مجلة ألمانية: رئيس إيران سيعرض غلق "مفاعل فوردو" مقابل رفع العقوبات

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013 05:32 م
مجلة ألمانية: رئيس إيران سيعرض غلق "مفاعل فوردو" مقابل رفع العقوبات الرئيس الأيرانى حسن روحانى
برلين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت مجلة دير شبيجل، الألمانية أنها علمت من مصادر استخباراتية أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى سيطرح على الدول الغربية مقترحا بوقف تخصيب اليورانيوم فى مفاعل فوردو النووى مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران، وذلك قبل كلمته المتوقع أن يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نهاية الشهر الجارى.

وقالت المجلة -فى تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إن "العقوبات الدولية التى أقرتها الدول الغربية ضد إيران يبدو أنها آتت ثمارها، ونجحت فى التأثير على الاقتصاد الإيرانى، بدليل أن روحانى بدأ فى تقديم التنازلات لإنهاء التصادم والمواجهات المحتدمة التى استمرت لفترة طويلة بين الغرب وبلاده حول برنامجها النووى.

وأضافت أن هذا التنازل سيمثل نقطة تحول كبيرة وحساسة فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى، فوفقا للمصادر الاستخباراتية، فإن روحانى سيقترح على الغرب وقف العمل بمفاعل فوردو، الكائن فى موقع قريب من مدينة قم الإيرانية، ويقع تحت سطح الأرض بنحو 70 مترا مما يجعله محصنا وغير قابل للتدمير بواسطة القنابل المخترقة للتحصينات، والذى يعمل فيه العلماء على الوصول بنسبة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20% المطلوبة لإنتاج السلاح النووى رغم نفى طهران لسعيها لامتلاك هذه النوعية من الأسلحة.

وأشارت المجلة إلى ما يمثله مفاعل فوردو تحديدا، والبرنامج النووى الإيرانى إجمالا، من تهديد خطير لدى الغرب..لافتة إلى عدم وجود ما يثير مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وإسرائيل، بما فى ذلك ترسانة السلاح الكيماوى السورية، على نحو يضاهى مخاوفهم من منشآت إيران النووية كمفاعلات ناتانز وأصفهان وفوردو.

وأفادت المجلة بأن المقترح الذى يعده روحانى لا يقتصر على وقف العمل فى مفاعل فوردو، بل يشمل أيضا السماح للمفتشين الدوليين بمراقبة إزالة أجهزة الطرد المركزى من المفاعل، على أن تقوم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون فى المقابل برفع العقوبات المفروضة على طهران بما فى ذلك رفع الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية، والسماح للبنك المركزى الإيرانى بالعودة مجددا لممارسة أعماله على المستوى الدولى.

وأشارت إلى أن روحانى، فى إطار إقدامه على تقديم مثل هذه التنازلات، قد يبادر بعقد مفاوضات من شأنها أن تؤدى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية مع واشنطن.

ووفقا للمصادر الاستخباراتية التى كشفت عن خطة روحانى، فإن وزير خارجيته محمد جواد ظريف سيلتقى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون فى نيويورك الأحد المقبل لإطلاعها على الخطوط العريضة لهذه الصفقة، على أن يعلن عنها الرئيس الإيرانى قبل أو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الجارى.

وقالت دير شبيجل إن ثمة "تطورات واعدة" على صعيد الملف النووى الإيرانى قد حدثت مؤخرا، منها ما صرح به الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الخارجية السابق على أكبر صالحى للدول الأعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن بلاده مستعدة لتعزيز وتوسيع تعاونها مع الوكالة، ومنها ما كشف عنه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حديث لإحدى القنوات الأمريكية بشأن تبادله لرسائل مؤخرا مع نظيره الإيرانى، ورغم أن أوباما لم يكشف عن محتوى هذه الرسائل إلا أن بعض المصادر الإعلامية رجحت أن يمهد هذا الأمر الطريق أمام رئيسى البلدين لعقد لقاء بينهما للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.

وأوضحت أن روحانى، الذى تولى منصبه رسميا الشهر الماضى، يسير على نهج مقبول، فهو يخاطر بفقدان التأييد على المستوى الداخلى فى حال فشله فى الحصول على تنازلات كبيرة من الطرف الآخر فى مقابل كل تنازل سيقدمه لهذا الطرف، كما أن الرئيس الإيرانى لا يمكنه تحمل تبعات طرح مسألة حق بلاده فى تخصيب اليورانيوم ضمن هذه الصفقة، فهو الحق الذى أكد عليه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى، كما دافع عنه روحانى نفسه فى أكثر من مناسبة أثناء عمله كمفاوض مسئول عن الملف النووى الإيرانى من قبل.

وأشارت المجلة إلى احتمالات أن يتعرض روحانى بسبب هذه التنازلات لانتقادات واسعة من الحرس الثورى صاحب القوة والمعروف بنهجه الراديكالى، وأن يصبح الرئيس الإيرانى خائنا من منظوره وأن يصبح فى موضع شكوك دائمة، خاصة إذا ما أدرج حق طهران فى تخصيب اليورانيوم ضمن الصفقة التى سيطرحها على الغرب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة