بوتين يرى فرصة لقلب المائدة على أوباما فى قمة العشرين

الإثنين، 02 سبتمبر 2013 01:12 م
بوتين يرى فرصة لقلب المائدة على أوباما فى قمة العشرين الروسى فلاديمير بوتين
موسكو (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أقل من ثلاثة أشهر من شعور فلاديمير بوتين بالعزلة فى الاجتماع الأخير لزعماء العالم الكبار بشأن سوريا، لمح الرئيس الروسى فرصة لقلب المائدة على الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

ومأزق الرئيس الأمريكى بشأن الرد العسكرى على هجوم مزعوم بالغاز السام فى سوريا يجعله الشخص الذى يتعرض لضغوط أكبر فى قمة مجموعة العشرين التى تعقد فى مدينة سان بطرسبرج الروسية يومى الخميس والجمعة القادمين، فقد تراجع أوباما يوم السبت وأرجأ أى ضربة وشيكة إلى أن يحصل على موافقة الكونجرس الأمريكى.

لكن فى قمة مجموعة العشرين التى عقدت فى أيرلندا الشمالية فى يونيو الماضى كان بوتين هو الذى يقف فى عزلة بسبب تأييده للرئيس السورى بشار الأسد، وبدا متجهما طوال محادثاته مع أوباما الذى شبهه فى وقت لاحق "بطفل أصابه الملل يجلس فى مؤخرة الفصل الدراسى". وتجاهل بوتين هذا التشبيه وتمسك بموقفه من الأسد ورفض مزاعم أوباما بأن قوات الحكومة السورية نفذت هجوما بالأسلحة الكيماوية يوم 21 أغسطس.

وبعد الضغط المتنامى على زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشأن سوريا يتحدث بوتين رئيس جهاز المخابرات السوفيتى الأسبق (كيه.جى. بى) بسخرية الآن عن أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام ويصور السياسة العالمية للولايات المتحدة على أنها فاشلة.

وفى مدينة فلاديفوستوك سأل بوتين الصحفيين يوم السبت قائلا، "نحتاج لأن نتذكر ما حدث فى العقد الأخير وعدد المرات التى بدأت فيها الولايات المتحدة صراعات مسلحة فى مناطق مختلفة من العالم، فهل نجحت فى حل مشكلة واحدة؟".

وقال أثناء جولة له فى أقصى شرق روسيا "أفغانستان كما قلت والعراق...رغم كل شىء لا يوجد سلام هناك ولا الديمقراطية التى زعم شركاؤنا أنهم يسعون إليها".

وبدا بوتين صلبا واثقا وهو ينفى فكرة أن تستخدم قوات الأسد الأسلحة الكيماوية رغم أنها تحقق نصرا فى الحرب الأهلية ووصف ذلك بأنه "محض هراء".

وبعد شهور من الضغوط للتخلى عن الأسد يبعث بوتين برسالة إلى الغرب بأنه مستعد لأن يخوض معركة بشأن سوريا فى سان بطرسبرج ويرى فرصة لتصوير الولايات المتحدة على أنها الفتى الشرير فى المجموعة.

وقال "بالطبع مجموعة العشرين ليست سلطة قانونية رسمية، وليست بديلا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا يمكنها أن تأخذ قرارات بشأن استخدام القوة، لكنها منبرا جيدا لبحث المشكلة، لماذا لا نستفيد من ذلك؟". وأضاف "هل من مصلحة الولايات المتحدة أن تدمر مرة أخرى النظام الأمنى الدولى وأساسيات القانون الدولى؟ هل سيؤدى ذلك إلى تعزيز المكانة الدولية للولايات المتحدة؟".

كان هناك شعور بالتفاخر فى أول تعليق علنى لبوتين على النزاع بشأن هجوم الغاز السام الذى قتل مئات الأشخاص فى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويحرص بوتين على تفادى الانتقادات فى الاجتماع الذى يعقد هذا الأسبوع لمجموعة العشرين التى تضم دولا متقدمة وصاعدة ومن بينها الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن، والذى من المرجح أن تشغله الأوضاع فى سوريا أكثر من المحادثات الخاصة بالاقتصاد العالمى.

ويبدو بوتين مصمما على توجيه النقد إلى أوباما الذى انسحب من قمة روسية أمريكية كانت مقررة هذا الأسبوع بعد أن تحدت موسكو واشنطن ومنحت المتعاقد الأمريكى السابق مع المخابرات الأمريكية إدوارد سنودن حق اللجوء لمدة عام. ومازال بوتين معرضا لمواجهة انتقادات فى قمة العشرين بشأن قانون يحظر "الدعاية للمثليين" وهو متهم فى الخارج بشن حملة على المعارضة لترسيخ سلطته بعد أكبر احتجاجات تشهدها روسيا منذ انتخابه رئيسا عام 2000.

لكن التوتر بشأن ضربات عسكرية محتملة لسوريا جعل أوباما لا بوتين محور اهتمام العالم فى الفترة التى تسبق عقد قمة العشرين التى ستبحث قضايا مثل النمو الاقتصادى والبطالة وتنظيم القواعد المالية.لم يحدث مثل ما حدث عشية قمة مجموعة الثمانى حين عبر رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر عن غضبه من موقف روسيا بشأن سوريا وقال ان مجموعة الثمانى للدول الصناعية هى فى الحقيقة "مجموعة السبع زائد واحد".وقضى ألان فيما يبدو على أى آمال لدى الغرب بأن تغير روسيا موقفها بسبب استخدام أسلحة كيماوية.

وقال مسؤولون روس مجددا ان موسكو - وهى مورد رئيسى للأسلحة للأسد - لها الحق فى تسليم هذه الأسلحة وان بيعها لا ينتهك القانون الدولي.وأوضحت موسكو التى عرقلت فى السابق جهودا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة الأسد وتشديد العقوبات على حكومته أنها لن تؤيد إجراءات ضد دمشق فى المنظمة الدولية.

ويقول بوتين أن الهجوم ربما كان استفزازا من جانب مقاتلى المعارضة الذين يقاتلون الأسد بهدف تسريع التدخل العسكرى الأمريكي. واستغل الرئيس الروسى انتقاده لواشنطن بشأن سوريا لإثارة المشاعر المعادية لأمريكا وحشد التأييد بين الناخبين الروس.وقال مسئول بارز بالإدارة الأمريكية فى واشنطن "المزاعم مستمرة من مسئولين روس وبالقطع من وسائل الإعلام الروسية بأن الولايات المتحدة لها أجندة تتركز على تغيير النظام (فى سوريا) وان الولايات المتحدة تذكى الاضطرابات فى الشرق الأوسط لأهدافها الخاصة."

وقال "هناك أيضا مصلحة حيث نجحت المشاعر المعادية لأمريكا فى حشد الرأى العام (الروسي)."ويبدو أن بوتين تجرأ مع تراكم مشاكل أوباما ومواجهة بعض حلفائه مصاعب بشأن سوريا.

ويتعرض رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون لضغوط بعد ان رفض البرلمان تأييد العمل العسكرى كما ان قرار اوباما السعى للحصول على موافقة الكونجرس لتوجيه ضربات وضع الرئيس الفرنسى فرانسوا اولوند تحت وطأة ضغوط للسماح للنواب بأن يكون لهم قول فى هذا الأمر.

وقال بوتين ان تصويت البرلمان البريطانى يوم الخميس الماضى كان علامة على انه حتى الناس فى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة تستخلص نتائج مما اعتبره أخطاء السياسة الخارجية لواشنطن.وأضاف "حتى هناك يوجد ناس توجههم المصلحة الوطنية والمنطق السليم.. أشخاص يثمنون السيادة." وأى احتمال "للتشهير" ببوتين حتى يغير مساره بشأن سوريا يعتبر غير مرجح بدرجة متزايدة.

وقال مسئول كبير بالإدارة الأمريكية "لا ينتابنى الإحساس بأن روسيا قلقة كثيرا على صورتها الدولية فى هذا الشأن."وأضاف "انها تفتخر بأنها مستقلة... روسيا لا تتردد أو تخجل عندما يتعلق الامر بتأييدها لسوريا."





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

امجد العوضى

التراجع الأمريكى والموقف الفرنسى

عدد الردود 0

بواسطة:

EZZAK

يوم الاستقلال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة