قالت جماعة حقوقية دولية إن المتمردين الذين أطاحوا برئيس أفريقيا الوسطى منذ ستة أشهر يقتلون عشرات المدنيين مع الإفلات من العقوبة، وفي إحدى الحالات أطلقوا النار على امرأة تسير فى الشارع، وتركوها لتموت وطفل ينتحب معلق على ظهرها.
ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير يوثق علميات القتل و"التدمير المتعمد" لأكثر من ألف منزل، إلى فرض عقوبات مستهدفة ضد الزعماء المسئولين عن الانتهاكات.
كذلك دعت الجماعة المجتمع الدولى للمساعدة فى دعم بعثة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقى، تهدف إلى حماية المدنيين فى أعقاب انقلاب مارس الذى قاده تحالف من الجماعات المتمردة المعروفة باسم "سيليكا".
وقال دانييل بيكيلى، مدير أفريقيا في المنظمة "وعد قادة سيليكا ببداية جديدة لسكان جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكنهم بدلا من ذلك نفذوا هجمات واسعة النطاق على المدنيين وعمليات نهب وقتل".
وفي هجوم وثّقته هيومان رايتس ووتش، قال شهود عيان إن عمدة عين نفسه "سار من منزل إلى آخر فى القرية يطمئن السكان الخائفين إلى أنه من المأمون أن يخرجوا ويتحدثوا إلى سيليكا"، غير أن خمسة ممن غامروا بالخروج من منازلهم تم ربطهم مع بعضهم البعض ووضعهم تحت شجرة. وأطلق المقاتلون النار عليهم واحدًا تلو الآخر وفقًا لما ذكره التقرير. وقال شهود العيان إن أحدهم عندما طالت فترة احتضاره قاموا بقطع رقبته.
والدولة الواقعة في وسط أفريقيا هي واحدة من أفقر دول العالم، حيث كان متوسط العمر 48 عامًا حتى قبل الأزمة الأخيرة. والبلاد تتعرض للدمار على أيدى جماعات المتمردين في الشمال وفى أواخر عام 2012 توحدوا بهدف الإطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزى الذى كان في السلطة منذ عقد.
ومنذ توليهم السلطة فى مارس ألقى باللوم على المتمردين فى انتهاكات تشمل السلب والنهب والقتل والاغتصاب، وتجنيد الأطفال على نطاق واسع.
وتعهد ميشال غوتوديا قائد المتمردين الذى تحول رئيسًا باستعادة النظام وتنظيم انتخابات بحلول يناير 2014، على الرغم من أن الهجمات على المدنيين زادت منذ أجرت هيومان رايتس ووتش بحثها بين أبريل، ويونيو. وفى وقت سابق من الشهر الجارى، قتل العشرات كما نزح عشرات الآلاف في شمال غرب البلاد بعد موجة جديدة من العنف.
ويسعى غوتوديا إلى النأى بنفسه عن المقاتلين الذين أتوا به إلى السلطة، حيث حل تحالف متمردى سيليكا في وقت سابق من الشهر الجارى. وتلقى إدارته على نحو متزايد باللوم في العنف على مقاتلين ليسوا مرتبطين بحركتهم بما فيهم أولئك الذين مازالوا يدعمون الرئيس المخلوع.
وقالت هيومان رايتس ووتش في التقرير "على قيادة سيليكا أن تسيطر على قواتها وإدانة القتل من قبل أعضائها ومؤيديها واستعادة الإدارة المدنية فى كل أنحاء البلاد وضمان المحاسبة على الجرائم التى يتم ارتكابها".
والأسبوع الماضي أدانت محكمة في العاصمة 16 متمردًا سابقًا بالنهب وجرائم أخرى وحكمت على كل منهم بثمانى سنوات في السجن. وبينما تعد هذه هي المرة الأولى التى يواجه فيها مقاتلون متمردون المحاكمة، إلا أن خمسة مدعى عليهم آخرين تمكنوا من الفرار قبل الحكم.
ويفترض أن تقوم لجنة قومية بالتحقيق في الانتهاكات، ولكن هيومان رايتس ووتش وجدت أن الموظفين لم يتم دفع رواتبهم أو تقديم سيارات يمكن أن يشرعوا بها في عملهم.
وتقدر الأمم المتحدة الآن أن هناك 225 ألفًا من النازحين داخل البلاد وما يقارب 63 ألفًا من اللاجئين الجدد الذين فروا إلى الدول المجاورة.
"هيومان رايتس ووتش" تدعو إلى إنهاء العنف فى أفريقيا الوسطى
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 07:37 م