حسن زايد يكتب: الأمــــن والتنمية السياحية المطلوبة

الجمعة، 20 سبتمبر 2013 11:19 م
حسن زايد يكتب: الأمــــن والتنمية السياحية المطلوبة الأهرامات وأبو الهول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يغيب عن أذهاننا حقيقة مؤكدة مفادها وجود تناسب طردى بين الأمن والسياحة، فكلما زادت درجات الآداء الأمنى، زادت معدلات الأنشطة السياحية، وكلما انخفضت درجات الآداء الأمنى انخفضت معدلات الأنشطة السياحية، وذلك مع فرض ثبات العوامل الأخرى. والسياحة من جانب السائح تقوم فى الأساس على عوامل نفسية، فالسائح حين يقرر القيام بنشاط سياحى فهو يستهدف الاستمتاع والإشباع النفسى بعيداً عن منغصات الحياة وضغوطها وهروباً منها بالابتعاد عنها مؤقتاً حتى تبرد حرارة اشتعالها، فيتسنى التعامل معها على نحو هادئ يتيح التفكير المنظم والمرتب فيها، والوصول إلى قرار بشأنها بعيداً عن أجواء التوتر والتشنج. وقد يكون هذا القرار متعلقا بالسياحة العلاجية أو السياحة العلمية الاستكشافية، أو السياحة الدينية، أو السياحة الشاطئية، وكافة أنواع النشاط السياحى لها بعد نفسى يصعب إهماله أو تجنب آثاره وهو الإحساس بالأمن، فلو غاب هذا الإحساس غاب النشاط السياحى والعكس بالعكس صحيح.

والسياحة بالنسبة لمصر مصدر رئيسى من مصادر الدخل القومى. ونحن فى مصر ندرك ذلك تمام الإدراك، إلا أننا نتوقف عند هذه المرحلة من مراحل السلوك الإنسانى. فلو كان السلوك الإنسانى يتكون من الإدراك والوجدان والنزوع، فإننا نتوقف عند مرحلة الإدراك فقط، وهى مرحلة لا ترتب فعلاً ولا تنتج حركة ولا تولد شعوراً. فإن كانت السياحة تستلزم توافر المزارات السياحية، فإنها أيضاً تستلزم توافر الأمن شقيق الطعام فى حفظ الحياة. وفى المزارات السياحية اقتصر النشاط على ما ورثناه عن الفراعنة من آثار. أما السياحة الدينية فلم نلتفت إليها إلا نادراً، فقد أغفلنا إعداد الطريق الذى سلكته العائلة المقدسة ـ عيسى ابن مريم، والسيدة العذراء والدته ـ كمزار سياحى من بداية ما وطأت أقدامهما الشريفة أرض مصر إلى أن غادراها، والاستثمار السياحى على جانبى الطريق. كذلك أغفلنا طريق خروج سيدنا موسى وبنى إسرائيل من مصر, ومنطقة عيون موسى، وكذلك المكان الذى تجلى فيه الرب على موسى، وكلمه مباشرة دون واسطة. ولدينا أحد المساجد الأثرية فى مدينة بلبيس يطلق عليه مسجد سادات قريش بناه عمرو بن العاص وهو فى طريقه إلى مدينة القاهرة. وصوامع سيدنا يوسف عليه السلام. وقد رأيت فى مرسى مطروح أثراً عبقرياً داخل مياه البحر يطلق عليه حمام كليوباترا. ثم نأتى إلى السياحة الشاطئية فنجد أن مصر تمتلك سواحل بحرية على البحرين الأحمر والمتوسط بطول البلاد وعرضها، وتمتلك مياهاً معدنية فى سيناء وحلوان تستخدم للاستشفاء من أمراض العظام. إلى جانب كل ذلك كان لابد من التخطيط لبناء مستشفيات على مستوى عالمى من حيث الخدمة العلاجية بخدمة فندقية راقية، تخدم السائحين وتكون عامل جذب للسياحة العلاجية. وكى يتحقق ذلك لابد من توافر الخدمات الأمنية المتميزة التى تمثل أحد عناصر الجذب السياحى. وفى هذا المجال يمكن الإستعانة بشباب الخريجين الذين لا يجدون فرصة العمل اللائقة فى التقدم إلى أكاديمية الشرطة للحصول على دبلوم العلوم الشرطية الذى يؤهله كى يصبح ضابطاً متخصصاً فى مجال السياحة، وبذلك ننشئ قطاعاً جديداً بوزارة الداخلية لخدمة النشاط السياحى، وتكون ميزانيته على عاتق وزارة السياحة بحيث يتم تمويل النشاط ذاتياً دون أى تكلفة إضافية على عاتق ميزانية الدولة، وبذا يمكن القضاء على شكوى عدم توافر العناصر الأمنية الكافية والقادرة على تأمين النشاط السياحى. فهل إلى ذلك من سبيل؟ .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة