مشاكل وأزمات كثيرة واجهها الإعلامى المصرى نشأت الديهى منذ تقديمه لاستقالته من قناة T R T التركية، نظرا لاعتراضه على عدم مهنيتها وتشويهها لصورة مصر وتقديمها أخبار وتقارير خاطئة عما يحدث فى مصر، حيث اتهمه أنصار تنظيم الإخوان بأن تصرفه ذلك مجرد "شو" إعلامى الغرض منه العمل فى إحدى القنوات الفضائية المصرية الخاصة، وأنه يسعى إلى الشهرة فقط.
نشأت الديهى كشف فى حواره لـ "اليوم السابع" عن تلك الأزمات والإشاعات التى يتعرض لها يوميا بعد تقديمه لاستقالته وحقيقة ما زعمه الإعلام الحكومى التركى بأن الاستقالة جاءت تحت تهديد من قبل القائمين على حكم مصر حاليا.
- ما تعليقك على الشائعات التى أطلقها عليك الإعلام الحكومى التركى بأنك استقلت تحت تهديدات من الحكومة المصرية الحالية؟
ذلك الأمر غير صحيح إطلاق، وهو مجرد محاولة لصرف نظر الرأى العام التركى عن مدى كره المصريين لتدخل أردوغان فى الشأن المصرى، إلا أن المعارضة التركية هى من تولت توضيح الأمر وقامت بترجمة استقالتى وعرضته فى الإعلام التركى المعارض كدليل على فشل سياسية أردوغان فى مصر.
- وهل تلقيت تهديدات من قبل أنصار تنظيم الإخوان بعد استقالتك؟
تعرضت لحملة تشويه وانتقادات لاذعة لشخصى، كما تعرضت إلى أقصى درجات الإرهاب الفكرى باسم الحرية، وقالوا عنى إن استقالتى مجرد "شو" إعلامى، وأنه سوف يتم مكافأتى بإعطائى عقد عمل فى قناة فضائية مصرية، وللعلم عندما قدمت الاستقالة كنت أعلم أن الطريق محفوف بالمخاطر، ولكننى فى النهاية أتعامل مع الله.
-وما حقيقة العروض التى انهالت عليك عقب الاستقالة؟
ضاحكا: لم أتلق عروضا كلاعبى كرة القدم، وإنما قال لى دكتور سيد البدوى صاحب قنوات الحياة أن قنوات الحياة تفتح لى أبوابها فى أى وقت وهو عرض أخلاقى أكثر من كونه عرضا للعمل بالقناة ولكن عرض يشكر عليه، وسأعود إلى الكتابة من جديد والعمل فى مجال التحليل السياسى، حيث كنت بدأت حياتى المهنية بالكتابة وقدمت 7 كتب.
- كيف اكتشفت عدم حيادية قناة TRT؟
فى بداية تعاقدى لم أكتشف ذلك، فقد كانت الملامح الرئيسية لبرنامجى "ميدان السياسة" تعتمد على تقديم برنامج يهتم بالعلاقات الدولية باعتبار مصر دولة محورية فى الشرق الأوسط، وكان الظاهر أن القناة تقف إلى جوار الدولة المصرية، وإنما فى حقيقة الأمر أنها كانت تقف إلى جانب الإخوان المسلمين ومصالح أردوغان فى مصر وتحاول تقديمه على أنه قائد جديد للمنطقة، خاصة أن أردوغان فتح أسواق له فى مصر، وحاول أن يكون له نفوذ وسيطرة فى مصر ليساوم عليها الاتحاد الأوربى من أجل قبوله عضو فى الاتحاد.
-ومتى استشعرت ذلك الأمر؟
ظهر جليا اتجاه القناة على تصوير ما حدث فى مصر على أنه انقلاب عسكرى، وذلك من خلال نشرات الأخبار التى تم تقديمها على الشاشة، ووصف الأمر بأنه انقلاب عسكرى ثم تطور الأمر إلى أنه انقلاب عسكرى غاشم.
- وهل كان هناك تدخل من قبل إدارة القناة فى اختيار الضيوف أو مواضيع البرنامج؟
كان هناك توجيه خشن، ولكن للأمانة كنت أعد البرنامج واختار ضيوفه من الطرفين، ولكننى كنت أحضر ضيفين يستطيعان الرد على بعضهما بحيث يكونان على نفس القوة ونفس القدرة على الرد، وذلك أملا فى أن تعرف تركيا ويعلم الشعب التركى الحقيقة، وكنت عندما أتحدث عن ثورة 30 يونيو أصفها بجملة "ما يحدث فى مصر" حتى لا أحسب على طرف من الأطراف.
- متى اتخذت قرار الاستقالة من القناة؟
اتخذت قرارا بالاستقالة بعدما جهزت لحلقة عن قراءة ردود الأفعال الغربية والعربية عن ثورة 30 يونيو ووصفتها بجملة "ما حدث فى مصر" وعمل مقارنة بين موقف العالم العربى والعالم الغربى وأرسلت المحاور للقناة لعمل برومو ترويجى للحلقة، إلا أننى فوجئت بوضع كلمة الانقلابين والانقلاب فى البرومو، وهو تدخل غير مقبول، لأن وضع البرومو بهذا الشكل يظهرنى وكأننى موافق على وصف ما حدث فى مصر على أنه انقلاب، وأن القائمين عليه هم انقلابيون وهو أمر غير حقيقى، ووقتها رفضت الظهور ولم تخرج الحلقة، وهو ما جعلنى أتخذ قرارا بالاستقالة، ولكن نويت أن أقدمها على الهواء مباشرة بعد أن ألقن أردوغان درسا وأعلمه خطاه، خاصة وأننى انتقدته داخل قناة حكومية تركية ترعى أهدافه فى مصر.
-وماذا عن رأى الشارع فى تركيا؟
حاولت الحكومة التركية تصوير تلك الاستقالة على أنها استقالة تحت ضغط من القائمين على الحكم فى مصر حاليا، وذلك لتلميع وجه اردوغان وتصوير الأمر على عكس حقيقته إلا أن أحزاب المعارضة فى تركيا قامت بتصحيح الأمر خاصة بعد أن تحدثت عن الاستقالة فى الصحف التركية، حيث قامت المعارضة بترجمة كليب الاستقالة بالتركى ونشره فى كل وسائل الإعلام التركية لتوضح للأتراك حقيقة فشل سياسية اردوغان فى مصر وضياع كل مصالح تركيا هنا.
- وما حقيقة تصريحك بHن قناة TRT جزء من عمل مخابراتى؟
لم أقل ذلك نصا وكلمة أنها عمل مخابراتى فهمت عن طريق الخطأ، فما قلته إن القناة منحازة لخدمة أردوغان فى مصر والإخوان، وأنها لا تتمتع بالموضوعية أو المهنية، خاصة أن كاميرا TRT كانت فى ميدان رابعة العدوية لتنقل ما تريده إسطنبول.