشار قوله بأنه لا يمكن أن يشترى "أبدا زجاجة نبيذ بخمسة يورو فقط" لأنها لن تكون جيدة بما يكفى بالنسبة له، وذلك خلال نقاش حول مبلغ المساعدات المخصصة للعائلات.
وجاءت هذه الهفوة بعد قليل على سجال أثير حول المبالغ، التى يتلقاها مقابل المحاضرات، التى يلقيها لدى الشركات الكبرى، وهو النشاط الذى در عليه 1,25 مليون يورو خلال ثلاث سنوات.
واحتدم السجال أكثر حين اعتبر راتب منصب المستشار "غير كاف" نظرا إلى عبء المسئوليات.
وكل هذه الأمور ساهمت فى تكوين صورة رجل مادى بعيد عن الطبقات الشعبية، التى كان عليه السعى للحصول على تأييدها مجددا بعد خيبات الأمل الناجمة عن الإصلاحات الأليمة، التى فرضها المستشار غير هارد شرودر مطلع عام ألفين.
ومن "سوء حظ" شتاينبروك أنه عين وزيرا للمالية فى أوج الأزمة الاقتصادية فى نهاية 2008 و2009، فى حكومة ائتلافية واسعة مع المحافظين.
فقد أثر الانكماش الاقتصادى حينها سلبًا على المالية الألمانية ومنعه من جنى ثمار سياسة الانضباط المالى القاسى التى طبقها والتى أغضبت الكثيرين، ومن بينهم أعضاء فى حزبه.
فهذا النائب لم يتمكن من أن يجسد عام 2013 برنامج الحزب الاشتراكى الديمقراطى المنحاز إلى اليسار، ولا سيما مع إقرار الحد الأدنى للأجور ب8,50 يورو للساعة.
غير أنه أثار تعاطفا فى ألمانيا خلال مؤتمر لحزبه فى الربيع، فى وقت كانت شعبيته فى تدهور شديد.. فعندما كانت زوجته غيرترود تتحدث عن سعادتهما العائلية قبل ترشحه فى الانتخابات التشريعية، انهمرت الدموع من عينى شتاينبروك، وبقى لبعض الوقت عاجزا عن الكلام.
ومنى هذا الرجل بهزيمة نكراء فى مايو 2005 عندما خسر إقليم شمال الراين- ويستفاليا معقل اليسار العمالى الذى قاده لعامين ونصف العام. وكان فوز اليمين فى هذه المنطقة الأكثر اكتظاظا فى ألمانيا حمل شرودر إلى الدعوة لانتخابات مبكرة أوصلت ميركل إلى سدة الحكم.
وإن كان شتاينبروك خطيبا بارعًا، إلا أنه لا يبدو مرتاحا على الأرض، عندما يكون على اتصال مباشر مع المواطنين.
وشتاينبروك الذى غالبا ما وصف بأنه رجل قادر على تحمل الأعباء والمثابرة فى العمل على تحقيق أهدافه، سعى للظهور فى مظهر المرشح الصادق فى مواجهة مستشارة يعتبرها باهتة ومراوغة، ولو أدى ذلك إلى إثارة الشكوك حول قدرته على تولى مهام هذا المنصب.
وقال فى خضم الجدل حول صورته على غلاف المجلة "كنت على حقيقتي، كما أنا.. أننى أرد بعفوية.. لا بد من إضفاء بعض الطرافة إلى الحملة".
وقال الخميس فى مؤتمر صحفى "أريد أن يعرف الألمان إلى أين يسيرون معي" منددا بميركل التى "لا يعرف أحد إلى تريد الذهاب".
بير شتاينبروك الخبير الاقتصادى الذى أراد الفوز على ميركل
السبت، 21 سبتمبر 2013 08:39 م
بير شتاينبروك الاشتراكى الديمقراطى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة