قال الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار الأسبق إنه تعرض طيلة الفترة الماضية لكثير من الاتهامات التى سببت له الآلام والحزن وهو كلام ليس له أى أساس من الصحة، قائلاً "للأسف بعض وسائل الإعلام والصحف ساهمت فى نشر هذه الاتهامات وقد قضيت عمرى بأكمله أخدم هذه المهنة والفن الفرعونى وتراث مصر، هناك حسرة وألم عندما أشاهد هذه الاتهامات وأنا من ساهم فى استعادة 5000 قطعة أثرية من حول العالم لمصر".
وأوضح حواس فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى خلال برنامج "هنا العاصمة" الذى يُذاع على فضائية CBC "ألفت أربعة كتب الأول سيُطرَح فى منتصف أكتوبر حول توت عنخ أمون وتحليل الـDNA الذى أُجرَى له وسأسوق له فى الخارج، وسوف تصدر الكتب الثلاثة اللاحقة تباعًا بالإضافة إلى المقالات العلمية".
وحول اتهامات النهب التى حدثت فى عهده عندما كان الأمين العام للآثار قال "لا يمكن أن يحدث هذا.. هناك منظومة عمل ضخمة ومترابطة يصعب معها هذا الذى يقوله البعض.. هناك سرقات عادية وبسيطة مثل أى مكان لكن الشرطة الخاصة بالسياحة كانت يقظة طوال هذه الفترة وقد توليت المنصب منذ عام 2002 ولمدة عشر سنوات لكن لم يحدث ما يسمى بالنهب".
وفيما يخص الاتهامات حول الموافقة على إخراج بعض الآثار لهدايا تخص شخصيات فى سدة الحكم قال زاهى "هذا لا يمكن أن يحدث لأى شخص فهناك سلسلة من الإجراءات والقنوات الإجرائية حتى يمكن من خلالها خروج أى شىء فهناك اللجان وقرارها ثم الإدارة ووزير الثقافة ثم رئيس الوزراء فكيف يحدث هذا الكلام؟ ولم يحدث أى تهاون بل قدمنا نموذجاً حياً للحفاظ على الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية على حدٍ سواء".
وقال "مصر لديها نماذج مثل زاهى حواس تم إعدادهم خلال السنوات السابقة ففى المجلس الأعلى هناك قرابة 1000 شخص من الجيل الحديث على درجة علمية كبيرة فى الحفريات والبلاغة فى الحديث واللباقة فى التصرف والكياسة فى الأداء واللغات سيعتمد عليهم مستقبلاً".
وحول ذكريات ما حدث للمتحف المصرى قال "أتذكر هذا اليوم عندما سارعت إلى المتحف فى صبيحة 29 يناير ووجدت الشباب يصطف حوله ويقولون لنا قمنا بحمايته لك ودخلت فوجدت رجال الصاعقة يقومون بمهمتهم الحثيثة بهذا الصدد ومعهم مدير المتحف والأمناء وعندما خرجت وقتها للعالم قلت مصر بخير وأمنة ومستقرة ورغم أن بعضهم كذبنى عندما اكتشفوا اختفاء 28 قطعة لكنى أقول كانت خسارة قليلة لا تتناسب مع جسامة الحدث ويكفى أن بغداد شهدت فى وقت من أوقات الحروب والغزو اختفاء 15 ألف قطعة آثار".
وعند سؤاله حول أحداث متحف ملوى قال "ما حدث فى ملوى يتجاوز النهب والسلب فقد يكون النهب يتعلق بسرقة ما يسهل حمله لكن الإصرار على تكسير القطع الأثرية المهمة فهذه جريمة نكراء ومن صنعها عدو للهوية المصرية، وكنت أتمنى أن يُعقَد مؤتمر فى مكان الحادث حتى يعرف العالم جسامة ما حدث".
وأشار حواس إلى أن حجم القطع المسروقة بلغ 1050 قطعة وقيمتها التاريخية أكبر من أية قيمة أخرى قائلاً إن الخسائر لا يمكن أن تعوض مطالباً بأن يشار إلى هذه الهوية عند كتابة الدستور حتى يكون هناك تغليظ للعقوبة وتتبع للجريمة.
وأضاف حواس خلال حواره "أنا أشعر بالقلق والحزن لما يحدث من سرقات وحفريات خلسة فى كثير من الأماكن ليس ذلك فقط بل وبناء على أراض أثرية وهذا حدث فى كرداسة وحدث فى دهشور بنيت المقابر، وأدعو شرطة السياحة بالتعاون مع الآثار وهيئاتها أن تقوم باتخاذ قرار بإزالة هذه المخالفات بشكل عاجل ورسمى".
وحول رؤيته لما قيل عن الأهرامات فى عهد الإخوان بأنها حرام وأنه يمكن أن يتم تغطيتها بالشموع وغير ذلك قال حواس "لا أستطيع التعليق على الأمر ولكن هذا دليل على الغباء، وقد شاهدت أحدهم يقول إن عمرو بن العاص عندما جاء إلى مصر لم يكن يملك المعدات اللازمة لتكسير هذه الأهرامات ولما توافرت الآن فلابد من إزالتها، وقلت وقتها إن هذا شخص يريد أن يشتهر وأن يتنقل بين القنوات الفضائية بهذه الآراء الشاذة الانتقامية فكيف يمكن التهاون فى مصر وحضاراتها".
وعن ما حدث فى أسوان قال "ما حدث من سيطرة الأهالى على سبعة مقابر تاريخية وكبيرة وهامة ينذر بكارثة وأرجو من وزير الآثار أن يتكاتف مع كافة أطراف المنظومة من الأثريين وشرطة السياحة والإسراع فى استعادة هذه الأماكن وإزالة التعديات فما يحدث من اعتداءات ضد آثار منذ ثورة يناير أمر مخيف".
ووصف وزير الدولة لشئون الآثار الأسبق المتحف الكبير بـ"الانجاز الأكبر فى القرن الحادى والعشرين"، مضيفًا "والفضل الأكبر يعود هنا إلى فاروق حسنى، ففكرة المشروع تجعله من أعظم المتاحف ويكفى أن قطاع توت عنخ أمون المبهر الذى يوضع فى صالة وتحيطه آلاف القطع الأثرية سيوضع فى قاعة بمفرده.. لذلك يجب يكون المتحف الكبيرة هيئة أو مؤسسة مثل مكتبة الإسكندرية ولا يمكن أن يُدَار بفِكر القطاع العام".
وأضاف حواس أن المشروع ينقصه قرابة 700 مليون دولار، فضلاً عن إمكانية الاحتياج إلى حملة دولية، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن المنحة اليابانية المقدرة بنحو 300 مليون دولار استخدمت فى هذا السياق وعلى نحوٍ جيد، قائلاً "أتمنى أن أساعد لكن أحتاج قبل هذا إلى أن تكون الدولة مستعدة برؤية واضحة ومبهرة يمكن من خلالها المضى قدماً فى ذلك، وأناشد الأثريين ترك التناحر فيما بينهم لأن هذا أساس هوية مصر والالتفات إلى ما يمكن أن يُقَدَّم لهذا البلد العظيم".
وتابع قائلاً: "التقيت فى وقت سابق ببيل جيتس واتفقت معه على تمويل لبناء أحد القاعات ولكن لابد أن نكمل هذا المسار وحتى نفعل ذلك لابد أن يكون لدينا خطة دولة ورؤية مستقبلية".
وتابع قائلاً حول عشقه لأبى الهول "لقد ناجيته كثيراً وخاصة عندما نزل منه حجر فى عام 87 وشعرت بأناته وهو يقول لماذا رميتمونى بهذا الشكل؟ وبعد عشر سنوات من عمليات الترميم شعرت بدفء مشاعره وانتشائه بذلك وتوجهت إلى أبى الهول وقتها وشكوت له أنينى من الشائعات والاتهامات.. كيف لا وهو صديقى منذ الصغر حيث كان عملى قريباً منه وكنت أذهب إليه وأناجيه وكنت أواسى نفسى قائلاً إن أبو الهول وغيره والعالم يشهد بما صنعته".
وفى سؤال للإعلامية لميس الحديدى حول ما إذا كان قد شكى له من الإخوان قال "بالطبع لم أفعل لسبب بسيط أن أبو الهول قوى بالأساس ولا يعنيه إخوان أو غيرهم يهمه فقط أنه قوى وقادر على التواصل مع التاريخ حيث عاش وشاهد كل الناس وكل العالم.. نابليون بونابرت والأميرة ديانا وأوباما".
وفى قراءة حواس المعتادة للتاريخ ومحاولة ربطها بالواقع قال "فى الدولة المصرية القديمة جاء حاكم وحكم البلاد لمدة ثمانيين عامًا ونصحه الحكيم وقتها بحالة الغضب فى الشارع وثار الناس بالفعل وخرجوا للتظاهر، واستمرت الثورة 150 عامًا حتى جاء حاكم عسكرى عادل أقام العدل والسلام، عَمِل بالقانون وأنفذه ولذلك أرى أننا نحتاج إلى حاكم قوى ولذلك عندما أقرا هذا التاريخ أجد أن الحكيم الذى يعرف مصر ويحفظها ويتحدث بحكمه ويعبر بخوف ورؤية شاملة هو الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فهو نفس الحكيم فى هذا العصر".
ووصف حواس كل من يعتدى على الآثار سواء بالبناء أو الحفريات الخلسة بأنهم التتار الجدد منذ ثورة 25 يناير وقال إن معظم الحفريات التى تدعى البحث عن الزئبق الأحمر هى وهم كبير ويجب التصدى لها وإثارة الوعى لدى الجمهور والشارع فبعض الناس يذبحون أطفالاً حتى يحصلون على هذا الكنز من خلال ما يُسَمَّى بـ"الزئبق الأحمر".
واتهم زاهى حواس الإخوان بعدم احترامهم للآثار، قائلاً "وذلك لأنهم لا يعرفون هويتهم ولا يؤمنون بانتمائهم لهذا الوطن ومن يصنع ذلك لا يمكن أن يكون مصرى بل مؤكد أنه من الخارج أو له أجندة خارجية لجهةٍ ما".
ووصف تدمير كتب الكاتب الكبير هيكل وحرقها بأنها كارثة محققة فكيف يعبر شخص عن رأيه فتُحرَق كتبه ويُعتَدَى على بيته وقال "عندما جاء الإخوان إلى الحكم قلت فليوفقهم الله لكنى فوجئت بعد ذلك أن من الغباء أن يحكم من يريد أن يفشل وأن الأهداف ليست لمصر وإنما الأشخاص وجماعة بعينها.
وحول حدود مصر قال حواس "الجيش المصرى يختلف عن أى جيش فى العالم فهو جيش تحكمه المبادئ منذ عهد الفراعنة ويكفى أن قائد الجيش ونى وضع أسس وقواعد لازال معمولاً بها حتى الآن، وتوجد مخطوطة وُجِدَت فى قبره عندما قال للجنود ليس من الشرف أن تسرق حذاء زميلك ولا تقتل ولا تنهب ولا تعدى على طفل أو شيخ أو امرأة، ولذلك عندما جاء أمنحتب الثانى وكان قائدًا للجيش وكان عظيمًا ثم قام بقتل بعض الأمراء قوبل الفعل بالرفض، فهذه عقيدة فى الجيش المصرى راسخة عبر كل العصور وإلى الآن.
وقال "فى عهد أحد الملوك والقادة وهو جحوتى الذى اعتصم ناس فى عهده على الحدود فى بلاده واتخذوا من النساء والأطفال دروعًا وهم يعلمون أن جحوتى لا يمكن أن يقتل الأطفال فبنى هذا السلم الذى استطاع من خلاله قنص كل من يحاول الاقتراب من القلعة دون أن يفرط فى مبادئه بقتل الأطفال وهو فى منطقة (مير) فى صعيد مصر، حيث نجد مقبرة لأحد قادة الجيش المصرى منذ 5000 سنة، وعلى أحد جدرانها منظر مصور يؤرخ لمظاهر فض أول اعتصام غير سلمى فى تاريخ الإنسانية، وهو أمر مثير يجب توضيحه وشرحه لكى نعرف من الجيش المصرى، وعن أى بلد عظيم نتحدث".
وشرح حواس "المنظر يصور أعداء للدولة المصرية يهددون أمنها ويعتدون على طرق التجارة وبعثات التعدين المتجهة إلى سيناء، وهؤلاء الأعداء اعتصموا داخل قلعتهم عندما علموا بخروج الجيش المصرى لردعهم عن الأعمال العدائية ضد الدولة المصرية.. لم يعتصم الأعداء وحدهم داخل القلعة، بل استخدموا النساء والأطفال كدروعٍ بشرية، لأنهم يعلمون أن الجيش المصرى لا يقتلع زرعًا من أرض ولا يعتدى على شيخ أو طفل أو امرأة، وهذا ما حدث من الجيش المصرى فى رابعة عندما حاول فضه بطريقة سلمية ولم يكن ليرفع سلاحًا إلا عندما كان فى موقف دفاعى وللأسف تم استخدام ذلك فى الخارج وتصويره وكأنه ثمة كارثة".
وقال "الجيش المصرى كان وطنيًا خالصًا ولم يكن من المرتزقة فى أى عهد من العهود سوى فى بعض عصور الاضمحلال، ولم يحدث أن شهدت مصر انقسامًا كالذى حدث فى عهد مرسى منذ الاضمحلال فالشعب المصرى بطبعه متدين والمصرى المسلم والمسيحى مختلف عن أى مثيل له فى العالم لكنه لا يحب أن يفرض أحدهم عليه الأمور باسم الدين.
وحول حكم الفرد قال "منذ 5000 سنة وحكم الفرد موجود فى الدولة المصرية لكنه اتسم فى عهد الفراعنة بالعدل والحق ولهذا استطاعوا بناء الأهرامات لكن فى العصر الحديث استمر حكم الفرد ونحن الآن على أبواب الحرية والديمقراطية وأتمنى أن نوعى الشعب بماهية الحرية والديمقراطية.. فنحن نحتاج إلى فهم الحدود وفهم أصول الحرية فأكبر دولة بها ديمقراطية فى العالم هى الولايات المتحدة لكن أكبر أعداد معتقلين فيها هذا لأنها تعمل على إنفاذ القانون بصرامة والكل يعرف حقوقه وحدوده وواجباته".
وقال "المشهد العجيب الذى لاحظته فى 30 يونيو عبر شاشات التلفاز وكنت وقتها فى المغبر أذهلنى وجعل دموعى تنهمر وعرفت وقتها أن هذا شعب لا يقبل الوصاية ولا يقبل الاستبداد وسوف يردع كل من يحاول أن يصنع ذلك".
وأوضح أن قلبه مُعَلَّق بقطعة آثار وهى الخاصة بتمثال خفرع الثانى الذى بنى الهرم الثانى مشيرًا إلى أنه يذهب يوم الجمعة لمشاهدته وقال إن المشهد الثانى الذى يجعله يشعر بالسعادة هو قناع توت عنخ أمون وما يحمله من معانى جليلة وكبيرة وكيف للفنان المصرى القديم أن فعل هذا الشكل البديع دون خطأ وبدقة منقطعة النظير".
وقال خلال حواره "أعتقد أن الأهرامات لا زال بها كثير من الأسرار.. فهذه الأبواب المعروفة بالأبواب الوهمية كان يستخدمها الفراعنة القدماء للتمويه على الباب الأساسى فى مقابرهم لمواجهة لصوص المقابر، تم نقلها من أمكانها الأصلية وأعتقد أن حجرة الملك خوفو موجودة هناك".
حواس لـ"هنا العاصمة":شكيت لـ"أبو الهول" كثيرًا أنينى من الشائعات لكونه صديقى منذ الصغر.. "المتحف الكبير" أكبر إنجاز فى القرن الـ21 والفضل لفاروق حسنى.. واتفقت مع بيل جيتس لتمويل بناء أحد قاعات المتحف
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 07:02 ص
الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nagla
راجل محترم و معروف دوليا
ليه ميرجعش وزير اثار تانى