محمود كرم الدين محمود يكتب: بداية كل شىء

فى حيرة البعض فى البحث عن بداية، بداية المشكلة ربما اكتشفوا نهاية الحل، بداية الدنيا ربما اكتشفوا طريقة العيش بها، أحاول الآن أن أضع بعض اللمسات على تلك البداية.

فى البداية كان الله وما كان شىء قبله، أمر كل شىء أن يكون فكان، خلق خلقه من عدم، فكان هذا الكون بكل ما فيه، كانت البداية مع الأحياء من أول خلية فى الكون، ومع الأشياء من أول ذرة فى الكون، بأمر الله أنشأهم وهو أحسن الخالقين.

أودع فى نواة الذرة سر الحياة، وكذا فى الخلية شىء معجز يذهبك فى انبهار، تندمج الذرات وتنقسم حسب قوانين محسوبة، وكذلك الخلية بشكل تتأكد معه بأن خالقها لم يتركها بدون قوانين تنظم حركتها وتحفظ حياتها.

وانقسمت الخلايا وتفاعلت الذرات مع بعضها، فتطور التفاعل بين الذرات، وتطور الخلق فى الخلايا حتى وصلنا إلى هذا الكون الفسيح، حتى أنت أيها القارئ لم تكن إلا حيوان منوى من أبيك نجح فى اختراق غشاء بويضة والدتك فكون خليتك الجنينية وانقسمت خليتك حتى كونت أعضاءك فى الرحم حتى ولدت وعشت ووصلت لقراءة كلماتى.

بدايتك مجرد خلية أعطاها الله فرصة الحياة والتطور، ولم يتركها لتطور عشوائياً ولكن هيأ لها سبل التطور بأمان فخرجت فى أحسن تقويم، فلن يتركك الله بعد خلقك إلا بقوانين وسنن تنظم حركتك وتهديك إلى خيرك وأمانك.

لا تستهين بنية جميلة تنشأ الآن داخلك، فما أنت إلا خلية تطورت، ولا تستعظم هدف جميل داخلك، فما الشمس إلا ذرة تفاعلت وتطورت، وتذكر أن خالقك لم يتركك وأنت خلية فى رحم أمك، فأخرجك فى الدنيا لتعيش فى رحمة ربك.