رفض عدد كبير من الأثريين ما هدد به الرئيس أوباما من توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، وذلك عقب ما نشر مؤخراً حول إرسال البيت الأبيض إلى الكونجرس رسمياً، أمس السبت، مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا وإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لـ"وقف" و"تجنب" حصول هجمات كيماوية، مؤكدين أن هذا يخالف جميع المواثيق الدولية، ومطالبين السلطات السورية بإرسال تحذيرات إلى اليونسكو ومجلس الأمن بضرورة عدم التعرض لمناطق الآثار، حفاظاً على ما تبقى منها من الدمار.
الدكتور رأفت النبراوى العميد الأسبق لكلية الآثار جامعة القاهرة يقول إنه يرفض رفضاً تاماً مشروع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وبدورها سوريا عليها أن تحذر من الاقتراب من المناطق الأثرية وتشدد الحراسة عليها، حيث إنه يوجد بها كم هائل من آثار العصر الأموى، الذى لا يقدر بثمن، محذراً من تكرار سيناريو العراق مجدداً، حيث إن أمريكا حينما ضربت العراق فى عام 2003 دمرت كافة آثارها وتراثها الفكرى والثقافى، ولم تلقِ بالا لذلك.
وطالب النبراوى من اليونسكو توجيه تحذير مباشر إلى البيت الأبيض بعدم الاقتراب من الآثار الإسلامية والتراث الثقافى المسجل على قوائمها، سواء كان بقوائم التراث المادى أو غير المادى.
وقال الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس المجلس الأعلى للآثار الأسبق وأستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة، إن إدارة الأزمات فى أى دولة عليها أن تأخذ فى الاعتبار الكوارث الداخلية والخارجية، لافتاً إلى أن أمريكا عندما دخلت العراق لم تأخذ فى اعتبارها المناطق الأثرية والتراث الثقافى.
وأوضح نور الدين، أنه على سوريا أن ترسل إلى البيت الأبيض تحذيرات بعدم التعرض للمناطق الأثرية فيها، محذراً من تدمير ما تبقى بها من آثار نتيجة ما حدث خلال الثورة السورية المواجهات التى وقعت بين الجيش الحر وجيش الأسد، مطالبًا من اليونسكو الأخذ فى الاعتبار تحذير الطرفين بعدم التعرض للآثار.
الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام اتحاد الأثريين العرب، قال إنه من المفترض أن فى مثل هذه الأمور تقوم إدارة الآثار فى سوريا بالاتفاق مع اليونسكو بعملية تأمين الآثار المتحفية وغيرها من الآثار بوضع لافتات كبيرة مكتوب عليها "اليونسكو" حتى لا تقترب منها الجهات المتصارعة والتعريف بأن هذا المكان منطقى آثار، مؤكداً أن هذا ما فعله اتحاد الأثريين العرب قُبيل ضرب العراق، ورغم ذلك طالتها الضربات والتدمير.
وأكد الكحلاوى فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه قام منذ يومين بإرسال خطاب إلى اليونسكو من خلال جامعة الدول العربية وآخر إلى إدارة الآثار السورية، لأخذ احتياطها مما قد يترتب عن توجيه ضربة عسكرية أمريكية، مطالباً فيها بوضع خريطة بآثارها.
وأشار الكحلاوى إلى أن ما يحدث الآن من أمريكيا نتيجة طبيعة لتخاذل الدول العربية تجاه ضرب أمريكيا للعراق، واصفاً جامعة الدول العربية بالجامعة "الورقية"، قائلاً نحن العرب تحكمنا العاطفة، ودول فاشلة، ومن المفترض أنه مهما وصل الصراع الداخلى بيننا علينا أن نرفض التدخل، ولكن نحن نمتلك جامعة عربية ضعيفة".