قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن السلاح الكيميائى السورى ظهر كرد على القدرات النووية الإسرائيلية، مضيفًا أن بلاده تعتقد استخدام الكيميائى فى "غوطة" دمشق، كان حادثًا استفزازياً تم تحضيره بدقة، مشيرًا إلى أن المنطقة مليئة بالسلاح السوفيتى القديم، وليس من الصعب العثور على صاروخ عليه حروف روسية لاستخدامه لتنفيذ مثل هذا الاستفزاز.
وأضاف الرئيس الروسى خلال مشاركته فى منتدى "فالداى الدولى للحوار"، أن ضرب سوريا لا ينبغى أن يتم مناقشته فى "الكونجرس الأمريكى"، ولكن يجب مناقشته فى مجلس الأمن، مؤكدًا أن توجيه ضربة عسكرية لـ"سوريا" يعتبر ضربة للنظام العالمى قبل كل شىء.
وتابع قائلا: "لست مقتنعًا من أننا سنتمكن فى إقناع الرئيس السورى بشار الأسد بالتخلى عن السلاح الكيميائى، ولكن توجد بوادر إيجابية، والكيماوى السورى ظهر كرد على النووى الإسرائيلى، ويجب تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل".
وأشار الرئيس الروسى إلى أن دمشق وافقت بلا شروط على تسليم مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وتعد نفسها عضوًا فى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشددًا على أن التهديد باستخدام القوة ضد سوريا ليس "دواءً عامًا" لحل جميع المسائل الدولية.
وعبر عن أسفه لـ"رفض" البرلمانيين الأمريكان الحوار نظرائهم الروس، للحديث حول الأزمة السورية، منوهًا إلى أن التهديد باستخدام القوة ليس السبيل الجيد لحل جميع القضايا الدولية.
وأوضح أن روسيا لا تحاول المحافظة على الحكومة الحالية فى سوريا، من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، وإنما هى تتدخل فى الأزمة السورية وتقاتل من أجل الحفاظ على مبادئ القانون الدولى.
وعلق أكد "بوتين" على مقالة السيناتور الأمريكى "جون ماكين" بصحيفة "برافدا" الروسية، قائلا: "ماكين ليس لديه ما يكفى من المعلومات حول روسيا، ومقالة غير مبنية على أى معلومات حول روسيا".
وأشار إلى أن فكرة مقالة بصحيفة "نيويورك تايمز" جاءت عن طريق الصدفة، وأرد من خلالها أن يشرح موقف روسيا بشأن سوريا.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيدف، خلال مؤتمر صحفى مع أعضاء الجمعية العامة لمنظمة أسيا والمحيط الهادئ، أنه يجب على السوريين أنفسهم التعامل مع المشاكل الداخلية، معتبرًا أن أى تدخل خارجى فى شئونهم غير مقبول.
وشدد "ميدفيدف" على أن أى تدخل عسكرى من الخارج، باستثناء ما هو مسموح به فى ميثاق الأمم المتحدة، بما فى ذلك الحق فى الدفاع عن النفس، تعتبره روسيا جريمة غير مقبولة.
وأضاف رئيس الوزراء الروسى، أن استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا جريمة دولية ينبغى التحقيق فيها، فى إطار القواعد الدولية، مؤكدًا أن استخدامها يُعد جريمة ضد الإنسانية.
وفى الأثناء، قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إن القوات المسلحة الروسية على استعداد للمشاركة فى نقل أو تدمير الأسلحة الكيميائية فى سوريا، وكان الرئيس الروسى اقترح فى البداية وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية.
وأضاف "شويجو" أن روسيا مستعدة لإرسال خبراء إلى سوريا، بشأن الأسلحة الكيميائية. وتابع: "لن نتحدث عن أحداث الشغب التى تحدث فى سوريا، ويمكن أن نرسل الخبراء الذين يمكن أن يشاركوا فى وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية".
ومن جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الروسى، على أن بلاده أعدت خطة لإجلاء الروس المتواجدين فى سوريا إذا لزم الأمر، مضيفًا أن موسكو تضع فى اعتبارها أن هناك 7،000 مواطن روسى فى سوريا.
روسيا تؤكد ثبات موقفها الداعم لـ"نظام الأسد"..بوتين: ضرب سوريا يُناقش فى مجلس الأمن وليس الكونجرس الأمريكى..ونقاتل فى دعم دمشق للحفاظ على القانون الدولى.. وميدفيف يؤكد:التدخل العسكرى جريمة غير مقبولة
الخميس، 19 سبتمبر 2013 07:06 م