بعد أن بدأ يتساقط القيادات والرموز داخل جماعة الإخوان المسلمين مثل أوراق الشجرة الهالكة، والتى كان آخرها أول أمس جهاد الحداد - أحد القيادات البارزة فى الجماعة - لم يعد هناك خيارا آخر أمام الإخوان المسلمين سوى القبول بالوضع الراهن ومحاولة إجراء مفاوضات مع الحكومة. والقوى السياسية والتى يقودها كل من عمرو دراج ومحمد على بشر، ولكن يبقى السؤال هل سقوط المتشددين من الإخوان يفتح بالفعل الباب أمام التفاوض أم لا؟.. هذا ما سيجيب عليه "اليوم السابع" من خلال آراء عدد من الخبراء والسياسيين فى هذا الصدد.
يرى عبد الله المغازى - عضو مجلس الشعب السابق - أن جماعة الإخوان المسلمين تمتاز دائما بتواجد "الصقور والحمائم" أى المتشددين وغير المتشددين، وهو الأمر الثابت منذ نشأتها على يد حسن البنا، فمثلا نجد كل من عمرو دراج ومحمد على بشر يقودان المفاوضات داخل الجماعة مع القوى السياسية الأخرى، فيما يتواجد آخرون ومنهم جهاد الحداد الذى سقط مؤخرا فى قبضة الشرطة، وهو أحد أصحاب الفكر المتشدد؛ حيث كان يتحدث طوال الوقت عن عودة الشرعية وعودة الرئيس محمد مرسى.
وأضاف المغازى أن دخول الجماعة فى مرحلة المفاوضات يؤكد اعترافها بالهزيمة واليأس أمام الشعب المصرى، وهى محاولة أخيرة لإنقاذ الجماعة بعد شعورها بالعزلة تماما أمام رغبة الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى 30 يونيو.
وأكد المغازى أنه لا سبيل الآن للتفاوض مع الجماعة بعد العمليات الإرهابية الأخيرة التى شاركت فيها ضد الشعب المصرى مطالبا بحل جماعة الإخوان المسلمين، وحل حزب الحرية والعدالة، باعتبارهما شريكين رئيسيين فى الجرائم التى ارتكبت ضد المصريين فى الآونة الأخيرة.
ويقول أبو العز الحريرى - المرشح الرئاسى السابق - إنه لا تفاوض على الإطلاق مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أنه تنظيم "إرهابى" كما أن ما فعلوه فى الأيام السابقة من "تخويف وترويع للمصريين"، أسقط الفكرة عن عقول المواطنين وجعلهم غير مؤمنين بهذا "المشروع الوهمى"، كما أن القبض على جهاد الحداد وغيرهم من المتشددين ليس له علاقة بالتفاوض، ولكن له علاقة بالاتهامات الموجة لهم وفقط.
وأكد الحريرى أن التفاوض أو المصالحة بين الإخوان والشعب، مبنية على التنازل عن فكرة التنظيم وكذلك استغلال الدين فى السياسة، وهم لن يتنازلوا وقد يظهر ذلك فى تصريحاتهم و"سلوكهم الإجرامى"، لذا فالفرصة الوحيدة للإخوان أن يندمجوا فى المجتمع مرة أخرى من خلال الأيمان "بمدنية الدولة"، واحترام القانون وحق المصريين فى أن يفرضوا "إرادتهم الثورية".
وبدوره أكد الدكتور محمود العلايلى - عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار - أن التفاوض مسألة غير مطروحة بالنسبة للحكومة أو الأحزاب السياسية، بل هى محاولة من الإخوان المسلمين لفتح باب التفاوض مع السلطة؛ حيث إنهم يعلمون جيدا ما فعلوه من "جرائم خطيرة" فى حق المصريين، لذا فتصدير فكرة التفاوض أو التصالح مثلها مثل باقى الأفكار التى ينشروها لهدف بعينه.
وأشار العلايلى إلى أنه لا يوجد دولة مؤسسات تحترم شعبها تتفاوض على دماء المصريين وأمنهم، مشيرا إلى أن دولة القانون لا تقبل بأى حال التفاوض مع من قتل أو روع أو خان، مؤكدا رفضه للحديث فى هذا الأمر لكى لا نعطى فرصة لقيادات الإخوان أن يقنعوا شبابهم، وقواعدهم بأنهم مؤثرين وأن الدولة تتفاوض معهم، نافيا أن يكون القبض على المتشددين من الإخوان له علاقة بمساومة الجماعة.
القبض على الحداد يكشف اقتراب الإخوان من رفع الراية البيضاء والتفاوض للبقاء.. سياسيون: لجئوا للمفاوضات بعد شعورهم بالهزيمة.. برلمانى سابق ساخرا: صقور الجماعة ماتت وبالتالى لم يعد أمامها سوى الحمام
الخميس، 19 سبتمبر 2013 01:12 ص