قدمت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية تحليلا حول إشارة "الأربعة أصابع المرفوعة" التى يتخذ منها أنصار جماعة الإخوان المسلمين رمزاً سياساً منذ قيام قوات الأمن بفض اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية فى مدينة نصر، مشيرة إلى أن استبدالها بعلامة النصر "V" يمكن أن يكون أمراً سيئاً لهم.
وتحدثت المجلة تفصيلاً عن علامة النصر "الأصبعين المرفوعين" وكيف كانت رمزا مشتركا بين انتفاضات الربيع العربى، ساعدت على تجاوز العديد من الحواجز اللغوية والثقافية عبر منطقة الشرق الأوسط، هذا فيما عرفها الأمريكيون كعلامة "سلام"، بعد استخدامها بشكل واسع من قبل الحركات المناهضة للحرب فى أواخر الستينيات والسبعينيات، وتمثل رمزا للفلسطينيين حينما يتم تحرير أسراهم من السجون الإسرائيلية.
وترى ذا أتلانتك أن استبدال الإخوان علامة النصر بـ"الأربعة أصابع"، الرمز غير المعروف للغرب، يعنى تركيز التنظيم رسالته على العالم العربى، إذ أنه يعنى أن الجماعة حريصة على بناء دعم سياسى داخل منقطتهم وتجاهلها للرأى السياسى الغربى باعتباره أقل أهمية.
وتضيف أنه باستخدامه هذه العلامة الجديدة، فإن تنظيم الإخوان المسلمين يفصل نفسه عن إرث الربيع العربى، وتوضح المجلة أنه بمجرد وصوله للسلطة، أثبت محمد مرسى أنه غير ديمقراطى، فلقد حشد أعضاء الإخوان فى الوظائف الكبرى فى الدولة وحاول اغتصاب سلطات واسعة، وقد اشتكى المعلقون فى الداخل والخارج، قبيل سقوطه، من انتهاكه للمثل العليا للثورة والانتخابات التى أوصلته للسلطة.
لذا فإن رمز "رابعة" يساعد أنصار مرسى على تجنب هذا الماضى القريب غير السار من الوعود الزائفة للرئيس المخلوع بحماية الديمقراطية، كما أنه يشتت الحديث عن حقيقة فشل حكم الإخوان الذين تخلوا عن الربيع العربى، وبدلا من ذلك يركز الاهتمام على عنف قوات الأمن معهم.
وتتابع المجلة الأمريكية، أن "رابعة" هو رمز من صنيعة الأتراك، فوفقا لبعض التقارير اتخذت الإشارة رمزا لأنصار الإخوان بعد أن قام عدد من لاعبى كرة القدم فى تركيا برفع الإشارة، دعما لأولئك الذين قتلوا خلال فض الاعتصام، ثم فى أعقاب ذلك تبنى أردوغان الرمز وسعى لنشره. لذا فإنه فى جميع الاحتمالات، فعلى الأرجح أن الرمز عبارة عن حملة مدبر بمهارة فى تركيا لدعم موقف أردوغان من الإخوان.
ومع عالمية علامة النصر، مقابل علامة رابعة غير المعروفة فيبدو أن العلامة صممت لغرض محدد، وهذا يكشف عن أصول جماعة الإخوان كجماعة سياسية والدعاية التى تعتمد عليها بقوة، كما أن أنصار مرسى ليسوا حركة شعبية واسعة النطاق أو التنوع.
وإلى جانب ما مضى، فإن المجلة ترى أن العلامة الجديدة التى تبناها الإخوان تكشف عن التوترات بين الفصائل المختلفة فى الشرق الأوسط، فبرفضهم علامة النصر التى القومية العربية، فإن الإخوان تنأى بنفسها عن العلامة المشتركة مع الكثير من حلفائها مثل الجماعات الإسلامية فى سوريا الذين يتخذون علامة النصر وكذلك حماس، فلقد اختارت جماعة الإخوان فى مصر إشارة منفصلة للإشارة إلى مشكلتها الخاصة بالداخل.
مجلة أمريكية: علامة "رابعة العدوية" تفصل الإخوان عن "الربيع العربى"
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 03:28 م