د. حسن صادق هيكل يكتب: من يصنع النجوم والمشاهير؟

إن ممارسة الرياضة ومنها رياضة كرة القدم هى أحد الوسائل لنشر الثقافة الرياضية والصحية والبدنية بين الأجيال والشعوب المختلفة , كما أن مسابقات البطولات الرياضية ومنها مسابقات بطولات كرة القدم المحلية والإقليمية والدولية والعالمية هى أهم الوسائل المبتكرة والمستحدثة لنزع فتيل الأزمات والتصارع والحروب بين الدول والشعوب المختلفة، كما أنها أحد وسائل القوى الناعمة لنشر ثقافة السلام والمحبة والتعارف والتقارب بين الأمم والشعوب المختلفة , كما أن نجوم وأيقونات الرياضة والكرة والسياسة والإعلام والفن والخطابة فى العالم هم قنوات التواصل والاندماج والتعارف والتحاور والتبادل الثقافى والفنى والرياضى والحضارى بين الشعوب والدول المختلفة , كما أن الاستثمار فى صناعة وتنشئة وإعداد نجوم الكرة والرياضة والإعلام وغيرها فى العالم قد أصبحت وسيلة عالمية وإعلامية وتجارية للربح الاقتصادى فى مهارات وخبرات اللاعبين والإعلاميين والرياضيين وغيرهم , علماً بأن دفع الأجور الخيالية لنجوم الفن والإعلام والكرة والرياضة بشكل عام يجب أن تتحمل أعباءه وتكاليفه المؤسسات الإعلامية والرياضية والأندية المختلفة فقط وليست الجماهير المشاهدة للبرامج والمسلسلات والمباريات وغيرها , وكذا علماً بأنه يجب تخفيض رواتب وأجور التعاقد والشراء مع الرياضيين والإعلاميين والكورويين واللاعبين وغيرهم حتى يتسنى تخفيض أجور تذاكر الجماهير المشاهدة لمسابقات مباريات البطولات الأولمبية والبطولات المحلية والإقليمية والقارية والعالمية وغيرها، وكذا تعظيم الخدمة والأنشطة الرياضية والاجتماعية والعائلية المقدمة للجماهير والأعضاء والمواطنين والمشاركين وغيرهم فى الأندية والمراكز الرياضية والشبابية ودور الثقافة المختلفة , وكذا علماً بأن نجوم الكرة والسينما والأزياء والفن وغيرهم قد هيمنوا وتسلقوا على جميع مواقع الأضواء والشهرة والمال والإعلام فى الدول العربية والغربية والعالمية على حساب مكانة ومواقع العلماء ورجال العلم والدين والفلاسفة والأدباء والمتخصصين وغيرهم الذين يموتون مرضاً وجوعاً وفقراً فى غفلة من المواطنين والمسئولين على السواء فى العالم , علماً بأن هذه الرواتب والأجور العالية المدفوعة لنجوم الإعلام والرياضة والفن والكرة وغيرهم هى نوعاً من توظيف النجومية وتوجيه الأضواء المسلطة على نجوم الإعلام والرياضة والكرة وغيرهم من قبل أصحاب القنوات والمؤسسات الإعلامية والأندية الكروية وغيرهم بهدف التنشيط والترويج والتوسع فى استثمارات ومشاريع تجارية وصناعية وسياحية وترفيهية ورياضية أخرى وغيرها قد تقدر تلك المشاريع بعشرات المليارات من الدولارات المملوكة لأصحاب وملاك تلك المؤسسات الإعلامية والأندية الرياضية الشهيرة وغيرها , فمن إذناً يبخس ويهمش مكانة العلم والعلماء والأدباء والمثقفين والفنيين والعمال والفلاحين والمزارعين والحرفيين المهرة وغيرهم من طوائف ومكونات الأمم والشعوب الكادحة التى قامت على سواعدهم أمجاد وحضارات الأمم والشعوب , ومن يوجه أضواء الشهرة ومن يصنع المشاهير ورجال السلطة والمال والإعلام والأعمال الحاصدين لأموال وثروات الأمم والشعوب البائسة واليائسة والفقيرة والمكادحة فى معايشها وأوطانها.