تصاحبها دائما أحلام مبعثرة لا رابط بينها ولا وحدة تجمعها فعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً مضت حدث تجريف لوجدان الشعب المصرى بفعل فاعل ليلهث باحثًا عن لقمة العيش فى الداخل والخارج بعيدًا عن السياسة ما لها وما عليها وتم قمع الحركة الطلابية فى الجامعات وكذلك الأحزاب فلم تعد تفرز لنا كوادر سياسية كما كان يحدث من قبل واقتصر الحكم على فئة من أصحاب المصالح والمصانع باعوا كل شىء من أجل الوطن حتى ظهر من بيننا من أراد أن يبيع أجزاء من الوطن من أجل الوطن أيضا !! لفد ظهرت عدة ملايين على الساحة يمثلون أجيال احترقت بفعل فاعل فلم يجد هؤلاء فرصتهم فى التعليم ولا الثقافة ولا حتى الانتماء بمعناه الحقيقى اللهم فى حالات الفوز الهزيل فى مباراة كرة تجلب علينا العار فى النهاية فلم يسمع أكثرهم عن انتصارات وبطولات شدوان التى حققها آباؤهم وأشقاؤهم فى رأس العش والدفرسوار وعلى أرض سيناء، لم يسمع أكثرهم عن إبراهيم الرفاعى ومحمد المصرى وعبد العاطى صائد الدبابات وغيرهم ممن سطروا أروع البطولات فى حرب أكتوبر, حتى الأغانى الوطنية حرص الحكام على إخفائها وكأنها وصمة عار بعد أن كانت مصدر فخار, تأمل حولك الحركة الفنية والثقافية فى الستينيات وقارن بينها وبين واقعنا الراهن، قارن بين زمن الحرب وزمن السلام المزعوم, قارن بين حبيبتى قاهرتى ويا حبايب مصر ودقت ساعة العمل ومصر تتحدث عن نفسها ولا تنس على باب مصر ويا صوت بلادى وبين بحبك يا حمار وتعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى.. قارن وامنع دموع عينيك إن استطعت.. ستفر منها رغمًا عنك على الجيل المحترق ضحية من ضحايا الزعامات المزعومة والبطولات الورقية، لن أحدثك عن السد العالى وسد النهضة ! بل حدثنى أنت عن سد الحنك الذى أصابنا.. ما أسبابه وطرق الوقاية منه؟ كيف نحمى أجيالنا القادمة ونجنبها حريق قادم إذا لم ننتبه..
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Kabeel
مقال رائع