مراسل صحفى يروى مغامرته المثيرة ببلدة معلولا السورية

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 09:13 م
مراسل صحفى يروى مغامرته المثيرة ببلدة معلولا السورية الخراب فى سوريا - أرشيفية
معلولا (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"معلولا بلدة الثقافة والتاريخ ترحب بكم"، بهذه اللافتة على مدخلها تستقبل معلولا البلدة السورية المسيحية زوارها، إلا أن شوارعها تبقى تحت رحمة قناصين يستهدفون شوارعها المقفرة أصلا، حيث نجا فريق فرانس برس من رصاصهم.

وفى بلدة الأشباح هذه يواجه الجنود السوريون التابعون للنظام عدوا خفيا، وقال جندى سورى وهو مختبئ وراء جدار ورشاشه بيده "نحن لا نراهم أبدا إلا أننا نسمع أصوات الطلقات النارية من رشاشات الغراغونوف" الروسية الصنع التى يستخدمها قناصة المعارضة السورية المسلحة.

وشاهد مراسل فرانس برس سيارة متوقفة على جانب إحدى طرقات البلدة وزجاجها الأمامى محطما، أما سائقها فيبدو أنه قتل فى حين أن قسما من أغراضه مبعثرة فى المكان.

وبعدما عبر مصور فرانس برس طريقا فى البلدة تعرض مراسل الوكالة الذى كان وراءه للنار فأجبر على الاختباء وراء جدار صغير للاتقاء من رصاص القناص.

وكلما كان المراسل يحاول الحراك كان القناص يطلق النار عليه، إلى أن تدخل الجنود فأطلقوا النار بكثافة باتجاه القناص ما أتاح للمراسل الفرار إلى باحة آمنة بين منزلين.

بعدها تدخلت آلية مصفحة وأطلقت النار بكثافة مفسحة المجال أمام فريق فرانس برس بمغادرة مكان الخطر، وقال الجندى: "نعيش يوميا على هذا المنوال ولا نتحرك بحرية إلا خلال الليل".

وقال عقيد فى الجيش السورى يدير العمليات العسكرية على الأرض، "لقد استعدنا قسما كبيرا من المدينة إلا أن الإرهابيين يمنعوننا من بسط سيطرتنا على القسم الباقى بواسطة القناصة".

وتابع، "نواصل التقدم ببطء خصوصا أننا لا نستطيع استخدام المدفعية لتجنب تدمير الآثار التاريخية للبلدة".

وكان المعارضون السوريون وبينهم مسلحون مرتبطون بالقاعدة سيطروا على البلدة فى التاسع من سبتمبر، وبعد ثلاثة أيام تمكن الجنود السوريون من العودة إليها وإخراج المعارضين منها.

ويصل عدد سكان معلولا إلى نحو خمسة آلاف نسمة وهم مسيحيون فى غالبيتهم خلال فصل الصيف لسكن الكثير من مسيحيى دمشق والخارج فيها، فى حين أن المسلمين يعودون ويشكلون الأغلبية فى فصل الشتاء.

وتقع معلولا على بعد نحو 55 كلم شمال دمشق ويعود تاريخها إلى العصور الأولى للمسيحية، وغالبية سكانها من الروم الكاثوليك الذين يتكلمون اللغة الأرامية التى تكلم بها المسيح.

وتشتهر معلولا بالاحتفالات السنوية لعيد الصليب فى الرابع عشر من سبتمبر، وللمرة الأولى لم يحضر زوار معلولا إليها هذه السنة كما اختفت عن تلالها النيران التى كانت تشعل إيذانا بالعيد.

وإذا كان القوس المقام على مدخل المدينة قد أصيب بأضرار كبيرة بسبب انفجار سيارة مفخخة قادها انتحارى فجر نفسه أمام حاجز الجيش السورى ما أوقع ثمانية قتلى، فإن البلدة لا تحمل آثار الحرب بسبب تجنب الجيش استخدام المدفعية، وحدها قبة كنيسة القديس إيليا بدت عليها آثار قذيفة.

وقال العقيد فى الجيش السورى "إنها حرب قد تطول لأنهم يختبئون فى الجبال وفى فندق يقع على قمة الجبل، إلا أننا فى النهاية سننتصر عليهم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة