أكد وزير الخارجية نبيل فهمى، أنه خرج من زيارته لروسيا بانطباعات إيجابية للغاية فيما يخص تصورهم للوضع المصرى حيث طالب وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف صراحة بأهمية تفعيل الدور المصرى حتى فى الجامعة العربية وليس فقط على المستوى الثنائى.
وقال فهمى الذى يختتم فى وقت لاحق اليوم الثلاثاء زيارة لروسيا استمرت يومين، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إنه وبالنسبة للعمل الثنائى فهناك استعداد لبدء الإعداد الجيد لتعاون مثمر فيما بيننا.. كما اتفقنا على بدء عمل سكرتارية اللجان المشتركة فيما بيننا قبل أن ندعو لاجتماعات تبدو عليها قامة كبيرة دون أن يتم الإعداد لها بشكل جيد كما شهدنا العام الماضى حيث تم عقد قمة واقتراحات مختلفة لم يخرج عنها شيء على الإطلاق.
وأوضح أن الدول الكبرى مثل روسيا لا تتحرك بهذا الأسلوب ولكن لها منهجها وأسلوبها ومؤسساتها.. وبالتالى فعندما يتم تقديم مقترح معين يجب دراسته حتى تتم اجتماعات القمة أو المستوى الوزراى وتخرج بنتائج ولا تكون بداية للحوار وإنما تكون نهاية الحوار.
وأشار فهمى إلى أنه وفى نفس الوقت سيتم تدعيم التعاون فى مجال الاستثمار والبنية الأساسية ومجال التكنولوجيا الروسية والتعاون الثقافى بيننا حيث اتفقنا على تعاون بين مؤسستى وزارتى الخارجية فى البلدين، وقال "إننا نستهدف عقد اللجنة الوزارية المصرية الروسية فى الربيع المقبل".
وحول تقييمه لنوايا روسيا تطوير علاقتها مع مصر لمستويات أكبر تصل لشراكة، أوضح فهمى أنه كانت هناك ثلاثة محاور أساسية فى تفكيره لدى وصوله إلى روسيا أولها أن هناك حراكا روسيا سياسيا تم ترجمته فى مسألة سوريا والأسلحة الكيماوية ونجده أيضا فى العلاقة الروسية الأمريكية التى تمر بمرحلة حساسة، مشيرا إلى أنه كان مهتما بالاطلاع على المنظور الروسى للمرحلة القادمة لأن العلاقات الروسية الأمريكية والحراك الروسى فى الشرق الأوسط يؤثر على مصالحنا.
وأضاف أن المحور الثانى يرتبط بتقييم روسيا للأوضاع فى الشرق الأوسط لأنها طرف فاعل فيها.. وقد كان هذا مفيدا بالنسبة لنا فى مصر وخاصة التفاصيل المرتبطة بالوضع فى سوريا وما يتعلق بالأسلحة الكيماوية أو الوضع السياسى السورى السورى وما يسمى جنيف ٢.
وأشار الوزير إلى أن المحور الثالث يرتبط بتصور روسيا لعلاقتهم مع مصر، موضحا أن لافروف ذكر أكثر من مرة فى الجلسات الخاصة والمؤتمر الصحفى أن مصر دولة محورية وأن استقرار مصر وتحقيق تطلعات الشعب المصرى ينعكس تلقائيا على استقرار المنطقة ككل ومن ثم على المصالح الروسية.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك تردد من جانب روسيا فى تطوير علاقاتها مع مصر بشكل أكبر بعد ثورة ٣٠ يونيو، قال فهمى "إننى لا أصفه بالتردد فمن يتابع المنهجية الروسية يجد أن التحرك الروسى دائما تحرك محسوب بدقة وتحرك فيه تراكمية".. وأوضح أن روسيا منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وليس منذ ٣٠ يونيو تترقب الأوضاع فى مصر بدقة فلم نشهد تطورا ملموسا فى العلاقات وإنما كل ما استمعنا إليه كان اقتراحات عديدة من الجانب المصرى فيما يتعلق بالقمح والقروض أو بمشروعات استمع إليها الجانب الروسى ولم يرد بمواقف محددة.
وأكد أنه الأن وفى المقابل نجد أن هناك موقفا رسميا روسيا واضحا يدعم الاستقرار فى مصر ويدعم تطلعات الشعب المصرى ويريد أن يتحرك بشكل ملموس منهجى.. وقال إن مواقفهم فيها استمرارية واضحة.. موضحا أن استقباله على مستوى سكرتير عام مجلس الأمن القومى ووزير الخارجية الروسى يعكس رغبة منهم فى التعاون مع مصر حيث أشار لافروف إلى أهمية الدور المصرى الإقليمى من حيث أن مصر دولة محورية وكذلك فالجانب الروسى يترقب التطورات فى الشرق الأوسط ومصر تحديدا ولا يبدو عليه استعجال- وكذلك نحن- لعقد لقاءات مظهرية لا تخرج بنتائج وإنما يهمهم أكثر من ذلك الإعداد الجيد للاجتماعات ومتابعة الموقف والخروج بنتائج ملموسة عندما يكون هناك اجتماع على مستوى عال.
وأعرب فهمى عن اعتقاده بأن هذه الزيارة أنجزت ما كنا نأمل فيه وكان هناك اطمئنان متبادل من الجانبين بأن هناك جدية فى التعاون والعلاقات، مشيرا إلى أنه لم يحضر إلى موسكو بطلبات خيالية غير منطقية قائلا "بل إننى لم أطلب أى شىء بالتحديد".. ومن الناحية الأخرى فقد تحدثنا عن قضايا محددة فنية وعن حلول لمشاكل عالقة.. ووعد الجانب الروسى بدراستها.
وأضاف أن مسألة تبادل الزيارات بين مسئولى الجانبين ستتم وإنما ستتم فى التوقيت المناسب بالإعداد المناسب وفى الوقت الذى يكون فيه الجانبان مستعدين لذلك.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم تبديد بواعث القلق الروسية تجاه التطورات فى مصر ودول الربيع العربى بعد ثورة ٢٥ يناير، أعرب فهمى عن اعتقاده بأن هناك تحركا فى الموقف الروسى ولكنهم لا يزالون يترقبون الموقف.. وأضاف أن الربيع العربى بالنسبة لهم يشكل تغييرا غير واضح المعالم وقد ينتهى إلى نتائج إيجابية ويتعاملون معه ولكن لا يستعجلون النتائج.. وحتى الأن الربيع العربى والتطورات العربية لم تصل إلى الهدف المنشود منها وبالتالى فليس غريبا أن يترقب الجانب الروسى الموقف.
وأوضح فهمى فى هذا الإطار أن هذا الترقب لا يعنى توقف العلاقة ولا يعنى توقف الاتصالات ولا يعنى عدم تطلع الجانبين لتطوير العلاقة، مشيرا إلى أنه إذا نظرنا إلى تصريحات وزير الخارجية الروسى وكذلك تصريحاتى فى موسكو ستجدون أن لافروف رغم ترقبه للموقف كان يؤيد تنشيط الدور المصرى وتحدث عن أن مصر دولة جوهرية وطالب بأن تلعب دورها التقليدى بالجامعة العربية وطالب بأن تشارك مصر فى مؤتمر جنيف ٢ الخاص بسوريا وبالتالى إذا كان هناك قلق روسى لم يكن ليطلب ذلك بل أن لافروف كان يتمنى استعادة مصر لدورها ومكانتها.. مضيفا أن الرغبة كانت موجودة والاستعداد كان موجودا وكذلك الترقب.
وحول نجاح مصر فى تطوير الموقف لإعادة طرح أهمية عقد مؤتمر دولى لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بعد الاتفاق الروسى الأمريكى بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، قال فهمى إن هذا أمر مهم أيضا فكما تعلمون أن مصر لها موقف محدد ومعروف فيما يتعلق بحظر الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط منذ عام ١٩٧٤ ثم حظر كافة أسلحة الدمار الشامل منذ عام ١٩٩٠.
وأوضح أن الجانب الروسى نفسه أكد من جانبه خلال اجتماعات الأمس قبل أن أطرح الموضوع أن ما يتم فى المنطقة يجب أن يكون داعما لسرعة انعقاد المؤتمر الدولى الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل الذى كان مقررا عقده العام الماضى.. وقال فهمى إنه رحب من جانبه بهذا الموقف الروسى وأكد مجددا أن ما يتم فى سوريا يجب أن يكون حافزا إضافيا لتنشيط الجهود الرامية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.
وقال إن هناك تحركا وتعاونا فى هذا الشأن، مشيرا إلى أن التحدى ليس فى دفع الجانب الروسى أو المصرى لعقد هذا المؤتمر فكلانا مؤيد لهذا الهدف ولكن التحدى يكمن فى إقناع الجانب الإسرائيلى وأطراف إقليمية أخرى والولايات المتحدة للانضمام لهذا الجهد واتفقنا على مواصلة التشاور فيما بيننا فى نيويورك فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى سأتوجه إليها مطلع الأسبوع المقبل.
نبيل فهمى: تدعيم التعاون فى مجال الاستثمار والبنية الأساسية مع روسيا
الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013 11:32 ص
وزير الخارجية نبيل فهمى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة