أعلن فريق مشروع توثيق حياة طه حسين ببيت السنارى عن أنه اكتشف ضمن مجموعة الأوراق التى قدمتها السيدة مها عون حفيدة العميد مجموعة أوراق تعد مقدمة لكتاب لم يكتبه طه حسين عن الديمقراطية، حيث كتب منه أربع صفحات فقط، وأعلن البيت أنه سيطلع الجمهور لأول مرة على هذه الأوراق فى المعرض التذكارى الذى سينظمه بيت السنارى خلال شهر أكتوبر المقبل.
والحقيقة أن ما كتبه طه حسين واكتشفته مكتبة الإسكندرية عن مقدمة كتاب الديمقراطية التى لم تنشر صدر فى كتاب عام 2007 للدكتور إبراهيم عبد العزيز عن دار نفرو عنوانه "الديمقراطية كتاب لم ينشر لطه حسين" وقد اتفقت دار نفرو مع مكتبة الأسرة على إعادة نشر الكتاب وإصداره هذا العام، ووفق ما صرح به الناشر أحمد الحسينى لـ"اليوم السابع"، أن الكتاب سيصدر خلال الأسابيع القليلة القادمة، وعبر عن اندهاشه من عدم تحرى بيت السنارى للدقة وعدم معرفتهم بصدور الكتاب من قبل، وقال ربما يكون السبب هو أننا لم نتمكن من طباعة أكثر من 1000 نسخة ولم تصدر من الكتاب سوى طبعة واحدة.
وفى تصريحات للكاتب د.إبراهيم عبد العزيز الذى جمع الكتاب وكتب له مقدمة طويلة، أكد أنه قام بجمع مادة الكتاب من سنوات طويلة من خلال السيدتين منى وسوسن الزيات حفيدتى طه حسين اللتين أمدتاه بأوراق كثيرة كان يحتفظ بها طه حسين من بينها الأوراق الخاصة بكتاب الديمقراطية، فقد كان ينوى قبل رحيله تأليف كتاب عن الديمقراطية وكتب فعلاً مقدمته فى العشرينات بعد تصريح 28 فبراير فقد كان يرى أن الديمقراطية هى النهج الذى يجب أن تنتهجه مصر فى المستقبل لكن الضغوط لاحقته بعد كتابه "الشعر الجاهلى" وثورة الرأى العام عليه واتهامه بالكفر والمساس بالعقائد، وأثر ذلك عليه تأثيراً نفسياً كبيراً، وربما يكون هذا هو السبب فى أنه لم يكمل كتاب الديمقراطية لكن ظلت القضية تشغله طوال حياته ولم يتخلى عنها وتكلم عنها فى مئات المقالات وكان تركيزه فيها على أهمية الديمقراطية مع العدالة الاجتماعية التى اعتبرها أساس العملية الديمقراطية فتحدث طويلاً عن ديمقراطية التعليم، وأنه حق للجميع دون تفرقة بين غنى وفقير، وأكد دائما على أن العدالة الاجتماعية وديمقراطية التعليم هما جناحا التقدم، وأن الدستور والبرلمان إذا لم يوفرا الحياة السعيدة للمواطن فلا حاجة لهما باعتبار أنهما يحميان حقوق الشعب ورفاهيته.
وأضاف إبراهيم عبد العزيز، أنه فكر فى نشر هذا الكتاب عن الديمقراطية، لأن المصريين الآن فى حاجة ماسة إليه فقد كانت الديمقراطية ضمن أهداف ثورة يوليو ولم تتحقق حتى الآن وفكرت فى إحياء مشروع طه حسين عن كتاب الديمقراطية فقمت بجمع كل المقالات التى كتبها حولها وكتبت مقدمة طويلة أشرح فيها رؤيته ومنهجه لها فكان هذا الكتاب الذى أصدرته عام 2007.
وفى تصريحات للدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، أكد أنه سيدعو الدكتور إبراهيم للحديث عن كتابه وأن بيت السنارى قام بفهرسة ما قدمته السيدة مها عون إحدى حفيدات طه حسين التى قدمت نصوصاً كثيرة أملاها العميد قبل رحيله، وأضاف عزب أن لديه شكا أن يكون طه حسين ممن يجمعون مقالاتهم فى كتب، وأنه يرى أن هذه المقالات ربما تكون أفكار تمهيدية للكتاب الأصلى الذى كان ينوى كتابته ولم يسعفه الوقت.
ومن جانبه، أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، أن طه حسين لم يهتم فى حياته إلا بنشر مقالاته الأدبية ولم يكن مهتماً بنشر مقالاته السياسية، وعندما توفى لم يقم أفراد أسرته بنشر تراثه السياسى الذى كان حافلاً فقد كان معارضاً لسعد زغلول وحزب الوفد ويتهمهم بديكتاتورية الأغلبية، ومن هنا كان اهتمامه بالحديث عن الديمقراطية التى قدم فيها سجل حافل من المقالات نشرت فى عدة صحف وقتها.
وأضاف عصفور، أن دار الكتب قدمت مشروعاً كبيراً لجمع تراث طه حسين أشرف عليه المؤرخ الراحل رؤوف عباس وصدر منه عدة مجلدات كان أحدها يضم مقالاته فى التعليم والسياسة، ولا أعرف إذا كان ما قدمه إبراهيم عبد العزيز صدر ضمن هذه المجلدات أم لا، وأتصور أنها ستكون مقالات سياسية لم تجمع لطه حسين.