منذ انفصال جنوب السودان فى التاسع من يوليو 2011 ظلت الكثير من المشكلات عالقة بين الجارتين، وللآن لم تهدأ حدة التوترات بين جوبا والخرطوم، حيث بدأت بتوترات سياسية ثم امتدت إلى عمليات عسكرية فى منطقة "هجليج" الحدودية.
وترجع التوترات بين شقى السودان إلى عدد من المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب من أهمها المناطق الحدودية المتنازع عليها مثل منطقة "أبيى" الغنية بالنفط، وتصدير البترول الجنوبى عبر الموانئ الشمالية، وتمثل تلك المنطقة شوكة فى خاصرة الاتفاق الذى تم بموجبة انفصال الجنوب.
وتأتى منطقة "أبيى" فى مقدمة المشاكل الحدودية العالقة بين شمال وجنوب السودان والتى ستمثل مشكلة حقيقية فى علاقات الاستقرار وقنبلة موقوتة قد تنفجر بين الحين والآخر لتعكر صفو العلاقة بين الجارين اللدودين.
وفى ظل توتر العلاقات بين الجانين، قرر رئيس جنوب السودان سلفاكير، القيام بزيارة للعاصمة الخرطوم غدا الثلاثاء، بهدف إجراء محادثات مع الرئيس عمر حسن البشير فى محاولة لتجنب وقف تدفق النفط عبر الحدود، وتأتى الزيارة قبل 72 ساعة من موعد انقضاء مهلة حددتها الخرطوم لوقف نقل النفط من جنوب السودان عبر خطوط أنابيب مهمة.
وقال عماد سيد أحمد، السكرتير الإعلامى لرئيس السودان عمر البشير، فى تصريحات نقلتها BBC إن الرئيسين سيناقشان "كافة القضايا المشتركة".
وكانت آخر زيارة قام بها كير للخرطوم فى أكتوبر 2011، كما كان قد أعلن السودان تجميد تسع اتفاقيات أمنية واقتصادية مع جنوب السودان، وهدد بإغلاق أنابيب نقل النفط التى تربط بين جنوب السودان وموانئ التصدير السودانية على البحر الأحمر، حيث جاء القرار بعد اتهام البشير جوبا بدعم متمردين يعملون عبر الحدود المتنازع عليها، لكن جنوب السودان تنفى تقديم أى دعم للمتمردين.
وكان الجانبان قد اتفقا فى مارس الماضى، على نزع فتيل التوتر واستئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر السودان الذى يمثل الطريق الوحيد لوصول نفط جنوب السودان إلى الأسواق، وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب السودان ميوين ماكول إريك إن كير ووزير الخارجية برنابا مريال بنجامين سيتوجهان إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق مارس مع البشير.
ويعتمد جنوب السودان بشكل كبير على صادرات النفط وقد يؤدى وقف تدفق النفط إلى تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة على البلاد.
الجدير بالذكر، أن منطقة "أبيى" تقع بين ولايتى كردفان وبحر الغزال، وتعد جسرا يربط بين شمال السودان وجنوبة وعلى الرغم من أن مساحة أبيى لا تتعدى 1% من مساحة السودان ككل والتى تقدر بــــ 2.5 مليون كيلو متر مربع و3% من مساحة الجنوب إلا أن أهميتها تنبع من كونها مثلث غنى بالأراضى الخصبة والأمطار الغزيرة، وكذلك الأودية القابلة لإنتاج المحاصيل الزراعية النادرة هذا إلى جانب الغاز الطبيعى والمياه المعدنية والنفط.
ويعتبر أكثر من 70% من بترول السودان يوجد فى أبيى بالإضافة إلى العديد من الثروات الأخرى التى لم يتم اكتشافها والتى جعلت من أبيى منطقة ذات وزن إستراتيجى تتصارع عليها قوى دولية.
وتعكس الخلافات حول سياسة تصدير نفط "جنوب السودان"، الذى يشكل المصدر الرئيسى لموارد جنوب السودان، واحدة من الإشكاليات المتعلقة بالخلافات على تقسيم الثروة بين السودانيين، إذ كان من الطبيعى أن يتم تحديد رسوم المرور، وفقا للاتفاقية بين الشمال والجنوب، أو الأعراف الدولية.
وتصاعدت هذه المشكلة فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد فشل الجانبين فى التوصل لاتفاق بشأن تصدير النفط الجنوبى عبر الموانئ الشمالية، بعد رفض جوبا للخطة التى قدمتها كل من كينيا وأثيوبيا– حليفتى جوبا- على هامش قمة الاتحاد الأفريقى الأخيرة بأديس أبابا العام الماضى، حيث رأت جوبا الوثيقة تربطها بدولة الشمال من جديد، ولا تتيح لها البحث عن مصادر أخرى لتصديره، وتحديدا عبر كينيا التى أبرمت معها بالفعل اتفاقا لتصدير بترولها عبر ميناء ممباسا، لكن الأمر مكلف بالنسبة للجنوب وسيستغرق بعض الوقت.
وتدخلت العديد من الأطراف الإقليمية والدولية للتوصل لحل ولكنها باءت بالفشل "المبادرة الإفريقية بأثيوبيا".
سلفاكير يزور الخرطوم قبل انتهاء مهلة وقف تدفق النفط الجنوبى
الإثنين، 02 سبتمبر 2013 07:23 م