المركزى الأمريكى يفاجئ الأسواق بإبقاء برنامجه للتحفيز بلا تغيير ويخفض توقعاته للنمو

تحدى مجلس الاحتياطى الاتحادى الأمريكى توقعات المستثمرين، يوم الأربعاء، بتأجيل بداية تقليص برنامجه الضخم للتحفيز النقدى قائلا: إنه يريد أن ينتظر ظهور المزيد من الأدلة على نمو اقتصادى قوى.

وجاء رد المستثمرين سريعا بأن دفعوا الأسهم الأمريكية للصعود إلى مستويات قياسية وعوائد السندات للهبوط. وكانت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قد صعدت على مدى الصيف بفعل توقعات بأن البنك المركزى سيخفض مشترياته من السندات البالغ قيمتها 85 مليار دولار شهريا، والتى تمثل حجز الزاوية فى مساعيه لتحفيز الاقتصاد.

وفضلا عن ذلك رفض بن برنا نكى رئيس مجلس الاحتياطى التعهد بخفض مشتريات السندات هذا العام بل وذهب الى مدى أبعد بأن أكد ان البرنامج "ليس فى مسار محدد سلفا." وفى يونيو حزيران قال برنا نكى أن مجلس الاحتياطى يتوقع أن يقلص البرنامج قبل نهاية العام.

وأبلغ برنا نكى مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء اجتماع لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطى والذى استمر يومين "لا يوجد أى جدول زمنى محدد. أرى انه يجب على أن أؤكد ذلك."

وأضاف قائلا "إذا أكدت البيانات توقعاتنا الأساسية وإذا اكتسبنا المزيد من الثقة فى تلك التوقعات... فإننا قد نتحرك فى وقت لاحق هذا العام."

وجاء رد فعل السواق سريعا وحادا إذ هبط الدولار الأمريكى إلى أدنى مستوى فى سبعة أشهر أمام العملات الرئيسية وقفز سعر الذهب -وهو أداة تقليدية للتحوط من التضخم- أكثر من 4.0 بالمائة.

وقال محمد العريان، الرئيس التنفيذى للاستثمار بمؤسسة بيمكو التى تدير أضخم صندوق استثمار تعاونى فى العالم "مجلس الاحتياطى يبقى قلقا جدا من الفتور العام للاقتصاد مفضلا المخاطرة بأن يواصل سياسة شديدة التيسير لفترة طويلة على تشديدها قبل الأوان."

وقال خبراء اقتصاديون، إنه من المحتمل ألا يبدأ مجلس الاحتياطى تقليص مشترياته من السندات حتى ما بعد موعد انتهاء فترة رئاسة برنانكى للمجلس فى يناير. وسيترك ذلك مهمة شائكة فى سحب برنامج التحفيز لمن سيخلفه، والذى من المرجح أن يكون جانيت يلين نائبة رئيس مجلس الاحتياطى التى قال مسئول بالبيت الأبيض يوم الأربعاء إنها تتصدر المرشحين للمنصب.

وامتنع برنانكى عن التعقيب على مستقبله مكتفيا بالقول إنه يأمل بأن يكون لديه المزيد من المعلومات قريبا.