محمود السيد يكتب: حتى آخر العمر

الخميس، 19 سبتمبر 2013 08:44 ص
محمود السيد يكتب: حتى آخر العمر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل دول العالم تجد أصحاب الديانات السماوية والديانات الوضعية والمذاهب الفلسفية والطوائف العرقية، الجميع متمسك بمذهبه وما يعتقده من أفكار وما يراه من رؤى تحقق له السعادة فى الدنيا والآخرة، أو فى الدنيا فقط لمن لا يؤمنون بالبعث والثواب والعقاب وحكمة الخلق، كل هذا جائز ومقبول، فما الحيرة إذن؟

الاختلاف فى الرأى لا يعنى التجريح، فى العالم المتحضر تنشأ الحوارات للوصول إلى صيغة توافقية مقبولة للتعايش بين أفراد المجتمع، إلا فى المجتمعات الإسلامية والعربية، فالصراع يتحول من صراع فكرى إلى صراع مسلح من أجل الدفاع عن مذهب معين أو طائفة أو جماعة أو الهجوم على جماعة أخرى، ويتحول الإنسان الذى كنا نظنه إنسانا متحضرا إلى وحش كاسر له أنياب ومخالب ودبابات، الشيعى يقاتل السنى الذى يحرص على قتل الشيعى الكافر الذى يسب الصحابة والشيعة أنفسهم فرق متفرقة، ويتحول الحوار إلى قتال يحدث هذا فى الدول العربية والاسلامية التى تفتقر إلى الحوار البناء وأيضا يحدث فى لبنان كالقتال بين الطوائف المسيحية وبعضها، وكأنما كتب علينا نحن العرب أن نعيش فى حالة صراع دائم.

لم أسمع عن صراع دينى فى سويسرا مثلا ودول أوروبا الغربية كلها أو حتى الشرقية فهناك المعابد والمساجد والكنائس، قد يحدث الصراع لفترة تمتد عاما أو عامين ثم ينتهى ليعود المجتمع للعمل فى منظومة واحدة من أجل الوطن ورفعته.

أما نحن فصراعنا يمتد حتى آخر العمر أو قبل نهايته بقليل، صراع يعبر عن جهل وسطحية تعود بنا إلى القرون االوسطى لمصلحة من ما يجرى حولنا وإلى حساب من يعمل العرب؟!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة