الموسيقار الكبيرهانى شنودة هو أحد أهم صناع الموسيقى فى مصر، لأنه استطاع أن يغير شكل الموسيقى فى وقت لم يعتد فيه عشاق الموسيقى إلا على سماع النغمات الشرقية وأصوات العندليب عبد الحليم حافظ وسيدة الغناء العربى أم كلثوم، وهو أول من اكتشف الهضبة عمرو دياب وكان تميمة الحظ فى مشوار النجم محمد منير، إلى جانب أنه أحدث طفرة فى مجال الغناء خاصة بعد أن أسس فرقة المصريين والتى فتحت المجال أمام الفرق المصرية مثل الفور أم والأصدقاء وغيرها من الفرق الغنائية.
"اليوم السابع"، التقى هانى شنودة، ليتحدث عن الفن والسياسة والوطن.
لماذا لم يكتمل مشروعك عملك مع العندليب عبد الحليم حافظ؟
العندليب عبد الحليم حافظ كان حريصا على أن نعمل معا، وكان دائما ما يحدثنى فى الهاتف ويطالبنى بمقابلته من أجل العمل سويا، ولكننى فى تلك الفترة كنت فى مرحلة الشباب وكنت أجوب العالم وأقدم حفلات هنا وهناك، إلى أن حدثنى مرة، وطلب منى أن أذهب إلى منزله لأشاهد أورج من نوع حديث، وهو كان يعلم سر شغفى بكل ما هو جديد، وبالفعل ذهبت له على الفور وشاهدت "الأورج"، وأعجبت به جدا وطلب منى تكوين فرقة موسيقية وبالفعل اخترنا أعضاءها، وبدأنا عمل بروفات ولكن الموت وحده هو الذى فرق بيننا ولم يكتمل هذا المشروع".
كيف وصلت إلى شكل موسيقاك المختلفة فى وقت لم يعتد فيه المستمع إلا على الموسيقى الشرقية؟
كنت أجوب العالم وأقدم شكل الموسيقى الغربية إلى أن فكرت فى غزل الموسيقى الغربية مع الشرقية واستعملت الهارمونى والكونتربونت وقدمت البناء الصحيح للأغنية بالاعتماد على الهارمونى غير المبنى على المونفونيك، بمعنى أنها لم تكن أحادية الصوت ونجحت واستمر الأمر حتى الآن.
من وجهة نظرك ما الأسباب وراء استمرار عمرو دياب فى صدارة المشهد الغنائى باعتبارك أول من اكتشفه؟
عندما قابلت عمرو دياب كنت وقتها فى حفل بمدينة بورسعيد وبعد أن انتهى الحفل وذهبت إلى غرفتى بالفندق فوجئت بأحد الشباب يطرق باب الغرفة، فتحت له فطلب منى أن أسمع صوته، وبالفعل وافقت وسمعته وأعجبت بصوته وتركته يغنى أكثر وأكثر لأستمتع بصوته إلى أن أبديت له إعجابى بصوته، هذا الشاب كان عمرو دياب ونصحته وقتها أن يبتعد عن اللهجة البورسعيدية وأن يذهب إلى القاهرة لأنها بوابة الفن، وفى اليوم التالى وأنا أركب السيارة مع الفرقة للعودة للقاهرة، وجدت عمرو يقف خلفى ويقول إنه ذاهب معنا، وبالفعل جاء معنا وأدخلته معهد الموسيقى العربية، وبعد ذلك جاءنى أحد الخبثاء، وقال لى إن دياب "بيلعب كورة"، ففزعت جدا وذهبت له وهو يلعب الكرة، وقلت له ماذا تفعل، فرد على، وقال، أنا أصنع عمرو دياب، فاحتضنته، ومن وقتها وأنا على يقين بأنه سيكون نجما، لأنه أولا يهتم بصحته جدا، ويمارس الرياضة منذ بدايته ولا يشرب السجائر ولا المخدرات ولا الخمر، وطوال الوقت يقوم بعمل تدريبات لصوته، وهذا هو سر نجاحه، ويستحق لقب الهضبة.
لماذا لم يستمر تعاونك مع الفنان محمد منير؟
عملت مع محمد منير من خلال ألبوم علمونى عنيكى، ولكنه لم ينجح بسبب قيام الشركة بنقل الأغانى من الأسطوانة إلى الكاسيت الذى لم يكن منتشراً فى ذلك الوقت لكنى بابى مفتوح للجميع، وأرحب بأى تعاون وبالمناسبة، استعنت بمحمد منير فى تحفيظ المطربة الكبيرة نجاة أغنية بحلم معاك.
ما سر نجاح عدد من المقطوعات الموسيقية لك فى الأفلام وخاصة (شمس الزناتى)؟
سر نجاح تلك المقطوعات هو أننى أتعامل معها بالمنطق فمثلا موسيقى فيلم (شمس الزناتى) طرحت أسئلة عبارة عن هل سيتوب عادل أمام؟ وهل يستطيع أن يحارب محمود حميدة وجيشه؟، هل يستطيع حبه لسوسن بدر بالفيلم أن يغيره للأحسن؟ كل تلك التساؤلات طرحتها وعبرت عنها من خلال الموسيقى ومن يستمع للموسيقى جيدا يجد كل تلك الأسئلة فى الجمل الموسيقية للمقطوعة.
انضم إلى فرقة المصريين موهبتان هما نور وزجزاج، لماذا ضممتهما مؤخرا إلى الفرقة؟
نور وزجزاج موهبتان مختلفتان عن بعضهما فكل واحد منهما له لون مختلف، وأنا على ثقة بأنهما سيكونان لهم شأن كبير فى مجال الغناء فى الفترة المقبلة.
بعد أن قدمت أغنية "خايف" للمطرب زجزاج عضو فرقة المصريين تم مهاجمتك بسبب الأغنية لأنها أغنية دينية إسلامية فما هو تعليقك؟
لابد أن نؤمن أننا نعبد إلها واحدا، ويجب أن نؤمن بالجنة والنار والثواب والعقاب، فالإيمان لا يتجزأ، إما نؤمن أو لا نؤمن، وحقيقة أنا لا أعير انتباهى لمن يهاجمنى فى تلك الأشياء، وأؤمن بمقولة الكلاب تعوى والقافلة تسير.
تعاونت مع عملاق الكلمة صلاح جاهين، وقدم لك أغنيات بكلمات مختلفة، لأنها لم تكن مبتذلة فكيف ترى ذلك فى ظل كلمات الأغانى التى نسمعها الآن؟
صلاح جاهين كان الأب الروحى لفرقة المصريين وكانت كلماته تبدو لك أنها كلمات بسيطة، لكن أسلوبه كان يتمتع بالسهل الممتنع، بمنعى أن الكلمة بسيطة لكنها فى نفس الوقت ذات عمق شديد وبعيدة كل البعد عن الابتذال.
تمر مصر بمرحلة انتقالية يصاغ فيها دستور جديد فما أهم المواد التى تريد وضعها فى الدستور؟
يجب أن نستفيد من أخطائنا السابقة ولابد أن تكون المادة الأولى فى الدستور تنص على أن هذا الوطن اسمه مصر، ويعاقب كل من يحاول أن يغيره، ويجب أن يتم كتابة حدود مصر بخطوط الطول والعرض، وأن يعدل قسم الرئيس ليصح "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مصر شعبا وأرضا وليس على النظام الجمهورى فقط، ومن المهم ألا يتم تأسيس أحزاب على أساس دينى، وأن يفتح حزب الحرية والعدالة للجميع مسلمين ومسيحيين، وأقترح توفيرا للنفقات والجهد أن تتم انتخابات البرلمان والرئاسة مع بعض.
كيف ترى هوجة الأغانى الوطنية التى ظهرت على الساحة مؤخرا؟
الأغانى الوطنية شىء جميل ومبهج للمواطنين، ولكن كل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده فورا.
وكيف ترى وجود أوكا وأرتيجا على الساحة الغنائية؟
أوكا وأرتيجا لا نعرف صوتهم الحقيقى فهم يعتمدون على ما يسمى "أوتو تيون"، وهو أمر يغير من صوت المطرب، وبالتالى لا نستطيع أن نحكم عليهم، وأعتقد أن ظاهرة استخدام "الأوتو تيون" ستختفى قريبا، ولا يصح أن نقارن بين أوكا وأرتيجا وبين عدوية، لأن عدوية هو ناى مصر الحزين وخامة صوته رائعة أما أوكا وأرتيجا حتى الآن لم نسمع صوتهم الحقيقى.
وكيف ترى انتشار فرق الأندرجراوند بعد الثورة؟
أمر هام جدا ولابد منه لأن فرق الأندر جراوند تطور الغناء التقليدى، وعلى الساحة فرق كثيرة ناجحة مثل كايروكى ووسط البلد.
فى ظل ظهور أغانى وطنية كثيرة ألا تفكر فى عمل أغنية لمصر؟
أعكف الآن على عمل أوبريت بعنوان "مبروك لمصر"، ولكن لم أقدمه إلا بعد هدوء الأوضاع وخروج مصر من أزمتها.
لماذا لم تقم بأرشفة تاريخك الموسيقى حتى الآن خاصة وأنك تملك أرشيفا موسيقيا وغنائيا مليئا بالإنجازات؟
كنت أعتقد أن وزارة الثقافة قامت بتسجيل كل الفلكور المصرى وكانت لدى معلومة أن هناك مكتبة لذلك بدار الأوبرا، ولكن للأسف لم أجد شيئا، وأنا أفكر فى إهداء مكتبة الإسكندرية هذا الأرشيف، ولكن بعد أن أتأكد أنهم سيحافظون عليه، ولكننى حاليا أفكر فى مشروع آخر، وهو عمل أرشيف، لكل تجاوزات الإخوان من حرق للكنائس والأقسام والتمثيل بجثث الضباط فى قسم كرداسة وغيرها، وأن يتم نقش هذا الأرشيف على مسلة فى مكان عام حتى لا ننسى جرائمهم، ولمنع أى فرصة لعودتهم مرة أخرى، وأقول لكل شخص يطالب بعمل مصالحة معهم أنك تخالف الآية الكريمة والتى تقول: "ولَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد المنعم
قنان كبير كبير